jueves, 26 de mayo de 2011

شـروط الـتوحـيـد : المقالا ت : ( نقله : عكاشة الموحد )

أولاً : شـروط الـتوحـيـد

أولاً : شـروط الـتوحـيـد
وهـي شـروط لا اله إلا الله

والشرط : هو ما يلزم من عدمه العدم , ولا يلزم من وجوده الوجود , ويكون في خارج الشيء وقبل البدء فيه .  فيجب أن تعلم أخي أن شروط التوحيد ذات أهمية عظيمة يجب على كل عبد تعلمها والإتيان بها , وهذا لأن انتفاء شرط من شروط التوحيد يعني انتفاء أصل الإيمان والإسلام . كالصلاة إن انتفى أحد شروط صحتها كاستقبال القبلة أو ستر العورة أو غير ذلك من شروط صحة الصلاة فإنها تبطل , وأما شروط التوحيد فهي سبعة .-
(الشرط الأول)
  : العلم . قال الله تعالى :{فاعلم أنه لا إله إلا الله}  (محمد: 19 ) .
وهذا لإن الجهل بأن الله وحده هو المستحق للعبادة مانع في قبول إسلام العبد , ولذلك جعل العلم هنا شرطاً في قبول إسلام العبد
.
قال عليه الصلاة والسلام :  ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة))
 رواه مسلم .
يقول العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله تعالى
:

(
وقد ذكر العلماء- رحمهم الله- من أهل السنة والجماعة , في معنى : لا إله إلا الله , وبيان ما نفته , وما أثبتته , ما يفيد : العلم اليقيني بمعناها
,الذي أوجب الله تعالى معرفته , وما تضمنته من النفي والإثبات .قال الوزير : أبو المظفر , في الإفصاح , قوله : شهادة أن لا إله إلا الله , يقتضي: أن يكون الشاهد , عالماً بأنه لا إله إلا الله , كما قال تعالى : {فاعلم أنه لا إله إلا الله}  قال : واسم الله مرتفع بعد : ( إلا ) من حيث : انه الواجب له الإلهية , فلا يستحقها غيره سبحانه , قال : وجملة الفائدة في ذلك , أن تعلم أن هذه الكلمة , مشتملة على الكفر بالطاغوت , والإيمان بالله , فإنك لما نفيت الإلهية , وأثبت الإيجاب لله تعالى , كنت ممن كفر بالطاغوت , وآمن بالله) . (3)
ويقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين رحمه الله
:

(
وقال تعالى
:{هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب} [إبراهيم 52]  . لم يقل : ليقولوا إنما هو إله واحد : وقال تعالى : {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} (الزخرف :86] . بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم , وقال صلى الله عليه وسلم : ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله  دخل الجنة)).
واستدل العلماء بهذه الآية ونحوها , على أن أول واجب على الإنسان : معرفة الله
, ودلت هذه الآية , على أن آكد الفرائض : العلم بمعنى لا إله إلا الله , وأن أعظم الجهل : نقص العلم بمعناها , إذ كان معرفة معناها آكد الواجبات , والجهل بذلك اعظم الجهل وأقبحه .

 
ومن العجب :أن بعض الناس إذا سمع من تكلم في معنى لا إله إلا الله نفياً وإثباتاً , عاب ذلك , وقال : لسنا مكلفين بالناس والقول فيهم

فيقال له : بل أنت مكلف بمعرفة التوحيد
, الذي خلق الله الجن والإنس لأ جله , وأرسل جميع الرسل يدعون إليه , ومعرفة ضده وهو الشرك الذي لا يغفره الله , ولا عذر لمكلف في الجهل بذلك , ولا يجوز فيه التقليد , لأنه أصل الأصول , فمن لم يعرف المعروف , وينكر المنكر فهو هالك , لاسيما أعظم المعروف , وهو التوحيد , وأكبر المنكر وهو الشرك)   (4) .
ويقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله
:

(
قال رحمه الله (أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب) : ومجرد الإتيان بلفظ الشهادة , من غير علم بمعناها , ولا عمل بمقتضاها , لا يكون به المكلف مسلماً , بل هو حجة على ابن آدم , خلافاً لمن زعم : أن الإيمان مجرد الإقرار, كالكرامية , ومجرد التصديق كالجهمية
.

 
وقد أكذب الله المنافقين فيما أتوا به وزعموه من الشهادة على كذبهم , مع أنهم أتوا بألفاظ مؤكدة بأنواع من التأكيدات , قال تعالى
: {إذا جاءك المنافقين قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين الكاذبون}[المنافقين:1] .
فأكدوا بلفظ الشهادة و(إنّ) المؤكدة , واللام والجملة الإسمية , فأكذبهم , وأكد تكذيبهم بمثل ما أكدوا به شهادتهم سواء بسواء , وزاد التصريح باللقب الشنيع
, والعلم البشع الفضيع , وبهذا تعلم : أن مسمى الإيمان , لابد فيه من الصدق والعمل .
ومن شهد أن لا إله إلا الله وعبد غيره , فلا شهادة له , وإن صلى وزكى وصام , وأتى بشيء من أعمال الإسلام , قال تعالى لمن آمن ببعض الكتاب , ورد بعضاً
: }أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض  {(البقرة : 85)  (5) .

يتبع ....

(3)     الدرر السنية (2/216) .
(4)    
الدرر السنية
(12/58).
(5)    
الدرر السنية  (12/535)
.

No hay comentarios:

Publicar un comentario