أولاً : شـروط الـتوحـيـد
أولاً : شـروط الـتوحـيـد
وهـي شـروط لا اله إلا الله
وهـي شـروط لا اله إلا الله
والشرط : هو ما يلزم من عدمه العدم , ولا يلزم من وجوده الوجود , ويكون في خارج الشيء وقبل البدء فيه . فيجب أن تعلم أخي أن شروط التوحيد ذات أهمية عظيمة يجب على كل عبد تعلمها والإتيان بها , وهذا لأن انتفاء شرط من شروط التوحيد يعني انتفاء أصل الإيمان والإسلام . كالصلاة إن انتفى أحد شروط صحتها كاستقبال القبلة أو ستر العورة أو غير ذلك من شروط صحة الصلاة فإنها تبطل , وأما شروط التوحيد فهي سبعة .-
(الشرط الأول) : العلم . قال الله تعالى :{فاعلم أنه لا إله إلا الله} (محمد: 19 ) .
وهذا لإن الجهل بأن الله وحده هو المستحق للعبادة مانع في قبول إسلام العبد , ولذلك جعل العلم هنا شرطاً في قبول إسلام العبد .
قال عليه الصلاة والسلام : ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)) رواه مسلم .
يقول العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله تعالى :
( وقد ذكر العلماء- رحمهم الله- من أهل السنة والجماعة , في معنى : لا إله إلا الله , وبيان ما نفته , وما أثبتته , ما يفيد : العلم اليقيني بمعناها ,الذي أوجب الله تعالى معرفته , وما تضمنته من النفي والإثبات .قال الوزير : أبو المظفر , في الإفصاح , قوله : شهادة أن لا إله إلا الله , يقتضي: أن يكون الشاهد , عالماً بأنه لا إله إلا الله , كما قال تعالى : {فاعلم أنه لا إله إلا الله} قال : واسم الله مرتفع بعد : ( إلا ) من حيث : انه الواجب له الإلهية , فلا يستحقها غيره سبحانه , قال : وجملة الفائدة في ذلك , أن تعلم أن هذه الكلمة , مشتملة على الكفر بالطاغوت , والإيمان بالله , فإنك لما نفيت الإلهية , وأثبت الإيجاب لله تعالى , كنت ممن كفر بالطاغوت , وآمن بالله) . (3)
ويقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين رحمه الله :
(وقال تعالى :{هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب} [إبراهيم 52] . لم يقل : ليقولوا إنما هو إله واحد : وقال تعالى : {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} (الزخرف :86] . بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم , وقال صلى الله عليه وسلم : ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)).
واستدل العلماء بهذه الآية ونحوها , على أن أول واجب على الإنسان : معرفة الله , ودلت هذه الآية , على أن آكد الفرائض : العلم بمعنى لا إله إلا الله , وأن أعظم الجهل : نقص العلم بمعناها , إذ كان معرفة معناها آكد الواجبات , والجهل بذلك اعظم الجهل وأقبحه .
ومن العجب :أن بعض الناس إذا سمع من تكلم في معنى لا إله إلا الله نفياً وإثباتاً , عاب ذلك , وقال : لسنا مكلفين بالناس والقول فيهم
فيقال له : بل أنت مكلف بمعرفة التوحيد , الذي خلق الله الجن والإنس لأ جله , وأرسل جميع الرسل يدعون إليه , ومعرفة ضده وهو الشرك الذي لا يغفره الله , ولا عذر لمكلف في الجهل بذلك , ولا يجوز فيه التقليد , لأنه أصل الأصول , فمن لم يعرف المعروف , وينكر المنكر فهو هالك , لاسيما أعظم المعروف , وهو التوحيد , وأكبر المنكر وهو الشرك) (4) .
ويقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله :
( قال رحمه الله (أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب) : ومجرد الإتيان بلفظ الشهادة , من غير علم بمعناها , ولا عمل بمقتضاها , لا يكون به المكلف مسلماً , بل هو حجة على ابن آدم , خلافاً لمن زعم : أن الإيمان مجرد الإقرار, كالكرامية , ومجرد التصديق كالجهمية .
وقد أكذب الله المنافقين فيما أتوا به وزعموه من الشهادة على كذبهم , مع أنهم أتوا بألفاظ مؤكدة بأنواع من التأكيدات , قال تعالى : {إذا جاءك المنافقين قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين الكاذبون}[المنافقين:1] .
فأكدوا بلفظ الشهادة و(إنّ) المؤكدة , واللام والجملة الإسمية , فأكذبهم , وأكد تكذيبهم بمثل ما أكدوا به شهادتهم سواء بسواء , وزاد التصريح باللقب الشنيع , والعلم البشع الفضيع , وبهذا تعلم : أن مسمى الإيمان , لابد فيه من الصدق والعمل .
ومن شهد أن لا إله إلا الله وعبد غيره , فلا شهادة له , وإن صلى وزكى وصام , وأتى بشيء من أعمال الإسلام , قال تعالى لمن آمن ببعض الكتاب , ورد بعضاً : }أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض {(البقرة : 85) (5) .
يتبع ....
(3) الدرر السنية (2/216) .
(4) الدرر السنية (12/58).
(5) الدرر السنية (12/535) .
(4) الدرر السنية (12/58).
(5) الدرر السنية (12/535) .
No hay comentarios:
Publicar un comentario