viernes, 27 de mayo de 2011

عنوان البحث صيحة تحذير من خطورة التكفير

عنوان البحث صيحة تحذير من خطورة التكفير
لابي عبد الله الحجازي الشافعي


الحمد لله . أحمده وأستعينه ، وأستغفره وأستهديه ، وأومن به ولا أكفره ، وأعادي من يكفر به . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ، والنور والموعظة والحكمة علي فترة من الرسل وقلة من العلم ، وضلالة من الناس، وإقطاع من الزمان ودنو من الساعة ،وقرب من الأجل . من يطع الله ورسوله فقد رشد . ومن يعص الله ورسوله فقد غوى وفرط وضل ضلالا بعيدا . أوصيكم بتقوى الله ،فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة ، وأن يأمره بتقوى الله . واحذروا ما حذركم الله نفسه ،فإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة . ومن يصلح الذي بينه وبين ربه من أمره في السر والعلانية ،لا نوي به إلا وجه الله يكن له ذكرا في عاجل أمره ،وذخرا فيما بعد الموت ، حين يفتقر المرء إلى ما قدم . وما كان مما سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا . " ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد " [ آل عمران : 30 ] . هو الذي صدق قوله ، وأنجز وعده لا خلف لذل ،فإنه يقول تعالى : " ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد "فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية ،فإنه " من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا " .ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما .وإن تقوى الله توقي مقته وتوقي عقوبته وتوقي سخطه . وإن تقوى الله تبيض الوجوه ، وترضي الرب ، وترفع الدرجة . فخذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله ، فقد علمكم كتابه ، ونهج لكم سبيله ، ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين . فأحسنوا كما أحسن الله إليكم ، وعادوا أعداءه ،وجاهدوا في الله حق جهاده ، هو اجتباكم وسماكم المسلمين . ليهلك من هلك عن بينه ، ويحيا من حي عن بينه .ولا حول ولا قوله إلا بالله .فأكثروا ذكر الله تعالى، واعملوا لما بعد الموت ، فإنه من يصح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس .ذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه ويملك من الناس ولا يملكون منه . الله أكبر ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وبعد
لقد قرأت تحت هذا العنوان بحث منقول يحزر من التكفير ويربط التكفير بالتفجير في كثير من الاماكن وهذا الامر الذي ييجب ان نوضح فيه ان المسألتين التكقير لا علا قة لها بالتفجير وأنه
يجب التفريق بين التكفير والتفجير فالاول دين الاسلام والثاني دين المشركين من الجماعات الاسلامية والجهاد وغيرهم ممن لا يعرف التوحيد الصحيح
فالموضوع يجب البدأ فيه بمعرفة
اولا التكفير واسبابه  ثانيا التفجير واسبابه  ثالثا عدم ربط التكفير بالتفجير


الباب الاول  التكفير أصل دين الاسلام
فالشهادة لله بالتوحيد  من اجلها ارسلت الرسل وخلق الله الثقلين  وأحد اركان  هذه الشهادة الشهادة علي الناس بالإسلام والكفر
وهذا الباب يشتمل علي ثلاث فصول
الفصل الأول الشهادة بالإسلام والشرك والإيمان والكفر شهادة واجبة علي الرسل وأتباعهم
ومن الأدلة على ذلك
1-قال تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىَ هَـَؤُلآءِ شَهِيداً) [سورة: النساء - الأية: 41]
جاء في تفسير الألوسي - (ج 4 / ص 56)
(، فكيف حال هؤلاء الكفرة من اليهود والنصارى وغيرهم ، أو كيف يصنعون ، أو كيف يكون حالهم إذا جئنا يوم القيامة من كل أمة من الأمم وطائفة من الطوائف بشهيد يشهد عليهم بما كانوا عليه من فساد العقائد وقبائح الأعمال وهو نبيهم ؟ { وَجِئْنَا بِكَ } يا خاتم الأنبياء { على هَؤُلاء } إشارة إلى الشهداء المدلول عليهم بما ذكر { شَهِيداً } تشهد على صدقهم لعلمك بما أرسلوا واستجماع شرعك مجامع ما فرعوا وأصلوا ، وقيل : إلى المكذبين المستفهم عن حالهم يشهد عليهم بالكفر والعصيان تقوية لشهادة أنبيائهم عليهم السلام ، أو كما يشهدون على أممهم ، وقيل : إلى المؤمنين لقوله تعالى : { لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى الناس وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } [ البقرة : 143 ]
وجاء فى النكت والعيون للما وردى  - (ج 1 / ص 299)
قوله تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ } وشهيد كل أمة نبيُّها ، وفي المراد بشهادته عليها قولان :
أحدهما : أن يشهد على كل أمّته بأنه بلغها ما تقوم به الحجة عليها ، وهو قول ابن مسعود وابن جريج ، والسدي .
والثاني : أن يشهد عليها بعملها ، وهو قول بعض البصريين .
{ وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلاءِ شَهِيداً } يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهادة على أُمته .) اهـ
وجاء فى تفسير القرطبي - (ج 5 / ص 197)
وروى البخاري عن عبد الله قال. قال لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اقرأ علي) قلت: أقرا عليك وعليك أنزل؟ قال: (انى أحب أن أسمعه من غيرى) فقرأت عليه سورة (النساء) حتى بلغت (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) قال: (أمسك) فإذا عيناه تذرفان. وأخرجه مسلم وقال بدل قوله (أمسك): فرفعت رأسي- أو غمزني رجل إلى جنبي- فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل. قال علماؤنا: بكاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما كان لعظيم ما تضمنته هذه الآية من هول المطلع وشدة الامر، إذ يؤتى بالأنبياء شهداء على أممهم بالتصديق والتكذيب، ويؤتى به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم القيامة شهيدا. والإشارة بقوله (عَلى هؤُلاءِ) إلى كفار قريش وغيرهم من الكفار، وإنما خص كفار قريش بالذكر لان وظيفة العذاب أشد عليهم منها على غيرهم، لعنادهم عند رؤية المعجزات، وما أظهره الله على يديه من خوارق العادات. والمعنى فكيف يكون حال هؤلاء الكفار يوم القيامة (إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) أمعذبين أم منعمين؟)ا هـ
وقال البيضاوي فى التفسير
- " فكيف " أي فكيف حال هؤلاء الكفرة من اليهود والنصارى وغيرهم؟. " إذا جئنا من كل أمة بشهيد " يعني نبيهم يشهد على فساد عقائدهم وقبح أعمالهم، والعامل في الظرف مضمون المبتدأ والخبر من هول الأمر وتعظيم الشأن. " وجئنا بك " يا محمد. " على هؤلاء شهيدا " تشهد على صدق هؤلاء الشهداء لعلمك بعقائدهم، واستجماع شرعك مجامع قواعدهم. وقيل هؤلاء إشارة إلى الكفرة المستفهم عن حالهم. وقيل إلى المؤمنين كقوله تعالى: " لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ".ا0هـ
وقال الواحدي فى التفسير
" فكيف " أي : فكيف يكون حال هؤلاء اليهود والمنافقين يوم القيامة ؟ وهذا استفهام ومعناه التوبيخ " إذا جئنا من كل أمة بشهيد " أي : بنبي كل أمة يشهد عليها ولها " وجئنا بك " يا محمد " على هؤلاء شهيدا " على هؤلاء المنافقين والمشركين شهيدا تشهد عليهم بما فعلوا).ا0هـ
2-قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىَ رَبّهِمْ وَيَقُولُ الأشْهَادُ هَـَؤُلآءِ الّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىَ رَبّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ) [ هود: 18]
قال الواحدي فى التفسير
" ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا " فزعم أن له ولدا وشريكا " أولئك يعرضون على ربهم " يوم القيامة " ويقول الأشهاد " وهم الأنبياء والملائكة والمؤمنون " هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله " إبعاده من رحمته " على الظالمين " المشركين ).ا0هـ
قال الشوكاني فى التفسير
قوله: - "ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً" أي لا أحد أظلم منهم لأنفسهم لأنهم افتروا على الله كذباً بقولهم لأصنامهم: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، وقولهم: الملائكة بنات الله، وأضافوا كلامه سبحانه إلى غيره، واللفظ وإن كان لا يقتضي إلا نفي وجود من هو أظلم منهم كما يفيده الاستفهام الإنكاري، فالمقام يفيد نفي المساوي لهم في الظلم. فالمعنى على هذا: لا أحد مثلهم في الظلم فضلاً عن أن يوجد من هو أظلم منهم، والإشارة بقوله أولئك إلى الموصوفين بالظلم المتبالغ، وهو مبتدأ، وخبره يعرضون على ربهم فيحاسبهم على أعمالهم، أو المراد بعرضهم: عرض أعمالهم "ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم" الأشهاد: هم الملائكة الحفظة، وقيل المرسلون. وقيل الملائكة والمرسلون والعلماء الذين بلغوا ما أمرهم الله بإبلاغه، وقيل جميع الخلائق. والمعنى: أنه يقول هؤلاء الأشهاد عند العرض: هؤلاء المعرضون أو المعروضة أعمالهم الذين كذبوا على ربهم بما نسبوه إليه ولم يصرحوا بما كذبوا به كأنه كان أمراً معلوماً عند أهل ذلك الموقف. قوله: "ألا لعنة الله على الظالمين" هذا من تمام كلام الأشهاد: أي يقولون هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ويقولون: ألا لعنة الله على الظالمين الذين ظلموا أنفسهم بالافتراء، ويجوز أن يكون من كلام الله سبحانه قاله بعدما قال الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم. والأشهاد جمع شهيد، ورجحه أبو علي بكثرة ورود شهيد في القرآن كقوله: "ويكون الرسول عليكم شهيداً". "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً"، وقيل: هو جمع شاهد كأصحاب وصاحب، والفائدة في قول الأشهاد بهذه المقالة المبالغة في فضيحة الكفار، والتقريع لهم على رؤوس الأشهاد).ا0هـ
3-قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّةً وَسَطاً لّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ الرّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاّ لِنَعْلَمَ مَن يَتّبِعُ الرّسُولَ مِمّن يَنقَلِبُ عَلَىَ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاّ عَلَى الّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَءُوفٌ رّحِيمٌ)
البقرة : 143]
وجاء فى تفسير البحر المحيط - (ج 2 / ص 52)
(شهداء على الناس في الدنيا ، فيما لا يصح إلا بشهادة العدول الأخيار . وأسباب هذه الشهادة ، أي شهادة هذه العدول أربعة : بمعاينة ، كالشهادة على الزنا ، وبخبر الصادق ، كالشهادة على الشهادة؛ وبالاستفاضة ، كالشهادة على الأنساب؛ وبالدلالة ، كالشهادة على الأملاك ، وكتعديل الشاهد وجرحه . وقال ابن دريد : الإشهاد أربعة : الملائكة بإثبات أعمال العباد ، والأنبياء ، وأمة محمد ، والجوارح . انتهى .)ا هـ
وجاء فى تفسير الرازي - (ج 2 / ص 394)
(قالوا معنى الآية : لتشهدوا على الناس بأعمالهم التي خالفوا الحق فيها قال ابن زيد : الأشهاد أربعة . أولها : الملائكة الموكلون بإثبات أعمال العباد . قال تعالى : { وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ } [ ق : 21 ] وقال : { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ ق : 18 ] وقال : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لحافظين * كِرَاماً كاتبين * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُون } [ الإنفطار : 10 12 ] . وثانيها : شهادة الأنبياء وهو المراد بقوله حاكياً عن عيسى عليه السلام : { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ على كُلّ شَىْء شَهِيدٌ } [ المائدة : 117 ] وقال في حق محمد صلى الله عليه وسلم وأمته في هذه الآية : { لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى الناس وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } وقال : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلاء شَهِيداً } [ النساء : 41 ] . وثالثها : شهادة أمة محمد خاصة . قال تعالى : { وَجِىء بالنبيين والشهداء } [ الزمر : 69 ] وقال تعالى : { وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد } [ غافر : 51 ] . ورابعها : شهادة الجوارح وهي بمنزلة الإقرار بل أعجب منه قال تعالى : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ } [ النور : 24 ] الآية ، وقال : { اليوم نَخْتِمُ على أفواههم } [ يس : 65 ] الآية
القول الثاني : أن أداء هذه الشهادة إنما يكون في الدنيا)ا هـ
تفسير اللباب لابن عادل - (ج 2 / ص 155)
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً } خطاب لجميع الأمة أولها وآخرها ، من كان منهم موجوداً وقت نزول هذه الآية ، ومن جاء بعدهم إلى [ قيام الساعة ]) كما أن قوله،
{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القصاص } [ البقرة : 178 ] ، { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصيام } [ البقرة : 183 ] يتناول الكل ، ولا يختص بالموجودين في ذلك الوقت ، [ وكذلك سائر تكاليف الله - تعالى - وأوامره وزواجره خطاب لجميع الأمة ] ا هـ
وجاء فى تفسير النسفي - (ج 1 / ص 81)
(والشهادة قد تكون بلا مشاهدة كالشهادة بالتسامع في الأشياء المعروفة . ولما كان الشهيد كالرقيب جيء بكلمة الاستعلاء كقوله تعالى : { كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ } [ المائدة : 17 ] . وقيل : لتكونوا شهداء على الناس في الدنيا فيما لا يصح إلا بشهادة العدول الأخيار ، ويكون الرسول عليكم شهيداً يزكيكم ويعلم بعدالتكم)ا هـ
وقال بن كثير فى التفسير
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت؟ فيقول نعم فيدعى قومه فيقال لهم هل بلغكم؟ فيقولون ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد فيقال لنوح من يشهد لك فيقول محمد وأمته قال: فذلك قوله "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" قال والوسط العدل فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم" رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه من طرق عن الأعمش وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يجيء النبي يوم القيامة ومعه رجلان وأكثر من ذلك فيدعى قومه فيقال لهم هل بلغكم هذا؟ فيقولون لا فيقال له هل بلغت قومك؟ فيقول نعم فيقال من يشهد لك فيقول محمد وأمته فيدعى محمد وأمته فيقال لهم هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون نعم فيقال وما علمكم؟ فيقولون جاءنا نبينا فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا فذلك قوله عز وجل "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" قال عدلا "لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" وقال أحمد أيضا: حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" قال "عدلا" وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه وابن أبي حاتم من حديث عبد الواحد بن زياد عن أبي مالك الأشجعي عن المغيرة بن عتيبة بن نباس حدثني مكاتب لنا عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أنا وأمتى يوم القيامة على كوم مشرفين على الخلائق ما من الناس أحد إلا ود أنه منا وما من نبي كذبه قومه إلا ونحن نشهد أنه قد بلغ رسالة ربه عز وجل" وروى الحاكم في مستدركه وابن مردويه أيضا واللفظ له من حديث مصعب بن ثابت عن محمد بن كعب القرظي عن جابر بن عبدالله قال: شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة في بني مسلمة وكنت إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: والله يا رسول الله لنعم المرء كان لقد كان عفيفا مسلما وكان وأثنوا عليه خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت بما تقول" فقال الرجل: الله أعلم بالسرائر فأما الذي بدا لنا منه فذاك فقال النبي صلى الله عليه وسلم "وجبت" ثم شهد جنازة في بني حارثة وكنت إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: يا رسول الله بئس المرء كان إن كان لفظا غليظا فأثنوا عليه شرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعضهم أنت بالذي تقول" فقال الرجل الله أعلم بالسرائر فأما الذي بدا لنا منه فذاك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وجبت" قال مصعب بن ثابت: فقال لنا عند ذلك محمد بن كعب صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قرأ "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الإمام أحمد: حدثنا يونس بن محمد حدثنا داود بن أبي الفرات عن عبدالله بن بريدة عن أبي الأسود أنه قال: أتيت المدينة فوافقتها وقد وقع بها مرض فهم يموتون موتا ذريعا فجلست إلى عمر بن الخطاب فمرت به جنازة فأثني على صاحبها خيرا فقال: وجبت ثم مر بأخرى فأثني عليها شرا فقال عمر: وجبت فقال أبو الأسود ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم "أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة" قال فقلنا وثلاثة قال: فقال "وثلاثة" قال: فقلنا واثنان. قال "واثنان" ثم لم نسأله عن الواحد وكذا رواه البخاري والترمذي والنسائي من حديث داود ابن أبي الفرات به: وقال ابن مردويه حدثنا أحمد بن عثمان بن يحيى حدثنا أبو قلابة الرقاشي حدثني أبو الوليد حدثنا نافع بن عمر حدثني أمية بن صفوان عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبناوة يقول "يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم" قالوا بم يا رسول الله؟ قال "بالثناء الحسن والثناء السيء أنتم شهداء الله في الأرض" ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون ورواه الإمام أحمد عن يزيد بن هارون وعبدالملك بن عمرو وسريج عن نافع عمل به).ا0هـ
قال البيضاوي فى التفسير
(أي لتعلموا بالتأمل فيما نصب لكم من الحجج ، وأنزل عليكم من الكتاب أنه تعالى ما بخل على أحد وما ظلم ، بل أوضح السبل وأرسل الرسل ، فبلغوا ونصحوا . ولكن الذين كفروا حملهم الشقاء على اتباع الشهوات ، والإعراض عن الآيات ،فتشهدون بذلك على معاصريكم وعلى الذين من قبلكم ، أو بعدكم . روي "أن الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء ، فيطالبهم الله ببينة التبليغ ـ وهو أعلم بهم ـ إقامة للحجة على المنكرين ، فيؤتى بأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون ، فتقول الأمم من أين عرفتم ؟ فيقولون : علمنا ذلك بإخبار الله تعالى في كتابه الناطق على لسان نبيه الصادق ، فيؤتى بمحمد صلى الله عليه وسلم فيسأل عن حال أمته ، فيشهد بعدالتهم" وهذه الشهادة وإن كانت لهم لكن لما كان الرسول عليه السلام كالرقيب المهيمن على أمته عدى بعلى ، وقدمت الصلة للدلالة على اختصاصهم يكون الرسول شهيداً عليهم .ا0هـ
قال البغوي فى التفسير
قوله تعالى " لتكونوا شهداء على الناس " يوم القيامة أن الرسل قد بلغتهم، قال ابن جريج : قلت لعطاء ما معنى قوله تعالى لتكونوا شهداء على الناس؟ قال: أمة محمد صلى الله عليه وسلم شهداء على من يترك الحق من الناس أجمعين " ويكون الرسول " محمد صلى الله عليه وسلم " عليكم شهيداً " معدلاً مزكياً لكم،.)ا0هـ
قال الشوكاني فى التفسير
وقالت طائفة: معنى الآية يشهد بعضكم على بعض بعد الموت، وقيل: المراد لتكونوا شهداء على الناس في الدنيا فيما لا يصح إلا بشهادة العدول. وسيأتي من المرفوع ما يبين معنى الآية إن شاء الله، وإنما أخر لفظ على في شهادة الأمة على الناس، وقدمها في شهادة الرسول عليهم، لأن الغرض كما قال صاحب الكشاف في الأول: إثبات شهادتهم على الأمم، وفي الآخر اختصاصهم بكون الرسول شهيداً عليهم.)ا0هـ
قال القرطبي فى التفسير
"وكذلك جعلناكم أمة وسطا" ـ والوسط العدل ـ "لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" . قال ابن أنعم : فبلغني أنه يشهد يؤمئذ أمة محمد عليه السلام ، إلامن كان في قلب حنة على أخيه . وقالت طائفة : معنى الآية يشهد بعضكم على بعض بعد الموت ، كما ثبت في صحيح مسلم عن أنس :
"عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حين مرت به جنازة فأثني عليها خير فقال : وجبت وجبت وجبت. ثم مر عليه بأخرى فأثني عليها شر فقال : وجبت وجبت وجبت . فقال عمر :فدى لك أبي وأمي ‍، مر بجنازة فأثني عليها خير فقلت : وجبت وجبت وجبت . ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت : وجبت وجبت وجبت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض" . أخرجه البخاري بمعناه . وفي بعض طرقه في غير الصحيحين وتلا : "لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" ..
ثم يقول
(قوله تعالى : "ويكون الرسول عليكم شهيدا" قيل: معناه بأعمالكم يوم القيامة . وقيل : عليكم بمعنى لكم ، أي يشهد لكم بالإيمان . وقيل : أي يشهد عليكم بالتبليغ لكم ).ا0هـ
4-قوله تعالـى   {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلّ أُمّةٍ شَهِيداً ثُمّ لاَ يُؤْذَنُ لِلّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ }النحل 84.
وجاء فى تفسير الألوسي - (ج 10 / ص 264)
{ وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلّ أُمَّةٍ } جماعة من الناس { شَهِيداً } يثشهد لهم بالإيمان والطاعة وعليهم بالكفر والعصيان ، والمراد به كما روى ابن المنذر . وغيره عن قتادة نبي تلك الأمة { ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي في الاعتذار كما قال سبحانه : { هذا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ * وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } [ المرسلات : 35 ، 36 ] والظاهر أنهم يستأذنون في ذلك فلا يؤذن لهم ، ويحتمل أنهم لا استئذان منهم ولا إذن إلا لا حجة لهم حتى تذكر ولا عذر حتى يعتذر ، وقال أبو مسلم : المعنى لا يسمع كلامهم بعد شهادة الشهداء ولا يلتفت إليه ا هـ
وجاء فى تفسير البحر المحيط - (ج 7 / ص 278)
(ويوم نبعث أي : ينكرون كفرهم ، فيكذبهم الشهيد ، والشهيد نبي تلك الأمة يشهد عليهم بإيمانهم وبكفرهم)ا هـ
وجاء فى زاد المسير - (ج 4 / ص 120)
{ ويوم نبعث من كل أُمةٍ شهيداً } يعني : يوم القيامة ، وشاهد كلِّ أُمةٍ نبيُّها يشهد عليها بتصديقها وتكذبيها)ا هـ
قال الطبري في التفسير
يقول تعالـى ذكره: يعرفون نعمة الله ثم يُنكرونها الـيوم ويستنكرون يَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلّ أُمّةٍ شَهِيدا وهو الشاهد علـيها بـما أجابت داعي الله، وهو رسولهم الذي أرسل إلـيهم. ثُمّ لا يُؤْذَنُ للّذِينَ كَفَرُوا يقول: ثم لا يؤذن للذين كفروا فـي الاعتذار، فـيعتذروا مـما كانوا بـالله وبرسوله يكفرون. وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ فـيتركوا الرجوع إلـى الدنـيا فـينـيبوا ويتوبوا وذلك كما قال تعالـى: هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَـيَعْتَذِرُونَ.ا0هـ

ومن الملاحظ من الآيات السابقة أن الشهادة ومنها الشهادة بالإسلام والكفر والإيمان والشرك كما قال الالوسي(يشهد لهم بالإيمان والطاعة وعليهم بالكفر والعصيان ،) وكما فى البحر المحيط(يشهد عليهم بإيمانهم وبكفرهم)
يقوم بها الرسل والعدول من أمة النبي من المسلمين وتكون الشهادة علي القريب والبعيد سواء وتكون في الدنيا وبعد الموت وفي الآخرة وتكون كما قال الرسول بالثناء الحسن والثناء السيئ أنتم شهداء الله في الأرض" وتكون كما قال البيضاوي على معاصريكم وعلى الذين من قبلكم ، أو بعدكم وكما قال عطاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم شهداء على من يترك الحق من الناس أجمعين  وكما قال النبى صلى الله عليه   سلم (أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض"
وكما قال الواحدي
" ويقول الأشهاد " وهم الأنبياء والملائكة والمؤمنون " هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله " إبعاده من رحمته " على الظالمين " المشركين .ا0هـ
ومن طرق الشهادة  كما فى تفسير البحر المحيط
(1)بمعاينة  (2)وبخبر الصادق ، (3)وبالاستفاضة ، (4)وبالدلالة
وكما قال النسفي
(والشهادة قد تكون بلا مشاهدة كالشهادة بالتسامع في الأشياء المعروفة ،ا هـ والشهادة بالإسلام والكفر أمر واجب على جميع الأمة كما جاء فى تفسير اللباب لابن عادل خطاب لجميع الأمة أولها وآخرها ، من كان منهم موجوداً وقت نزول هذه إليه ، ومن جاء بعدهم إلى [ قيام الساعة ]) كما أن قوله،
{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القصاص } [ البقرة : 178 ] ، { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصيام } [ البقرة : 183 ] يتناول الكل ، ولا يختص بالموجودين في ذلك الوقت ، [ وكذلك سائر تكاليف الله - تعالى - وأوامره وزواجره خطاب لجميع الأمة ] ا هـ
وفى هذا رد لكل من يقول إن الله لم يكلفنا ولم يسألنا  لماذا لم تشهد عي الناس بالكفر والإسلام  وليس لي علاقة بكفر الناس ولا بإسلامهم  وهذا الأمر لا بهمنا  ورد علي أهل التوقف الذين يتوقفون في الحكم علي مجهول الحال بحجة أنهم لا يرون بأعينهم  منه كفر أو إسلام وهو لا يعلم أن الشهادة تكون بالاستفاضة وكما قال النسفي
(والشهادة قد تكون بلا مشاهدة كالشهادة بالتسامع في الأشياء المعروفة )،ا هـ
واخيرا ندعوا الله كما دعا الصالحون
قال تعالي(رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)  ال عمران53
جاء في تفسير الطبري - (6 / 452)
وقوله:"فاكتبنا مع الشاهدين"، يقول: فأثبت أسماءنا مع أسماء الذين شهدوا بالحق، وأقرُّوا لك بالتوحيد، وصدّقوا رسلك واتبعوا أمرك ونهيك، فاجعلنا في عدادهم ومعهم فيما تكرمهم به من كرامتك، وأحِلَّنا محلهم، ولا تجعلنا ممن كفر بك، وصدَّ عن سبيلك، وخالف أمرك ونهيك.)ا هـ
جاء في تفسير أبي السعود - (1 / 398)
{ فاكتبنا مَعَ الشاهدين } أي مع الذين يشهدون بوحدانيتك أو مع الأنبياء الذين يشهدون لأتباعهم أو مع أمة محمدٍ عليه الصلاة والسلام فإنهم شهداءُ على الناس قاطبةً)ا هـ
جاء في النكت والعيون - (1 / 351)
في تفسير { شُهَدَآءَ بِالْقِسْطِ } أي بالعدل . وفى هذه الشهادة ثلاثة أقاويل
أحدها : أنها الشهادة بحقوق الناس ، وهذا قول الحسن .
والثاني : الشهادة بما يكون من معاصي العباد ، وهذا قول بعض البصريين
الثالث : الشهادة لأمر الله تعالى بأنه حق )ا هـ
وبعد ان وضح الامر امامنا ان الشهادة علي الناس بالكفر والإسلام امر واجب علي الرسل واتباعهم ننتقل للفصل الثاني وهو
 الفصل الثاني  تكفير المشركين من أصل الدين وهو داخل في الكفر بالطاغوت وهو من معنى لا إله إلا الله
قال تعالى :(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ) ..قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عليه رحمة الله :وأما صفة الكفر بالطاغوت فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفر أهلها وتعاديهم .. الدرر السنية 1\161
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: " وكفر بما يعبد من دون الله " فهذا: شرط عظيم لا يصح قول: لا إله إلا الله إلا بوجوده وإن لم يوجد لم يكن من قال لا إله إلا الله معصوم الدم والمال لأن هذا هو معنى لا إله إلا الله فلم ينفعه القول بدون الإتيان بالمعنى الذي دلت عليه , من ترك الشرك , والبراءة منه وممن فعله ، فإذا أنكر عبادة كل ما يعبد من دون الله، وتبرأ منه وعادى من فعل ذلك: صار مسلما , معصوم الدم والمال وهذا معنى قول الله تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم)
قال أبا بطين عليه رحمة الله :(فيمن قال إنكم تكفرون المسلمين وحقيقته أنه يعبد غير الله) إن القائل ما عرف الإسلام ولا التوحيد والظاهر عدم صحة إسلام هذا القائل لأنه لم ينكر هذه الأمور التي يفعلها المشركون اليوم ولا يراها شيئا فليس بمسلم. مجموعة الرسائل ج1/ القسم 3/ص 655.
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن عليه رحمة الله :لو عرف العبد معنى لا إله إلا الله لعرف أن من شك أو تردد في كفر من أشرك مع الله غيره أنه لم يكفر بالطاغوت . الدرر السنية 11/523
قال الشيخ سليمان بن عبد الله :
(
لأن معنى التوحيد وشهادة أن لا إله إلاَّ الله، أن لا يُعبد إلاَّ الله وأن لا يعتقد النفع والضر إلاَّ في الله ، وأن يكفر بما يعبد من دون الله ، ويتبرأ منها ومن عابديها ) تيسير العزيز الحميد ص 152
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن
واعلم أن هذا المعترض لم يتصور حقيقة الإسلام والتوحيد بل ظن أنه مجرد قول بلا معرفة ولا اعتقاد ، وإلا فالتصريح بالشهادتين والإتيان بهما ظاهراً هو نفس التصريح بالعداوة والبغضاء .وما أحسن ما قيل :وكــم من عــائب قــولا وآفتــه من الفهـــــم السقيـــــم صحيحـا
ولأجل عدم تصوره أنكر هذا وردّ إلحاق المشركين في هذه الأزمان بالمشركين الأولين ، ومنع إعطاء النظير حكم نظيره ، وإجراء الحكم مع علته ، واعتقد أن من عبد الصالحين ودعاهم وتوكل عليهم وقرب لهم القرابين مسلم من هذه الأمة ، لأنه يشهد أن لا إله إلا الله ويبني المساجد ويصلي ، وأن ذلك يكفي في الحكم بالإسلام ولو فعل ما فعل من الشركيات ـ وحينئذ فالكلام مع هذا وأمثاله في بيان الشرك الذي حرمه الله ورسوله وحكم بأنه لا يغفر وأن الجنة حرام على أهله ، وفي بيان الإيمان والتوحيد الذي جـاءت به الرسل ونزلت به الكتب وحرم أهله على النار . فإذا عـرف هذا وتصـوره تبين له أن الحكم يدور مـع علته . وبطل اعتراضه من أصله ، وانهدم بناؤه ، قال تعالى : { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار } وقال تعالى : { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين } وقال تعالى : { ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه } وقال تعالى حاكيا عن أهل النار أنهم يقولون لآلهتهم التي عبدت مع الله : { تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين } . ومعلوم أنهم ما سووهم بالله في الخلق والرزق والتدبير وإنما هو في المحبة والخضوع والتعظيم والخـوف والرجاء ونحو ذلك من العبادات ، وقال تعالى :{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله } وهذا حب عبادة وتأله وتعظيم . ولهذا ونحوه كفرهم الله تعالى وأباح دماءهم وأموالهم ونساءهم لعباده المؤمنين حتى يسلموا ويكون الدين كله لله . فالنزاع في هذا . فمن عرف هذا الشرك وحقيقته ، وعرف مسمى الدعاء لغة وشرعاً وعرف أن تعليق الحكم في هذه الآيات على الشرك والدعاء يؤذن بالعلة ، تبين له الأمر ، وزال عنه الإشكال . ومن يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له . مصباح الظلام
وسُئل رحمه الله :عمن كان في سلطان المشركين وعرف التوحيد وعمل به ولكن ما عاداهم ولا فارق أوطانهم ؟
فأجاب رحمه الله :هذا السؤال صدر عن عدم التعقل لصورة الأمر والمعنى المقصود من التوحيد والعمل به لأنه لا يتصور أنه يعرف التوحيد ويعمل به ولا يعادي المشركين ومن لم يعادهم لا يقال له عرف التوحيد وعمل به ، والسؤال متناقض وحسن السؤال مفتاح العلم فأظن مقصودك من لم يظهر العداوة ولم يفارق .ومسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة
فالأول: ( يعني مسألة إظهار العداوة ) يعذر به مع العجز والخوف لقوله تعالى : { إلا أن تتقوا منهم تقاة }
b
والثاني: ( يعني مسألة وجود العداوة ) لابد منه لأنه داخل في الكفر بالطاغوت وبينه وبين حب الله ورسوله تلازم كلي لا ينفك عنه المؤمن إلى أن قال ….. وأما الثاني الذي لا يوجد في قلبه شئ من العداوة فيصدق عليه قول السائل لم يعادي المشركين فهذا هو الأمر العظيم والذنب الجسيم وأي خير يبقى مع عدم عداوة المشركين .
وقد سُئِل الشيخ أيضا ، عمَّن لم يُكفر الدولة ـ أي الدولة التركية آنذاك ـ ومن جرَّهم على المسلمين ، واختار ولايتهم ، وأنه يلزمهم الجهاد معه ، والآخر لا يرى ذلك كله ، بل الدولة ومن جرهم بُغاة ، ولا يحل منهم إلاَّ ما يحل من البُغاة .. ؟ فأجاب :
(
من لم يعرف كُفر الدولة ، ولم يُفرق بينهم وبين البُغاة من المسلمين ، لم يعرف معنى لا إله إلاَّ الله ، فإن اعتقد مع ذلك : أن الدولة مسلمون ، فهو أشد وأعظم ، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله ، وأشرك به ، ومن جرَّهم وأعانهم على المسلمين ، بأي إعانة ، فهي ردَّة صريحة ) .الدرر السنية 10\429
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى : ( بل لا يصح دين الإسلام ، إلاَّ بالبراءة من هؤلاء ـ أي الطواغيت المعبُودون من دون الله ـ وتكفيرهم، كما قال تعالى :{ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمنبالله فقد استمسك بالعروة الوثقى } الدرر السنية 10\53
قال أبو بطين عليه رحمة الله ومن أعظم المصائب إعراض أكثر الناس عن النظر في معنى هذه الكلمة العظيمة حتى صار كثير منهم يقول: من قال لا إله إلا الله ما تقول فيه شيئا وإن فعل ما فعل. لعدم معرفتهم بمعنى هذه الكلمة العظيمة نفيا وإثباتا … (عقيدة الموحدين)
وجاء في الدرر السنية [1/93]، وذلك في تفسير قوله تعالى ) ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت : ( [هذه الآية تدل على أن الإنسان إذا عبد ربه بطاعته ومحبته ومحبة ما يحبه، ولم يبغض المشركين ويبغض أفعالهم ويعاديهم فهو لم يجتنب الطاغوت، ومن لم يجتنب الطاغوت لم يدخل في الإسلام فهو كافر، ولو كان من أعبد هذه الأمة يقوم الليل ويصوم النهار، وتصبح عبادته كمن صلى ولم يغتسل من الجنابة، أو كمن يصوم في شدة الحر وهو يفعل الفاحشة في نهار رمضان ] أ.هـ
فهل بعد هذا الوضوح تجد من يقول  (إن ظاهرة التكفير أصبحت قضية تؤرق وتشغل بال الدول والمجتمعات وتعقد لدراستها الملتقيات والندوات بسبب ما تحدثه من ترويع للامنين وسفك لدماء الابرياء وزعزعة للامن والاستقرار وزرع البلبلة والتغرير بالشباب وتضييعهم في سراب الوهم ، وسبب من اسباب تدخل الغرب في شؤوننا الداخلية بحجة محاربة الارهاب ولم يكن مجتمعنا بمعزل عن التأثر بهذا الفكر الغريب الذي إذا حل باي مجتمع شتت اوصاله وهدم بنيانه وزرع الفرقة والتجريح بين افراده ، فهو كالسرطان ينخر في جسم الانسان.(ا هـ
إن سرطان التكفير إذا كان بهذا المعني الذي ننقله لكم فهو سرطان علي الكفر والكافرين والشرك والمشركين  والذي ينبغي ان نوضحة في الفصل الثالث ما هو الشرك والكفر الذي يجب علي المسلم معرفته؟ ومن هو المشرك الذي يجب علي المسلم تكفيره وإذا لم يكفره يكفر ؟أو بمعني أوضح ما هو الفرق بين الإسلام والشرك  الذي لا يجوز لمسلم جهله ؟ فالمسلم لن يكون مسلما حتي يعرف ما هو الفرق بين دين محمد ودين ابي جهل ؟





الفصل الثالث الفرق بين الإسلام والشرك وبين المسلم والمشرك
نذكر تفسير بعض الايات التي توضح الفرق بين المسلم والمشرك
الآية الأولي قوله تعالي (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) [الأنعام : 14]
قال سيد قطب في ظلال القرآن - (2 / 491)
{ قل : إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين } . . والإسلام وعدم الشرك معناهما المتعين ألا أتخذ غير الله ولياً . فاتخاذ غير الله ولياً - بأي معنى - هو الشرك . ولن يكون الشرك إسلاماً . .
قضية واحدة محددة ، لا تقبل ليناً ولا تميعاً . . إما إفراد الله سبحانه بالتوجه والتلقي والطاعة والخضوع والعبادة والاستعانة؛ والإقرار له وحده بالحاكمية في كل أمر من هذه الأمور ورفض إشراك غيره معه فيها؛ وولاء القلب والعمل ، في الشعيرة والشريعة له وحده بلا شريك . . إما هذا كله فهو الإسلام . . وإما إشراك أحد من عباده معه في شيء من هذا كله فهو الشرك . الذي لا يجتمع في قلب واحد مع الإسلام .)ا هـ
قال ابن كثير
("قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض" كقوله "قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون")ا هـ
الآية الثانية قوله تعالي(أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)  [الأنعام : 40 - 42]
جاء في تفسير الطبري - (11 / 353)
(قال أبو جعفر: وتأويل الكلام: قل، يا محمد، لهؤلاء العادلين بالله الأوثانَ والأصنامَ: أخبروني، إن جاءكم، أيها القوم، عذاب الله، كالذي جاء من قبلكم من الأمم الذين هلك بعضهم بالرجفة، وبعضهم بالصاعقة = أو جاءتكم الساعة التي تنشرون فيها من قبوركم، وتبعثون لموقف القيامة، أغير الله هناك تدعون لكشف ما نزل بكم من البلاء، أو إلى غيره من آلهتكم تفزعون لينجيكم مما نزل بكم من عظيم البلاء؟ ="إن كنتم صادقين" ، يقول: إن كنتم محقّين في دعواكم وزعمكم أنّ آلهتكم التي تدعونها من دون الله تنفع أو تضر.
* * *
القول في تأويل قوله : { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره، مكذِّبًا لهؤلاء العادلين به الأوثان: ما أنتم، أيها المشركون بالله الآلهةَ والأندادَ، إن أتاكم عذابُ الله أو أتتكم الساعة بمستجيرين بشيء غير الله في حال شدة الهول النازل بكم من آلهة ووثن وصنم، بل تدعون هناك ربّكم الذي خلقكم، وبه تستغيثون، وإليه تفزعون، دون كل شيء غيره ="فيكشف ما تدعون إليه" ، يقول: فيفرِّج عنكم عند استغاثتكم به وتضرعكم إليه، عظيم البلاء النازل بكم إن شاء أن يفرج ذلك عنكم، لأنه القادر على كل شيء، ومالك كل شيء، دون ما تدعونه إلهًا من الأوثان والأصنام ="وتنسون ما تشركون" ، يقول: وتنسون حين يأتيكم عذاب الله أو تأتيكم الساعة بأهوالها، ما تشركونه مع الله في عبادتكم إياه، فتجعلونه له ندًّا من وثن وَصنم، وغير ذلك مما تعبدونه من دونه وتدعونه إلهًا)ا هـ.
الآية الثالثة قوله تعالي(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ [الأنعام : 164] جاء في تفسير السعدي - (1 / 282)
{ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي } أي: ذبحي، وذلك لشرف هاتين العبادتين وفضلهما، ودلالتهما على محبة الله تعالى، وإخلاص الدين له، والتقرب إليه بالقلب واللسان والجوارح، وبالذبح الذي هو بذل ما تحبه النفس من المال، لما هو أحب إليها وهو الله تعالى.
ومن أخلص في صلاته ونسكه، استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله. وقوله: { وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي } أي: ما آتيه في حياتي، وما يجريه الله عليَّ، وما يقدر عليَّ في مماتي، الجميع { لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } { لا شَرِيكَ لَهُ } في العبادة، كما أنه ليس له شريك في الملك والتدبير، وليس هذا الإخلاص لله ابتداعا مني، وبدعا أتيته من تلقاء نفسي، بل { بِذَلِكَ أُمِرْتُ } أمرا حتما، لا أخرج من التبعة إلا بامتثاله { وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } من هذه الأمة.
{ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ } من المخلوقين { أَبْغِي رَبًّا } أي: يحسن ذلك ويليق بي، أن أتخذ غيره، مربيا ومدبرا والله رب كل شيء، فالخلق كلهم داخلون تحت ربوبيته، منقادون لأمره؟".
فتعين علي وعلى غيري، أن يتخذ الله ربا، ويرضى به، وألا يتعلق بأحد من المربوبين الفقراء العاجزين. )ا هـ
وفي أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن - (2 / 80)
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي } الآية .
قال بعض العلماء : المراد بالنسك هنا النحر ، لأن الكفار كانوا يتقربون لأصنامهم بعبادة من أعظم العبادات : هي النحر . فأمر الله تعالى نبيه أن يقول إن صلاته ونحره كلاهما خالص لله تعالى ، ويدل لهذا قوله تعالى : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر } [ الكوثر : 2 ] ، وقال بعض العلماء : النسك جميع العبادات ، ويدخل فيه النحر ، وقال بعضهم : المراد بقوله : { وانحر } وضع اليد اليمنى على اليسرى تحت النحر في الصلاة - والله تعالى أعلم .)ا هـ
وفي تفسير ابن كثير - (3 / 382)
(، فإن جميع الأنبياء قبله كلهم كانت دعوتهم إلى الإسلام، وأصله عبادة الله وحده لا شريك له، كما قال: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ } [الأنبياء : 25] ، وقد أخبر تعالى عن نوح أنه قال لقومه: { فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [يونس : 72] ، وقال تعالى: { وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ . إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ . وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [البقرة : 130 -132] ، وقال يوسف، عليه السلام: { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } [يوسف : 101] ، وَقَالَ مُوسَى { يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [يونس : 84 -86] ، وقال تعالى: { إِنَّا أَنزلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ [بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ }  الآية[المائدة : 44] ، وقال تعالى: { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } [المائدة : 111] .
فأخبر [الله] تعالى أنه بعث رسله بالإسلام، ولكنهم متفاوتون فيه بحسب شرائعهم الخاصة التي ينسخ بعضها بعضًا، إلى أن نسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي لا تنسخ أبد الآبدين، ولا تزال قائمة منصورة، وأعلامها مشهورة  إلى قيام الساعة؛ ولهذا قال عليه [الصلاة و] السلام: "نحن مَعاشِر الأنبياء أولاد عَلات ديننا واحد"  فإن أولاد العلات هم الأخوة من أب واحد وأمهات شَتَّى، فالدين واحد وهو عبادة الله وحده لا شريك له، وإن تنوعت الشرائع التي هي بمنزلة الأمهات، كما أن إخوة الأخياف  عكس هذا، بنو الأم الواحدة من آباء شتى، والأخوة الأعيان الأشقاء من أب واحد وأم واحدة، والله أعلم.
ثم يقول  .
{ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ (164) }
يقول تعالى: { قُلْ } يا محمد لهؤلاء المشركين بالله في إخلاص العبادة له والتوكل عليه: { أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا } أي: أطلب ربا سواه، وهو رب كل شيء، يَرُبّنِي ويحفظني ويكلؤني ويدبر أمري، أي: لا أتوكل إلا عليه، ولا أنيب إلا إليه؛ لأنه رب كل شيء ومليكه، وله الخلق والأمر.)ا هـ
وفي تفسير الطبري - (12 / 285)
(قل)، يا محمد، لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان، الداعيك إلى عبادة الأصنام واتباع خطوات الشيطان =(أغير الله أبغي ربًّا)، يقول: أسوى الله أطلب سيدًا يسودني ؟  =(وهو رب كل شيء)، يقول: وهو سيد كل شيء دونه ومدبّره ومصلحه)ا هـ
الآية الرابعة قوله تعالي (قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) [الأعراف : 140] وقوله تعالي(أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) [الطور : 43]
تفسير الطبري - (13 / 84)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال موسى لقومه: أسِوَى الله ألتمسكم إلهًا، وأجعل لكم معبودًا تعبدونه،  والله الذي هو خالقكم، فضلكم على عالمي دهركم وزمانكم؟  يقول: أفأبغيكم معبودًا لا ينفعكم ولا يضركم تعبدونه، وتتركون عبادة من فضلكم على الخلق؟ إن هذا منكم لجهل!)ا هـ
تفسير الرازي - (7 / 232)
اعلم أنه تعالى حكى عن موسى عليه السلام أنهم لما قالوا له : { اجعل لَّنَا إلها كَمَا لَهُمْ ءالِهَةٌ } فهو عليه السلام ذكر في الجواب وجوهاً : أولها : أنه حكم عليهم بالجهل فقال : { إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } وثانيها : أنه قال : { إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ } أي سبب للخسران والهلاك . وثالثها : أنه قال : { وباطل مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي هذا العمل الشاق لا يفيدهم نفعاً في الدنيا والدين . ورابعها : ما ذكره في هذه الآية من التعجب منهم على وجه يوجب الإنكار والتوبيخ فقال : { أَغَيْرَ الله أَبْغِيكُمْ إلها وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى العالمين } والمعنى : أن الإله ليس شيئاً يطلب ويلتمس ويتخذ ، بل الإله هو الله الذي يكون قادراً على الإنعام بالإيجاد وإعطاء الحياة وجميع النعم ، وهو المراد من قوله : { وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى العالمين } فهذا الموجود هو الإله الذي يجب على الخلق عبادته ، فكيف يجوز العدول عن عبادته إلى عبادة غيره . قال الواحدي رحمه الله : يقال : بغيت فلاناً شيئاً وبغيت له . قال تعالى : { يَبْغُونَكُمُ الفتنة } [ التوبة : 47 ] أي يبغون لكم ، وفي انتصاب قوله : { إلها } وجهان : أحدهما : الحال كأنه قيل : أطلب لكم غير الله معبوداً ، ونصب { غَيْرِ } في هذا الوجه على المفعول به . الثاني : أن ينصب { إلها } على المفعول به { وَغَيْر } على الحال المقدمة التي لو تأخرت كانت صفة كما تقول : أبغيكم إلها غير الله)ا هـ
وكذا قوله تعالي(أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) [الطور : 43)         
جاء في تفسير الطبري - (22 / 484)
(يقول جلّ ثناؤه: أم لهم معبود يستحق عليهم العبادة غير الله، فيجوز لهم عبادته، يقول: ليس لهم إله غير الله الذي له العبادة من جميع خلقه( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) يقول: تنزيها لله عن شركهم وعبادتهم معه غيره)ا هـ

الآية االخامسة قوله تعالي(أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)  [آل عمران : 83]
جاء في تفسير الألوسي - (3 / 112)
{ أَفَغَيْرَ دِينِ الله يَبْغُونَ } ذكر الواحدي عن ابن عباس أنه قال اختصم أهل الكتابين إلى رسول الله/ صلى الله عليه وسلم فيما اختلفوا بينهم من دين إبراهيم عليه السلام كل فرقة زعمت أنها أولى بدينه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كلا الفريقين بريء من دين إبراهيم فغضبوا وقالوا : والله ما نرضى بقضائك ولانأخذ بدينك فأنزل الله تعالى هذه الآية)ا هـ
وفي تفسير الطبري - (6 / 564)
(وتأويل الكلام: يا معشرَ أهل الكتاب ="أفغيرَ دين الله تبغون"، يقول: أفغير طاعة الله تلتمسون وتريدون ="وله أسلم من في السماوات والأرض"، يقول: وله خَشع من في السموات والأرض، فخضع له بالعبودة،  وأقرّ له بإفراد الربوبية، وانقاد له بإخلاص التوحيد والألوهية  ="طوْعًا وكرهًا"، يقول أسلم لله طائعًا من كان إسلامه منهم له طائعًا، وذلك كالملائكة والأنبياء والمرسلين،فإنهم أسلموا لله طائعين ="وكرهًا"، من كان منهم كارهًا)ا هـ
وفي نظم الدرر للبقاعي - (2 / 82)
(خاتماً لهذه القصص بعد الشهادة بنفسه المقدسة بما بدأها به في قوله { شهد الله } الآية إلى { إن الدين عند الله الإسلام } على وجه الإنكار والتهديد عاطفاً على ما دل عليه السياق - : { أفغير } أي أتولوا ففسقوا ، فتسبب عن ذلك أنهم غير دين الله ، وأورد بأن تقديم « غير » يفهم أن الإنكار منحط على طلبهم اختصاصاً لغير دين الله ، وليس ذلك هو المراد كما لا يخفى ، وأجيب بأن تقديمه الاهتمام بشأنه في الإنكار ، والاختصاص متأخر مراعاته عن نكبة غيره - كما تقرر في محله { دين الله } الذي اختص بصفات الكمال { يبغون } أي يطلبون بفسقهم ، أو أتوليتم - على قراءة الخطاب { وله } أي والحال أنه له حاصة { أسلم } أي خضع بالانقياد لأحكامة والجري تحت مراده وقضائه ، لا يقدرون على مغالبة قدره بوجه)ا هـ
وهذه الآية كقوله تعالي(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)  [آل عمران : 85 ، 86]
جاء في تفسير الطبري - (6 / 569)
(قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه:"أفغير دين الله تبغون"، يا معشر اليهود،"وله أسلم مَنْ في السموات والأرض طوعًا وكرهًا وإليه ترجعون" = فإن ابتغوا غيرَ دين الله، يا محمد، فقل لهم:"آمنا بالله"، فترك ذكر قوله:"فإن قالوا: نعم"، أو ذكر قوله: (1) "فإن ابتغوا غير دين الله"، لدلالة ما ظهر من الكلام عليه.
وقوله:"قل آمنا بالله"، يعني به: قل لهم، يا محمد، : صدقنا بالله أنه ربنا وإلهنا، لا إله غيره، ولا نعبد أحدًا سواه ="وما أنزل علينا"، يقول: وقل: وصدَّقنا أيضًا بما أنزل علينا من وَحيه وتنزيله، فأقررنا به ="وما أنزل على إبراهيم"، يقول: وصدقنا أيضًا بما أنزل على إبراهيم خليل الله، وعلى ابنيه إسماعيل وإسحاق، وابن ابنه يعقوب = وبما أنزل على"الأسباط"، وهم ولد يعقوب الاثنا عشر، وقد بينا أسماءَهم بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. "وما أوتي موسى وعيسى"، يقول: وصدّقنا أيضًا مع ذلك بالذي أنزل الله على موسى وعيسى من الكتب والوَحْي، وبما أنزل على النبيين من عنده.
والذي آتى الله موسى وعيسى = مما أمرَ الله عز وجل محمدًا بتصديقهما فيه، والإيمان به = التوراة التي آتاها موسى، والإنجيل الذي أتاه عيسى.
="لا نفرق بين أحد منهم"، يقول: لا نصدّق بعضهم ونكذّب بعضَهم، ولا نؤمن ببعضهم ونكفر ببعضهم، كما كفرت اليهود والنصارى ببعض أنبياء الله وصدّقت بعضًا، ولكنا نؤمن بجميعهم، ونصدّقهم ="ونحن له مسلمون". يعني: ونحن ندين لله بالإسلام لا ندين غيره، بل نتبرأ إليه من كل دين سواه، ومن كل ملة غيره.
ويعني بقوله:"ونحن له مسلمون". ونحن له منقادون بالطاعة، متذللون بالعبودة،  مقرّون لهُ بالألوهة والربوبية، وأنه لا إله غيره. وقد ذكرنا الروايةَ بمعنى ما قلنا في ذلك فيما مضى، وكرهنا إعادته.
* * *
القول في تأويل قوله : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) }
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ومن يطلب دينا غيرَ دين الإسلام ليدين به، فلن يقبل الله منه  ="وهو في الآخرة من الخاسرين"، يقول: من الباخسين أنفسَهم حظوظَها من رحمة الله عز وجل.
* * *
وذُكر أنّ أهل كل ملة ادّعوا أنهم هم المسلمون، لما نزلت هذه الآية، فأمرهم الله بالحج إن كانوا صادقين، لأن من سُنة الإسلام الحج، فامتنعوا، فأدحض الله بذلك حجتهم.)ا هـ
وفي أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن - (3 / 14)
وقوله : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } [ آل عمران : 85 ] .
والمراد بالدين في الآيات : طاعة الله بامتثال جميع الأوامر ، واجتناب جميع النواهي . ومن الدين بمعنى الطاعة)ا هـ
الأية السادسة  قوله تعالي(أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا [الأنعام : 114]
جاء في المعجم الوسيط - (1 / 397)
( الحكم ) من أسماء الله تعالى و في التنزيل العزيز ( أفغير الله أبتغي حكما ) و الحاكم من يختار للفصل بين المتنازعين و في التنزيل العزيز ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ) ا هـ
وجاء في كتاب التمهيد لشرح كتاب التوحيد لصالح آل الشيخ
( وقوله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50] وحكم الجاهلية هو أن يحكم بعضهم على بعض، بأن يسن البشر شريعة فيجعلونها حَكَماً، والله –جل وعلا- هو الذي خلق العباد، وهو أعلم بما يصلحهم، وما فيه العدل في الفضل بين الناس في أقضيتهم وخصوماتهم، فمن حاكم إلى شرائع الجاهلية فقد حكّم البشر، ومعنى ذلك أنه اتخذه مطاعاً من دون الله، أو جعله شريكاً لله –جل وعلا- في عبادة الطاعة، والواجب أن يجعل العبد حكمه وتحاكمه إلى الله –جل وعلا- دون ما سواه، وأن يعتقد أن حكم الله –جل وعلا- هو أحسن الأحكام، {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً} [الأنعام: 114] {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} فدل على أن حكم غيره إنما هو –كما قال طائفة- زبالة أذهان ونحاتة أفكار لا تساوي شيئاً عند من عقل تصرف الله –جل وعلا- في ملكه وملكوته، وأن ليس ثَمَّ حكم إلا حكم الرب جل وعلا.)ا هـ
وفي تفسير الطبري - (12 / 60)
(أفغير الله ابتغي حكمًا)، أي: قل: فليس لي أن أتعدَّى حكمه وأتجاوزه، لأنه لا حَكَم أعدل منه، ولا قائل أصدق منه  (وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا) يعني القرآن"مفصَّلا"، يعني: مبينًا فيه الحكم فيما تختصمون فيه من أمري وأمركم )ا هـ.
وفي تفسير ابن كثير - (3 / 322)
(يقول [الله] تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل لهؤلاء المشركين بالله الذين يعبدون غيره: { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا } أي: بيني وبينكم، { وَهُوَ الَّذِي أَنزلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا } أي: مبينا)ا هـ
وفي تفسير البغوي - (3 / 180)
(قوله عز وجل: { أَفَغَيْرَ اللَّهِ } فيه اضمار أي: قل لهم يا محمد أفغير الله، { أَبْتَغِي } أطلب { حَكَمًا } قاضيا بيني وبينكم، وذلك أنهم كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل بيننا وبينك حكما فأجابهم به)ا هـ
تفسير الألوسي - (5 / 494)
(قل لهم يا محمد : أأميل إلى زخارف الشياطين أو أعدل عن الطريق المستقيم فأطلب حكماً غير الله تعالى يحكم بيني وبينكم ويفصل المحق منا من المبطل . وقيل : إن مشركي قريش قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعل بيننا وبينك حكماً من أحبار اليهود أو من أساقفة النصارى ليخبرنا عنك بما في كتابهم من أمرك فنزلت)ا هـ
وفي فتح القدير - (2 / 467)
قوله : { أَفَغَيْرَ الله } الاستفهام للإنكار ، والفاء للعطف على فعل مقدّر ، والكلام هو على إرادة القول ، والتقدير : قل لهم يا محمد كيف أضلّ أوابتغى غير الله حكماً؟ و « غير » مفعول لأبتغي مقدّم عليه ، وحكماً المفعول الثاني أو العكس . ويجوز أن ينتصب { حكماً } على الحال ، والحكم أبلغ من الحاكم كما تقرر في مثل هذه الصفة المشتقة ، أمره الله سبحانه وتعالى أن ينكر عليهم ما طلبوه منه ، من أن يجعل بينه وبينهم حكماً فيما اختلفوا فيه ، وإن الله هو الحكم العدل بينه وبينهم ، وجملة : { وَهُوَ الذى أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الكتاب مُفَصَّلاً } في محل نصب على الحال ، أي كيف أطلب حكماً غير الله ، وهو الذي أنزل عليكم القرآن مفصلاً مبيناً واضحاً )ا هـ
وفي زاد المسير - (2 / 398)
قوله تعالى : { أفغير الله أبتغي حكماً } سبب نزولها : أن مشركي قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : اجعل بيننا وبينك حَكَمَاً ، إن شئت من أحبار اليهود ، وإن شئت من أحبار النصارى ، ليخبرنا عنك بما في كتابهم من أمرك ، فنزلت هذه الآية ، ذكره الماوردي . فأما الحَكَمُ : فهو بمعنى الحاكم؛ والمعنى : أفغير الله أطلب قاضياً بيني وبينكم؟! و«الكتاب» : القرآن ، و«المفصل» : المبين الذي بان فيه الحق من الباطل ، والأمر من النهي ، والحلال من الحرام)ا هـ
وفي نظم الدرر للبقاعي - (3 / 114)
{ أبتغي } أي أطلب حال كون ذلك الغير { حكماً } أي يحكم بيني وبينكم ويفصل نزاعنا)ا هـ
وفي بحر العلوم للسمرقندي - (2 / 71)
{ أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِى حَكَماً } يعني : أعْبُدُ غير الله؟ ويقال : أأطلب القضاء من غير الله؟ { وَهُوَ الذى أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الكتاب مُفَصَّلاً } يعني : مبيناً فيه أمره ونهيه بلغة يعرفونها) ا هـ
وفي تفسير البيضاوي - (2 / 199)
{ أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِى حَكَماً } على إرادة القول أي : قل لهم يا محمد أفغير الله أطلب من يحكم بيني وبينكم ويفصل المحق منا من المبطل ، و «غير» مفعول { أَبْتَغِى } و { حُكْمًا } حال منه ويحتمل عكسه ، و { حُكْمًا } أبلغ من حاكم ولذلك لا يوصف به غير العادل . { وَهُوَ الذى أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الكتاب } القرآن المعجز . { مُفَصَّلاً } مبيناً فيه الحق والباطل بحيث ينفي التخليط والالتباس )ا هـ
وفي النكت والعيون للماوردي - (1 / 434)
(قوله عز وجل : { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً } فيه وجهان :
أحدهما : معناه هل يجوز لأحد أن يعدل عن حكم الله حتى أعدل عنه .
والثاني : هل يجوز لأحد أن يحكم مع الله حتى أحتكم إليه .
والفرق بين الحَكَم والحَاكِم ، أن الحَكَمَ هو الذي يكون أهلاً للحُكْم فلا يَحْكُمُ إلا بحق ، والحَاكِمُ قد يكون من غير أهله فَيَحْكُمُ بغير حق ، فصار الحَكَم من صفات ذاته ، والحَاكِم من صفات فعله ، فكان الحَكَم أبلغ في المدح من الحَاكِم .
ثم قال : { وُهُوَ الَّذِيِّ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً } في المفصَّل أربعة تأويلات :
أحدها : تفصيل آياته لتبيان معانيه فلا تُشْكِل .
والثاني : تفصيل الصادق من الكاذب .
والثالث : تفصيل الحق من الباطل ، والهدى من الضلال ، قاله الحسن .
والرابع : تفصيل الأمر من النهي ، والمستحب من المحظور ، والحلال من الحرام .
وسبب نزول هذه الآية أن مشركي قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : اجعل بيننا وبينك حَكَماً إن شئت من أحبار اليهود وإن شئت من أحبار النصارى ، ليخبرنا عنك بما في كتابهم من أمرك ، فنزلت عليه هذه الآية .)ا هـ
و في ظلال القرآن - (3 / 130)
(إنه سؤال على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للاستنكار . استنكار أن يبتغي حكما غير الله في شأن من الشؤون على الإطلاق . وتقرير لجهة الحاكمية في الأمر كله ، وإفرادها بهذا الحق الذي لا جدال فيه . ونفي أن يكون هناك أحد غير الله يجوز أن يتجه إليه طالبا حكمه في أمر الحياة كله .
{ أفغير الله أبتغي حكما؟ } . .
ثم . . تفصيل لهذا الإنكار ، وللملابسات التي تجعل تحكيم غير الله شيئاً مستنكراً غريباً . . إن الله لم يترك شيئاً غامضاً؛ ولم يجعل العباد محتاجين إلى مصدر آخر ، يحكمونه في ما يعرض لهم من مشكلات الحياة :
{ وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً } . .
لقد نزل هذا الكتاب ليحكم بالعدل بين الناس فيما اختلفوا فيه ، ولتتمثل فيه حاكمية الله وألوهيته)ا هـ
ثم يقول ص 131)
(وأشد هذه الحرب وأنكاها ، هو تحويل الحاكمية عن شريعة هذا الكتاب؛ إلى شرائع كتب أخرى من صنع البشر . وجعل غير الله حكما ، حتى لا تقوم لكتاب الله قائمة ، ولا يصبح لدين الله وجود . وإقامة ألوهيات أخرى في البلاد التي كانت الألوهية فيها لله وحده؛ يوم كانت تحكمها شريعة الله التي في كتابه؛ ولا تشاركها شريعة أخرى ، ولا يوجد إلى جوار كتاب الله كتب أخرى ، تستمد منها أوضاع المجتمع ، وأصول التشريعات ، ويرجع إليها ويستشهد بفقراتها كما يستشهد المسلم بكتاب الله وآياته! وأهل الكتاب - من صليبيين وصهيونيين - من وراء هذا كله؛ ومن وراء كل وضع وكل حكم يقام لمثل هذه الأهداف الخبيثة!)ا هـ
وفي تفسير السعدي - (1 / 270)
قل يا أيها الرسول { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا } أحاكم إليه، وأتقيد بأوامره ونواهيه. فإن غير الله محكوم عليه لا حاكم. وكل تدبير وحكم للمخلوق فإنه مشتمل على النقص، والعيب، والجور، وإنما الذي يجب أن يتخذ حاكما، فهو الله وحده لا شريك له، الذي له الخلق والأمر.
{ الَّذِي أَنزلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا } أي: موضَّحا فيه الحلال والحرام، والأحكام الشرعية، وأصول الدين وفروعه، الذي لا بيان فوق بيانه، ولا برهان أجلى من برهانه، ولا أحسن منه حكما ولا أقوم قيلا لأن أحكامه مشتملة على الحكمة والرحمة)ا هـ
وفي تفسير القرطبي - (7 / 70)
0والمعنى: أفغير الله أطلب لكم حاكما وهو كفاكم مئونة المسألة في الآيات بما أنزله إليكم من الكتاب المفصل، أي المبين. ثم قيل: الحكم أبلغ من الحاكم، إذ لا يستحق التسمية بحكم إلا من يحكم بالحق، لأنها صفة تعظيم في مدح. والحاكم صفة جارية على الفعل، فقد يسمى بها من يحكم بغير الحق)ا هـ
ملخص تفسير الآية السابقة
وإنما الذي يجب أن يتخذ حاكما، فهو الله وحده لا شريك له، الذي له الخلق والأمر وهو ما قاله السعدي
تحويل الحاكمية عن شريعة هذا الكتاب؛ إلى شرائع كتب أخرى من صنع البشر . هي جعل غير الله حكما كما قال سيد قطب
3- -{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا } معناه هل يجوز لأحد أن يعدل عن حكم الله حتى أعدل عنه) . كما قال الماوردي
-{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا } معناه : هل يجوز لأحد أن يحكم مع الله حتى أحتكم إليه) كما قال الماوردي
-{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا } أطلب من يحكم بيني وبينكم ويفصل المحق منا من المبطل وهو ما قاله البيضاوي والا لوسي  وكما جاء في فتح القدير : قل لهم يا محمد كيف أضلّ أوابتغى غير الله حكماً؟)
5-{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا } أحاكم إليه، وأتقيد بأوامره ونواهيه)وهوما قاله السعدي
6–{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا }  أأطلب القضاء من غير الله؟) كما جاء في بحر العلوم( أفغير الله أطلب قاضياً بيني وبينكم؟) كما جاء في زاد المسير
والسؤال الذي يطرح نفسه التشريع الوضعي الموجود في البلاد التي تدعي الإسلام اليوم والحكم به والتحاكم إليه  أليس معناه { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا }  اليس كل من يقول قال بن عباس كفر دون كفر ويطبق كلام بن عباس علي هذا الوضع الذي نحن فية يكون ممن حرف الكلم عن مواضعة ويكون ممن افتري علي بن عباس حيث ان كلام بن عباس في دولة إسلامية تحكم بالقرىن وليس في دول الشرك التي ابتغت غير الله حكم 
الأية السابعة قوله تعالي(وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) [النحل : 51 ، 52]
جاء في تفسير الطبري - (17 / 220)
القول في تأويل قوله تعالى : { وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) }
يقول تعالى ذكره: وقال الله لعباده: لا تتخذوا لي شريكا أيها الناس، ولا تعبدوا معبودين، فإنكم إذا عبدتم معي غيري جعلتم لي شريكا، ولا شريك لي، إنما هو إله واحد ومعبود واحد، وأنا ذلك ،( فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) يقول: فإياي فاتقوا وخافوا عقابي بمعصيتكم إياي إن عصيتموني وعبدتم غيري، أو أشركتم في عبادتكم لي شريكا.
القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) }
يقول تعالى ذكره: ولله ملك ما في السموات والأرض من شيء، لا شريك له في شيء من ذلك، هو الذي خلقهم، وهو الذي يرزقهم، وبيده حياتهم وموتهم. وقوله( وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا ) يقول جلّ ثناؤه: وله الطاعة والإخلاص دائما ثابتا واجبا، يقال منه: وَصَبَ الدِّينُ يَصِبُ وُصُوبا ووَصْبا كما قال الدِّيلِيّ:
لا أبْتَغِي الحَمْدَ القَلِيلَ بَقاؤُهُ… يَوْما بِذَمّ الدَّهْرِ أجمَعَ وَاصِبا
ومنه قول الله( وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ )
وفي ص 223)
وقوله( أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ ) يقول تعالى ذكره: أفغير الله أيها الناس تتقون، أي ترهبون وتحذرون أن يسلبكم نعمة الله عليكم بإخلاصكم العبادة لربكم، وإفرادكم الطاعة له، وما لكم نافع سواه)ا هـ.
وفي تفسير ابن كثير - (4 / 576)
(يُقرر تعالى أنه لا إله إلا هو، وأنه لا ينبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له، فإنه مالك كل شيء وخالقه وربه.
{ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا } قال ابن عباس، ومجاهد وعِكْرِمة  وميمون بن مِهْران، والسدي، وقتادة، وغير واحد: أي دائما.
وعن ابن عباس أيضًا: واجبًا. وقال مجاهد: خالصا. أي: له العبادة وحده ممن في السماوات والأرض، كقوله: { أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا } [آل عمران : 83] . هذا على قول ابن عباس وعكرمة، فيكون من باب الخبر، وأما على قول مجاهد فإنه يكون من باب الطلب، أي: ارهبوا أن تشركوا به  شيئا، وأخلصوا له الطلب  ، كما في قوله تعالى: { أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } [الزمر : 3] .
ثم أخبر أنه مالك النفع والضر، وأن ما بالعبد من رزق ونعمة  وعافية ونصر فمن فضله)ا هـ
وما من رسول إلا أمر قومه بتقوي الله والتقوي هنا تشمل عبادة الله وحده لا شريك له لان المشرك غير متقي الله بل هو يعبد الله وغيره
قال تعالي(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) [الشعراء : 106]
وقال تعالي(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124)  [الشعراء : 124]
وقال تعالي(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) [الشعراء : 142]
وقال تعالي(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) [الشعراء : 161]
وقال تعالي(إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) [الشعراء : 177]
وقال تعالي(وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) [الصافات : 123 - 125]فهم يدعون غير الله (بعلا) ويتركون دعاء الله(أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ) فهم غير الله يتقون
قال تعالي(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23) [المؤمنون : 23]
وقال تعالي(وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) [الأعراف : 65]
وقال تعالي(فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) [المؤمنون : 32]
وعن قوم محمد صلي الله عليه وسلم قال تعالي(قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) [المؤمنون : 86 ، 87] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) [البقرة : 21]
الآية الثامنة قوله تعالي(قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) [الزمر : 64 ، 65]
جاء في تفسير الطبري - (21 / 322)
(يقول تعالى ذكره لنبيه: قل يا محمد لمشركي قومك، الداعيك إلى عبادة الأوثان:( أَفَغَيْرَ اللَّهِ ) أيها الجاهلون بالله( تَأْمُرُونِّي ) أن( أَعْبُدُ ) ولا تصلح العبادة لشيء سواه. واختلف أهل العربية في العامل، في قوله( أَفَغَيْرَ ) النصب، فقال بعض نحويي البصرة: قل أفغير الله تأمروني، يقول: أفغير الله أعبد تأمروني، كأنه أراد الإلغاء، والله أعلم
ثم يقول .
وقوله:( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ ) يقول تعالى ذكره: ولقد أوحى إليك يا محمد ربك، وإلى الذين من قبلك من الرسل( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) يقول: لئن أشركت بالله شيئا يا محمد، ليبطلنّ عملك، ولا تنال به ثوابا، ولا تدرك جزاء إلا جزاء من أشرك بالله، وهذا من المؤخر الذي معناه التقديم.. ومعنى الكلام: ولقد أوحي إليك لئن أشركت ليحبطنّ عملك، ولتكوننّ من الخاسرين، وإلى الذين من قبلك، بمعنى: وإلى الذين من قبلك من الرسل من ذلك، مثل الذي أوحي إليك منه، فاحذر أن تشرك بالله شيئا فتهلك.
ومعنى قوله:( وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ولتكونن من الهالكين بالإشراك)ا هـ
وفي تفسير السعدي - (1 / 729)
{ قُلْ } يا أيها الرسول لهؤلاء الجاهلين، الذين دعوك إلى عبادة غير اللّه: { أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ } أي: هذا الأمر صدر من جهلكم، وإلا فلو كان لكم علم بأن اللّه تعالى الكامل من جميع الوجوه، مسدي جميع النعم، هو المستحق للعبادة، دون من كان ناقصا من كل وجه، لا ينفع ولا يضر، لم تأمروني بذلك.
وذلك لأن الشرك باللّه محبط للأعمال، مفسد للأحوال، ولهذا قال: { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ } من جميع الأنبياء. { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } هذا مفرد مضاف، يعم كل عمل، ففي نبوة جميع الأنبياء، أن الشرك محبط لجميع الأعمال، كما قال تعالى في سورة الأنعام - لما عدد كثيرا من أنبيائه ورسله قال عنهم: { ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
{ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } دينك وآخرتك، فبالشرك تحبط الأعمال، ويستحق العقاب والنكال.
ثم قال: { بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ } لما أخبر أن الجاهلين يأمرونه بالشرك، وأخبر عن شناعته، أمره بالإخلاص فقال: { بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ } أي: أخلص له العبادة وحده لا شريك له، { وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } للّه على توفيق اللّه تعالى، فكما أنه تعالى يشكر على النعم الدنيوية، كصحة الجسم وعافيته، وحصول الرزق وغير ذلك، كذلك يشكر ويثنى عليه بالنعم الدينية، كالتوفيق للإخلاص، والتقوى، بل نعم الدين، هي النعم على الحقيقة، وفي تدبر أنها من اللّه تعالى والشكر للّه عليها، سلامة من آفة العجب التي تعرض لكثير من العاملين، بسبب جهلهم، وإلا فلو عرف العبد حقيقة الحال، لم يعجب بنعمة تستحق عليه زيادة الشكر.)اهـ
وفي تفسير القرطبي - (15 / 276)
(قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ (وذلك حين دعوا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ما هم عليه من عبادة الأصنام وقالوا هو دين آبائك، و" غير" نصب ب" أعبده" على تقدير أعبد غير الله فيما تأمرونني، ويجوز أن ينتصب ب" تَأْمُرُونِّي" على حذف حرف الجز، التقدير: أتأمروني بغير الله أن أعبد، لان أن مقدرة وأن والفعل مصدر، وهى بدل من غير، التقدير: أتأمروني بعبادة غير الله،)
ثم يقول
قوله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ) قيل: إن في الكلام تقديما وتأخيرا، والقدير: لقد أوحى إليك لئن أشركت وأوحى إلى الذين من قبلك كذلك، وقيل: هو على بابه، قال مقاتل: أي أوحى إليك وإلى الأنبياء قبلك بالتوحيد والتوحيد محذوف، ثم قال:" لَئِنْ أَشْرَكْتَ" يا محمد (لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) وهو خطاب للنبي)ا هـ
جاء في تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 112)
(عن ابن عباس [رضي الله عنهما أنه قال] : إن المشركين بجهلهم دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة آلهتهم، ويعبدوا معه إلهه، فنزلت: { قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
وهذه كقوله: { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الأنعام:88] .
وقوله: { بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } أي: أخلص العبادة لله وحده، لا شريك له، أنت ومن معك، أنت ومن اتبعك وصدقك) ا هـ
وجاء في زاد المسير - (ج 5 / ص 277)
(قال ابن عباس : هذا أدبٌ من الله تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم وتهديدٌ لغيره ، لأن الله عز وجل قد عصمه من الشِّرك . وقال غيره : إِنما خاطبه بذلك ، لِيَعْرِفَ مَنْ دونَه أن الشِّرك يُحبِطُ الأعمال المتقدِّمة كلَّها )، ا هـ
{ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [ الزمر: 64/65).
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في تاريخ نجد صـ582 دار الشروق:          فيها مسائل:
الأولى - شدة الحاجه إلى تعلُّم التوحيد ، فإذا كان الأنبياء يحتاجون إلى ذلك ويحرصون عليه , فكيف بغيرهم؟ ففيها الرَّد على الجهال الذين يعتقدون أنهم عرفوه فلا يحتاجون إلى تعلمه.
الثانية - المسأله الكبرى وهى: كشف الشبهة ( لعلماء المشركين ) الذين يقولون: هذا شرك ، ولكن لا يكفر من فعله لكونه يؤدي الأركان الخمسة ، فإذا كان الأنبياء لو فعلوه كفروا , فكيف بغيرهم.
الثالثة - أن الذي يكفر المسلم ليس عقيدة القلب - خاصة – فإن هذا الذي ذكرهم الله لم يريدوا منه تغيير العقيدة – كما تقدم – بل إذا أطاع المسلم من أشار عليه بموافقتهم لأجل ماله أو بلده أو أهله مع كونه يعرف كفرهم ويبغضهم , فهذا كافر إلا من أكره) أ.هـ 
ملخص لتفسير الآيات الثمانية السابقة  وفها الفرق بين المسلم والمشرك
المسلم  لا يبغ غير الله ربا(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ)
راجع معني الرب في كتاب المصطلحات في القرآن الكريم للكاتب 
والمشرك له أرباب متفرقة كما  اتخذ ت اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أرباباً وآلهة من دون الله، كما بين ذلك الحديث النبوي الشريف فيما رواه الإمام الترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حاتم رضي الله عنه "أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي عنقه صليب من ذهب وهو يقرأ هذه الآية، قال، فقلت: إنهم لم يعبدوهم، فقال: بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم".
المسلم  لا يبغ غير الله إلها((قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا) راجع معني الاله في كتاب المصطلحات في القرآن الكريم للكاتب  وفيه
والمشرك له الهة كثيرة و الجاهلية في القرن الحادي والعشرين تعبد ألهة كثيرة الله جل وعلا واحد منها وليس هو فقط الإله الأوحد حيث تجدهم يصرفوا الشعائر والنسك مثل الدعاء والخوف والخشية والصلاة والطواف والذبح والنذر والاستشفاع وطلب النفع ودفع الضر للأولياء والصالحين والقباب والأضرحة وهذا شرك أكبر وأتخاذ ألهه مع الله وتجد بعضهم يستنصر بالطواغيت وينصرها ويواليها ويعتز بها من دون الله وهذا شرك أكبر كما وصحنا سابقا وجميع المشركين بلا استثناء يحكمون ويتحاكمون إلي الطواغيت حتي إن الكرة الأرضية اليوم ليس فيها دولة تحكم بكتاب الله ولا تدافع عن شرعه والجميع يدعي الاسلام وهم مشركون بسب حكمهم وتحاكهم بالشرائع التي وضعها الرجال بلا مستند من كتاب الله ولا سنة رسوله واتخذوهما ورائهم ظهرياً وإنا لله وإنا إليه راجعون
المسلم  لا يتخذ غير الله وليا (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا)( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57)  [المائدة : 55 - 57]
والمشرك يوالي الطواغيت والارباب والمشركين والكفار والمنافقين
قال تعالي (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)  [المائدة : 81)
وقال تعالي(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [المجادلة : 22]] وقال تعالي( لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ  [آل عمران : 28]( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) [الأنفال : 73]
المسلم لا يدعوا غير الله في الشدة والرخاء(أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ)الآية
 وقال تعالي(وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ )(106) يونس-106
والمشرك يدعوا غير الله  في الرخاء  والشدة(وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) [ المؤمنون : 117]
5-المسلم  لا يبغ غير الإسلام دينا (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ )(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)
والمشرك له أكثر من دين  (وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ [التوبة : 29] فهو في (دين الملك)( كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ [يوسف : 76] ودين العادات والتقاليد ودين الاباء والاجداد قال تعالي(لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)الكافرون 6  رجع معني الدين في كتاب المصطلحات في القرآن الكريم للكاتب
جاء في تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 96)
{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ } أي: خالصا لرجل، لا يملكه أحد غيره، { هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا } أي: لا يستوي هذا وهذا. كذلك لا يستوي المشرك الذي يعبد آلهة مع الله، والمؤمن المخلص الذي لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له. فأين هذا من هذا؟ قال ابن عباس، ومجاهد، وغير واحد: هذه الآية ضربت مثلا للمشرك والمخلص، ولما كان هذا المثلُ ظاهرا بَيِّنا جليا، قال: { الْحَمْدُ لِلَّهِ } أي: على إقامة الحجة عليهم، { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ } أي: فلهذا يشركون بالله).ا هـ
قال بن تيمية في الفتاوي ج1ص454
(ولفظ الإسلام يتضمن الاستسلام والانقياد ويتضمن الإخلاص من قوله تعالى : ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ)) (الزمر: من الآية29) فلا بد في الإسلام من الاستسلام لله وحده وترك الاستسلام لما سواه ، وهذا حقيقة قولنا : لا إله إلا الله فمن استسلم لله ولغير الله فهو مشرك والله لا يغفر أن يشرك به ومن لم يستسلم لله فهو مستكبر عن عبادته ، وقد قال الله تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)) (غافر: من الآية60))ا  هـ
6- المسلم لا يتق إلا الله (أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ )
والمشرك يتق الطواغيت وغيرهم فيقع في الشرك الاكبر (أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) [الصافات
7- المسلم لا يبغ غير الله حكم (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا) (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)  [المائدة : 50]{ ُوَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } [ الكهف : 26 ]
والمشرك يحكم ويتحاكم إلي الطواغيت كما جاء في أضواء البيان
 (وَيُفْهَمُ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ ، كَقَوْلِهِ : وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا [18 \ 26] ، أَنَّ مُتَّبِعِي أَحْكَامِ الْمُشَرِّعِينَ غَيْرِ مَا شَرَعَهُ اللَّهُ أَنَّهُمْ مُشْرِكُونَ بِاللَّهِ)ا هـ
ثم يقول(فالإشراك بالله في حكمه كالإشراك به في عبادته قال في حكمه { ُوَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } [ الكهف : 26 ] ، وفي قراءة ابن عامر من السبعة { ولا تشرك في حكمه أحداً } بصيغة النهي .
وقال في الإشراك به في عبادته : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا } [ الكهف : 110 ] ، فالأمران سواء كما ترى)ا هـ
وجاء في تفسير ابن كثير - (3 / 131)في تفسير (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ)
(ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المُحْكَم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها  بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان، الذي وضع لهم اليَاسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى، من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بنيه شرعًا متبعًا، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله [صلى الله عليه وسلم] فلا يحكم سواه  في قليل ولا كثير، قال الله تعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ } أي: يبتغون ويريدون، وعن حكم الله يعدلون. { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } أي: ومن أعدل من الله في حكمه لمن عَقل عن الله شرعه، وآمن به وأيقن وعلم أنه تعالى أحكم الحاكمين، وأرحم بخلقه  من الوالدة بولدها، فإنه تعالى هو العالم بكل شيء، القادر على كل شيء، العادل في كل شيء.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هلال بن فياض، حدثنا أبو عبيدة الناجي  قال: سمعت الحسن يقول: من حكم بغير حكم الله، فحكم الجاهلية )ا هـ
8- المسلم لا يعبد غبر الله(قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ )
(وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا } [ الكهف : 110 ]
والمشرك يعبد الله وغير الله
ثُمَّ الْعِبَادَةُ هِيَ اسْمٌ جَامِعُ … لِكُلِ مَا يَرْضَى الْإِلَهُ السَّامِعُ
وَفِي الْحَدِيثِ مُخُّهَا الدُّعَاءُ … خَوْفٌ تَوَكُّلٌ كَذَا الرَّجَاءُ
وَرَغْبَةٌ وَرَهْبَةٌ خُشُوعُ … وَخَشْيَةٌ إِنَابَةٌ خُضُوعُ
وَالِاسْتِعَاذَةُ وَالَاسْتِعَانَهْ … كَذَا اسْتِغَاثَةٌ بِهِ سُبْحَانَهْ
وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ … فَافْهَمْ هُدِيتَ أَوْضَحَ الْمَسَالِكْ
وَصَرْفُ بَعْضِهَا لِغَيْرِ اللَّهِ … شِرْكٌ وَذَاكَ أَقْبَحُ الْمَنَاهِي
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- من مجموع الفتاوى 14/ 282-284: "ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده فلابد أن يكون عابدا لغيره يعبد غيره فيكون مشركا و ليس في بني آدم قسم ثالث بل إما موحد أو مشرك أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل النصارى و من أشبههم من الضلال المنتسبين الى الاسلام … فكل من لم يعبد الله مخلصا له الدين فلابد أن يكون مشركا عابدا لغير الله و هو فى الحقيقة عابد للشيطان " اهـ
وقال رحمه الله في إقتضاء الصراط المستقيم - (1 / 356)
وجماع ذلك: بأن الشرك نوعان:
شرك في ربوبيته: بأن يجعل معه لغيره تدبير ما, كما قال تعالى: { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ }
فبين أنهم لا يملكون ذرة استقلالا, ولا يشركونه في شيء من ذلك, ولا يعينونه على ملكه. فمن لم يكن مالكا ولا شريكا ولا عونا, فقد انقطعت علاقته.
وشرك في الألوهية: بأن يدعا غيره: دعاء عبادة، أو دعاء مسألة. كما قال تعالى:{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فكما أن إثبات المخلوقات أسبابا: لا يقدح في توحيد الربوبية, ولا يمنع أن يكون الله خالق كل شيء, ولا يوجب أن يدعا المخلوق دعاء عبادة أو دعاء استعانة.
كذلك إثبات بعض الأفعال المحرمة من شرك أو غيره، أسبابا: لا يقدح في توحيد الألوهية, ولا تمنع أن يكون الله هو الذي يستحق الدين الخالص, ولا يوجب أن تستعمل الكلمات والأفعال التي فيها شرك إذا كان الله يسخط ذلك / ويعاقب العبد عليه، وتكون مضرة ذلك على العبد أكثر من منفعته؛ إذ قد جعل الخير كله في: أنا لا نعبد إلا إياه, ولا نستعين إلا إياه.
وعامة آيات القرآن تثبت هذا الأصل, حتى أنه سبحانه قطع اثر الشفاعة بدون إذنه..)ا هـ
وقال : في مجموع الفتاوى [جزء 1 - صفحة 52]
(فالتوحيد ضد الشرك فإذا قام العبد بالتوحيد الذي هو حق الله فعبده لا يشرك به شيئاً كان موحداً ومن توحيد الله وعبادته التوكل عليه والرجاء له والخوف منه فهذا يخلص به العبد من الشرك) انتهى
وجاء في القول السديد شرح كتاب التوحيد - (1 / 54) المؤلف : الإمام محمد بن عبد الوهاب (وإذا ثبت أن الذبح لله من أجل العبادات وأكبر الطاعات ، فالذبح لغير الله شرك أكبر مخرج عن دائرة الإسلام .
فإن حد الشرك الأكبر وتفسيره الذي يجمع أنواعه وأفراده : ( أن يصرف العبد نوعا من أفراد العبادة لغير الله ) .
فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص ، وصرفه لغيره شرك وكفر .
فعليك بهذا الضابط للشرك الأكبر الذي لا يشذ عنه شيء .
كما أن حد الشرك الأصغر هو : ( كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العباد ة ) .
فعليك بهذين الضابطين للشرك الأكبر والأصغر ، فإنه مما يعينك على فهم الأبواب السابقة واللاحقة من هذا الكتاب ، وبه يحصل لك الفرقان بين الأمور التي يكثر اشتباهها والله المستعان )ا هـ.
 - يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة - (ج 1 / ص 1)
(أصل الدين وقاعدته أمران …
الأول : الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ، والتحريض على ذلك ، والموالاة فيه ، وتكفير من تركه .
الثاني : الإنذار عن الشرك في عبادة الله ، والتغليظ في ذلك ، والمعاداة فيه ، وتكفير من فعله )ا هـ
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب في الرسائل الشخصية - (1 / 98)
 ( أن كثيراً من الناس يقول لا أعبد إلا الله وأنا أشهد بكذا وأقر بكذا ويكثر الكلام فإذا قيل له ما تقول في فلان وفلان إذا عبدا أو عبدا من دون الله قال ما علي من الناس الله أعلم بحالهم، ويظن بباطنه أن ذلك لا يجب عليه فمن أحسن الاقتران أن الله قرن بين الإيمان به والكفر بالطاغوت فبدأ بالكفر به على الإيمان بالله وقرن الأنبياء بين الأمر بالتوحيد النهى عن الشرك) ا هـ
وبذلك يصبح كل من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم كافر لأنه لم يكفر بالطاغوت كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة ص 8)
(فأما صفة الكفر بالطاغوت فهو أن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها وتبغضها، وتكفر أهلها، وتعاديهم.
وأما معنى الإيمان بالله فهو أن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون من سواه، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله، وتنفيها عن كل معبود سواه، وتحب أهل الإخلاص وتواليهم، وتبغض أهل الشرك وتعاديهم.
وهذه ملة إبراهيم التي سفه نفسه من رغب عنها، وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}1 الممتحنة.) ا هـ
فصل  المخالف لأصل دين الإسلام المتمثل في كلمة التوجيد (لا إله إلا الله) بمعناها لا يسمي مسلما مطلقا  لان هذا هو أصل الأوصول ولا خلاف في ذلك
من كتاب شهد الاعتقاد لشيخ عبد الرحمن شاكر ج1 ص 62
وقد ذكر صاحب شرح كتاب التوحيد رحمه الله في (فتح المجيد - (ج 1 / ص 357)يقول بن القيم وفي الآية دليل على أن أصل الدين الذي بعث الله به رسول الله صلى الله عليه و سلم والمرسلين قبله هو إفراده تعالى بأنواع العبادة كما قال تعالى : ‘ 21 : 25 ‘ { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون }
: أن المخالف لهذا الأصل من هذه الأمة أقسام:
- إما طاغوت ينازع الله فى ربوبيته وإلهيته ، ويدعو الناس إلى عبادته.
- أو طاغوت يدعو الناس إلى عبادة الأوثان.
- أو مشرك يدعو غير الله ويتقرب إليه بأنواع العبادة أو بعضها.
- أو شاك فى التوحيد أهو حق أم يجوز أن يجعل لله شريك فى عبادته؟ .
- أو جاهل يعتقد أن الشرك دين يقرب إلى الله , وهذا هو الغالب على أكثر العوام لجهلهم وتقليدهم من قبلهم , لما اشتدت غربة الدين ، ونُسِي العلم بدين المرسلين أ.هـ
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->
<!--[endif]-->
وبعد ان وضح الامر وتم معرفة من هو المشرك ومن هو المسلم  نقول أن هذا المشرك الذي يقع في الشرك الاكبر من لم يكفره فهو كافر اما من يقع في الشرك الاصغر أو في الكفر الاصغر أو ما يسمي كفر دون كفر أو الكفر المتنازع فيه أو كفر النوع فلا يمكن القول بأن من لم يكفره فهو كافر وللمزيد حول هذا الموضوع يمكنك الرجوع إلي كتاب للشيخ حلمي هاشم  في موقعة  أو علي هذا الرابط
او هذا الرابط

فهو كتاب ما اجمله وأحسنه في توضيح هذه المسالة

الفصل الرابع بعض صور من الواقع العملي للذين لا يكفرون الكافرين ماذا كان حكم الصالحين فيهم
الصورة الاولي  من لم يكفر المرتدين امثال مسيلمة الكذاب الذي ادعي النبوة  ومن هذه الصورة  صورة مجاعة وبني حنيفة
جاء في  مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم - (1 / 416) محمد بن عبد الوهاب
(ذكر تقديم خالد الطلائع من البطاح :لما سار خالد من البطاح وجاء أرض بني تميم : قدم مائتي فارس ، عليهم معن بن عدي ، وقدم عينين له أمامه .
وذكر الواقدي : أن خالداً لما قدم العرض قدم مائتي فارس ، وقال : من أصبتم من الناس فخذوه . فانطلقوا ، وأخذوا مجاعة بن مرارة ، في ثلاثة وعشرين رجلاً من قومه ، خرجوا في طلب رجل أصاب فيهم دماً ، وهم لا يشعرون بإقبال خالد ، فسألوهم : من أنتم ؟ فقالوا : من بني حنيفة ، فقالوا : ما تقولون في صاحبكم ؟ فشهدوا أنه رسول الله ، فقالوا لمجاعة : ما تقول أنت ؟ فقال: ما كنت أقرب مسيلمة ، وقد قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت ، وما غيرت ولا بدلت . فضرب خالد أعناقهم ، حتى إذا بقي سارية بن عامر ، قال : يا خالد ! إن كنت تريد بأهل اليمامة خيراً أو شراً ، فاستبق مجاعة . وكان مجاعة شريفاً ، فلم يقتله . وترك أيضاً سارية ، وأمر بهما فأوثقا في جوامع من حديد .
وكان يدعو مجاعة -وهو كذلك- فيتحدث معه ، وهو يظن أن خالداً يقتله . فقال : يا ابن المغيرة ! إن لي إسلاماً ، والله ما كفرت ، وأعاد كلامه الأول . فقال خالد : إن بين القتل والترك منزلة ، وهي الحبس ، حتى يقضي الله في حربنا ما هو قاض . ودفعه إلى أم متمم زوجته ، وأمرها أن تحسن إساره . فظن مجاعة أن خالداً يريد حبسه لأجل أن يخبره عن عدوه ويشير عليه . فقال : يا خالد ، لقد علمت أني قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبايعته على الإسلام . وأنا اليوم على ما كنت عليه أمس . فإن يكن كذاب خرج فينا ، فإن الله يقول : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " ، فقال : يا مجاعة ! تركت اليوم ما كنت عليه بالأمس ، وكان رضاك بأمر هذا الكذاب ، وسكوتك عنه - وأنت أعز أهل اليمامة ، وقد بلغك مسيري -إقراراً له ، ورضى بما جاء به ، فهلا أبديت عذراً ، فتكلمت فيمن تكلم ؟ فقد تكلم ثمامة . فرد وأنكر ، وتكلم اليشكري ، فإن قلت : أخاف قومي ، فهلا عمدت إلي ، أو بعثت إلي رسولاً ؟ فقال : إن رأيت يا ابن المغيرة ! أن تعفو عن هذا كله ؟ فقال : قد عفوت عن دمك ، ولكن في نفسي من تركك حرج ).ا0هـ
ومجاعة هذا كان ممن يصلون ولكنه كان في ديار كفرت بسبب إقرارهم أن مسيلمة نبي فلم تعد تنفع لهم شهادة ولا صلاة حتي يكفروا بمسيلمة ويعرف المسلمون ذلك الإنكار وذلك الكفر بمسيلمة منهم وهذا ما قاله خالد رضي الله عنه لمجاعة فهلا أبديت عذراً ، فتكلمت فيمن تكلم فهلا عمدت إلي ، أو بعثت إلي رسولاً ؟ وهو أيضا ما قاله الرسول (صلي الله عليه وسلم )لذلك العربي الذي عندما قال له أني كنت مسلما قال : لو قلتها و أنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح فالمسلم الذي لا يعرف عنه الاعتقاد الصحيح وهو البراءة من المعتقدات الباطلة التي اشتهر بها المجتمع لا يعتبر مسلما عند المسلمين لخفاء اسلامه عنهم وان كان مسلما عند الله  كما قال تعالى: (وَلَوْلاَ رِجَالٌ مّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مّؤْمِنَاتٌ لّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكمْ مّنْهُمْ مّعَرّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لّيُدْخِلَ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيّلُواْ لَعَذّبْنَا الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) [الفتح: 25]
قال الشوكاني في فتح القدير
("ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم" يعني المستضعفين من المؤمنين بمكة، ومعنى: لم تعلموهم لم تعرفوهم، وقيل لم تعلموا أنهم مؤمنون " أن تطئوهم " يجوز أن يكون بدلاً من رجال ونساء، ولكنه غلب الذكور، وأن يكون بدلاً من مفعول تعلموهم، والمعنى أن تطأوهم بالقتل والإيقاع بهم، يقال وطئت القوم: أي أوقعت بهم، وذلك أنهم لو كسبوا مكة وأخذوها عنوة بالسيف لم يتميز المؤمنون الذين هم فيها من الكفار، وعند ذلك لا يأمنوا أن يقتلوا المؤمنين فتلزمهم الكفارة وتلحقهم سبة، وهو معنى قوله: "فتصيبكم منهم" أي من جهتهم "معرة" أي مشقة بما يلزمهم في قتلهم من كفارة وعيب، وأصل المعرة: العيب مأخوذة من العر، وهو الجرب، وذلك أن المشركين سيقولون: إن المسلمين قد قتلوا أهل دينهم. )ا0هـ

الصورة الثانية : قصة أخرى وقعت في زمن الخلفاء الراشدين :
           وهي أن بقايا من بني حنيفة ، لما رجعوا إلى الإسلام ، وتبرأوا من مسيلمة ، وأقروا بكذبه : كبر ذنبهم عند أنفسهم ، وتحملوا بأهليهم إلى الثغر لأجل الجهاد في سبيل الله ، لعل ذلك يمحو عنهم آثار تلك الردة ، لأن الله تعالى يقول : " إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " ، ويقول : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " ، فنزلوا الكوفة ، وصار لهم بها محلة معروفة ، فيها مسجد يسمى مسجد بني حنيفة ، فمر بعض المسلمين على مسجدهم بين المغرب والعشاء ، فسمعوا منهم كلاماً معناه : أن مسيلمة كان على حق ، وهم جماعة كثيرون، ولكن الذي لم يقله لم ينكره على من قاله، فرفعوا أمرهم إلى عبد الله بن مسعود ، فجمع من عنده من الصحابة واستشارهم : هل يقتلهم وإن تابوا ، أو يستتيبهم ؟ فأشار بعضهم بقتلهم من غير استتابة . وأشار بعضهم باستتابتهم ، فاستتاب بعضهم ، وقتل بعضهم ولم يستتبه     فتأمل -رحمك الله- إذا كانوا قد أظهروا من الأعمال الصالحة الشاقة ما أظهروا ، لما تبرؤوا من الكفر وعادوا إلى الإسلام ، ولم يظهر منهم إلا كلمة أخفوها في مدح مسيلمة ، لكن سمعها بعض المسلمين . ومع هذا لم يتوقف أحد في كفرهم كلهم -المتكلم والحاضر الذي لم ينكر- ولكن اختلفوا : هل تقبل توبتهم أو لا ؟ والقصة في صحيح البخاري
الصورة الثالثة :المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وهو رجل من التابعين . مصاهر لعبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه، مظهر للصلاح. فظهر في العراق يطلب بدم الحسين وأهل بيته ، فقتل ابن زياد ، ومال إليه من مال ، لطلبه دم أهل البيت ممن ظلمهم ابن زياد ، فاستولوا على العراق ، وأظهر شرائع الإسلام ، ونصب القضاة والأئمة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه . وكان هو الذي يصلي بالناس الجمعة والجماعة ، لكن في آخر أمره : زعم أنه يوحى إليه ، فسير إليه عبد الله بن الزبير جيشاً ، فهزموا جيشه وقتلوه ، وأمير الجيش مصعب بن الزبير ، وتحته امرأة أبوها أحد الصحابة ، فدعاها مصعب إلى تكفيره فأبت ، فكتب إلى أخيه عبد الله يستفتيه فيها ، فكتب إليه : إن لم تبرأ منه فاقتلها . فامتنعت ، فقتلها مصعب .
  وأجمع العلماء كلهم على كفر المختار -مع إقامته شعائر الإسلام- لما جنى على النبوة .
   وإذا كان الصحابة قتلوا المرأة التي هي من بنات الصحابة لما امتنعت من تكفيره ، فكيف بمن لم يكفر الطواغيت ومن ليعبدونهم  مع إقراره بحالهم ، فكيف بمن زعم أنهم هم أهل الإسلام ، ومن دعاهم إلى الإسلام هو الكافر ؟ يا ربنا نسألك العفو والعافية .
الباب الثاني التفجير واسبابه
التفجير اليوم اصبح مرتبط باسم الدين  وذلك لان اكثر من يقوم به جماعات تتزي  بزي الإسلام لكنهم ليسوا مسلمين  لكونهم لا يعرفون التوحيد من الشرك فهم يكفرون المسلمون ويصفونهم بالخوارج
ومع ذلك عندهم عباد الطواغين وعبا د الصالحين معزرون بجهلهم ومسلمون افضل من الموحدين الذين لا يعبدون إلا الله
فهؤلاء التفجيريون  لا يعرفون الكفر بالطاغوت فكثير منهم كان يقاتل الطواغيت تحت اسم قتال الفئة الباغية فالطواغيت عندهم مسلمون  لكنهم بغاه وبعد ان رجعوا عن فكر القتل والتفجير أخذوا يترحمون علي من قتل من الطواغين بأيديهم  
وكثير منهم إن يكفرالطواغيت ولا يكفر من يعبدونهم  وهؤلاء لم يكفروا بالطواغيت ايضا لان الكفر بالطاغوت يقتضي تكفيره وتكفير ومن يعبده
فهؤلاء يقاتلون الشرطة والسياح لكونهم يقاتلونهم  فالمسالة عبارة عن طار وثأر وليس مسألة دين وشرع
والبعض الأخر إنما يقاتل من أجل مصالح إذا انقضت توقف عن القتال
ولكن المسلمون يعلمون علي ماذا يقاتلون ومتي يقاتلون ومن يقاتلون
الفصل الاول  علي ماذا نقاتل ؟
نقاتل من أجل ان تكون كلمة الله هي العليا
جاء في صحيح البخاري [1 /209]
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ غَضَبًا وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً فَرَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ قَالَ وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا فَقَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)ا هـ
و جاء في صحيح البخاري [9 /383]
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)ا هـ
و جاء في صحيح البخاري [22 /470]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)ا هـ



الفصل الثاني متي نقاتل ؟
إن القتال  لابد ان يكون بعد  امور منها
اولا  تجهيز العدة والعتاد
 قال تعالي ({وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60]
 جاءفي تفسير الطبري [14 /31]
(قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره:(وأعدوا)، لهؤلاء الذين كفروا بربهم، الذين بينكم وبينهم عهد، إذا خفتم خيانتهم وغدرهم، أيها المؤمنون بالله ورسوله =(ما استطعتم من قوة)، يقول: ما أطقتم أن تعدّوه لهم من الآلات التي تكون قوة لكم عليهم من السلاح والخيل (ترهبون به عدو الله وعدوكم) يقول: تخيفون بإعدادكم ذلك عدوَّ الله وعدوكم من المشركين)ا هـ.
ثانيا - دعوة المشركين إلي التوحيد قبل القتال وأخذ الاموال
 لقول الرسول صلي الله عليه وسلم (( لا تقاتلهم حتي تدعوهم إلى الإسلام ) رواه أحمد. ا هـ
وجاء في كتاب المبسوط – الجزء العاشر ص -3
( فأما بيان المعاملة مع المشركين فنقول الواجب دعاؤهم إلى الدين وقتال الممتنعين منهم من الإجابة لأن صفة هذه الأمة في الكتب المنزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبها كانوا خير الأمم قال الله تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110] الآية ورأس المعروف الإيمان بالله تعالى فعلى كل مؤمن أن يكون آمرا به داعيا إليه وأصل المنكر الشرك فهو أعظم ما يكون من الجهل والعناد لما فيه من إنكار الحق من غير تأويل فعلى كل مؤمن أن ينهى عنه بما يقدر عليه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مأمورا في الابتداء بالصفح والإعراض عن المشركين قال الله تعالى {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} [الحجر: 85] وقال تعالى {وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: 94] ثم أمر بالدعاء إلى الدين بالوعظ والمجادلة بالأحسن فقال تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] ثم أمر بالقتال إذا كانت البداية منهم فقال تعالى {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} [البقرة: 191] أي أذن لهم في الدفع وقال تعالى {فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ} [البقرة:191] وقال تعالى {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال: 61] ثم أمر بالبداية بالقتال فقال تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: 197] وقال تعالى
{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة: 5] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" فاستقر الأمر على فرضية الجهاد مع المشركين وهو فرض قائم إلى قيام الساعة قال النبي صلى الله عليه وسلم "الجهاد ماض منذ بعثني الله تعالى إلى أن يقاتل آخر عصابة من أمتي الدجال" وقال صلى الله عليه وسلم: "بعثت بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي والذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم")ا هـ
ثم يقول
(وإذا لقيتم عدوكم من المشركين فادعوهم إلى الإسلام وفي نسخ أبي حفص رضي الله عنه وإذا حاصرتم حصنا أو مدينة فادعوهم إلى الإسلام.
وفيه دليل أنه ينبغي للغزاة أن يبدؤا بالدعاء إلى الإسلام وهو على وجهين فإن كانوا يقاتلون قوما لم تبلغهم الدعوة فلا يحل قتالهم حتى يدعوا لقوله تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الأنعام: 15] وقال ابن عباس رضي الله عنهما ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما حتى دعاهم إلى الإسلام وهذا لأنهم لا يدرون على ماذا يقاتلون فربما يظنون أنهم لصوص قصدوا أموالهم ولو علموا أنهم يقاتلون على الدعاء إلى الدين ربما أجابوا وانقادوا للحق فلهذا يجب تقديم الدعوة وإن كانوا قد بلغتهم الدعوة فالأحسن أن يدعوهم إلى الإسلام أيضا فالجد والمبالغة في الإنذار ربما ينفع وكان صلى الله عليه وسلم إذا قاتل قوما من المشركين دعاهم إلى الإسلام ثم اشتغل بالصلاة وعاد بعد الفراغ إلى القتال جدد الدعوة وإن تركوا ذلك وبيتوهم فلا بأس بذلك لأنهم علموا على ماذا يقاتلون ولو اشتغلوا بالدعوة ربما تحصنوا فلا يتمكن المسلمون منهم فكان لهم أن يقاتلوهم بغير دعوة على ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه أن يغير على ابني صباحا وفي رواية ابنان صباحا فإن أسلموا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم وفيه دليل أنهم إذا أظهروا الإسلام وجب الكف عنهم وقبول ذلك عنهم وإليه أشار صلى الله عليه وسلم في قوله "فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم" وقال تعالى {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} [النساء: 94] قال ادعوهم إلى التحول من ديارهم إلى دار المهاجرين وهذا في وقت كانت الهجرة فريضة وذلك قبل فتح مكة كان يفترض على كل مسلم في قبيلته أن يهاجر إلى المدينة ليتعلم أحكام الدين وينضم إلى المؤمنين في القيام بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم )ا هـ
جاء في كتاب  العلم والجهل بلا إله إلا الله(الجزء الأول ) (1 / 160)
ومما ساقه الشوكاني أيضا في هذا المعنى المتعلق ( بالدعوة قبل القتال ) من أدلة ما ساقه:عن فروه بن مسيك قال: قلت يا رسول الله أقاتل بمقبل قومي ومدبرهم؟ قال: ( نعم ) فلما وليت دعاني فقال ( لا تقاتلهم حتي تدعوهم إلى الإسلام ) رواه أحمد. ا هـ
ونقل عن الإمام ابن تيمية قال الشيخ الإمام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول على شاتم الرسول صـ104.:
)الأصل أن دم الآدمي معصوم لا يقتل إلا بالحق ، وليس القتل للكفر من الأمر الذي اتفقت عليه الشرائع ، ولا أوقات الشريعة الواحدة كالقتل قودا - أي ليس هذا كهذا - فالقتل قودا مما لا يختلف فيه الشرائع ولا العقول ، وكان دم الكافر في أول الإسلام معصوماً بالعصمة الأصلية وبمنع الله تعالى المؤمنين من قتله. ودماء هؤلاء القوم - الكافرين - كدم القبطي الذي قتله موسي عليه السلام ، وكدم الكافر الذي لم تبلغه الدعوة في زماننا أو أحسن حالاً من ذلك ، وقد عد موسي عليه الصلاة والسلام ذلك ذنباً في الدنيا والآخرة مع أن قتله كان خطأ شبه عمد أو خطأ محضا ولم يكن عمدا محضا أ.هـ
ونقل عن بن تيمية في المصدر السابق صـ321/322 قوله أيضا
وسر ذلك أنا لا نجيز قتل الكافر حتي نستتيبه بأن يكون قد بلغته دعوة محمد صلي الله عليه وسلم قتل من لم تبلغه الدعوة غير جائز ، والمرتد قد بلغته الدعوة فجاز قتله كالكافر الأصلي الذي بلغته ، وهذا هو عله من رأي الاستتابه مستحبه ، فإن الكفار يستحب أن ندعوهم إلى الإسلام عند كل حرب وإن كانت الدعوة قد بلغتهم ، فكذلك المرتد ، ولا يجب ذلك فيهما أ.هـ
فالدعوة إلي التوحيد والإسلام قبل القتال كما جاء في صحيح البخاري صحيح البخارى [10 /211]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِىُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ - رضى الله عنه - يَقُولُ أَتَى النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيدِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُ وَأُسْلِمُ . قَالَ « أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ » . فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَاتَلَ ، فَقُتِلَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيرًا »ا هـ
وفي صحيح مسلم [11 /445]
(وَحَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِى ابْنَ مَهْدِىٍّ - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِى خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ « اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَ لاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تَمْثُلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ - أَوْ خِلاَلٍ - فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِى عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِى يَجْرِى عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَكُونُ لَهُمْ فِى الْغَنِيمَةِ وَالْفَىْءِ شَىْءٌ إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ. وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلاَ تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلاَ ذِمَّةَ نَبِيِّهِ وَلَكِنِ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ. وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلاَ تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِى أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لاَ ». قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا أَوْ نَحْوَهُ وَزَادَ إِسْحَاقُ فِى آخِرِ حَدِيثِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ - قَالَ يَحْيَى يَعْنِى أَنَّ عَلْقَمَةَ يَقُولُهُ لاِبْنِ حَيَّانَ - فَقَالَ حَدَّثَنِى مُسْلِمُ بْنُ هَيْصَمٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ.)ا هـ
(وإليك كلام الصنعاني في تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد - (ج 1 / ص 22)
(فإن قلتَ : أيصير هؤلاء الذين يعتقدون في القبور والأولياء والفسقة والخلعاء مشركين كالذين يعتقدون في الأصنام؟ قلت نعم، وقد حصل منهم ما حصل من أولئك وساووهم في ذلك، بل زادوا في الاعتقاد والانقياد والاستعباد فلا فرق بينهم.
فإن قلت هؤلاء القبوريون يقولون : نحن لا نشرك بالله تعالى ولا نجعل له ندا والالتجاء إلى الأولياء والاعتقاد فيهم ليس شركا!
قلتُ : نعم { يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } لكن هذا جهل منهم بمعنى الشرك، فإن تعظيمهم الأولياء ونحرهم النحائر لهم شرك والله تعالى يقول { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } أي : لا لغيره، كما يفيده تقديم الظرف، ويقول الله تعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } [72 : 18] وقد عرفت بما قدمناه قريبا أنه صلى الله عليه وسلم قد سمى الرياء شركا، فكيف بما ذكرناه؟!
فهذه الذي يفعلونه لأوليائهم هو عين ما فعله المشركون وصاروا به مشركين، ولا ينفعهم قولهم : نحن لا نشرك بالله شيئا، لأن فعلهم أكذبَ قولهم. فإن قلتَ : هم جاهلون أنهم مشركون بما يفعلونه. قلتُ : قد صرح الفقهاء في كتب الفقه في باب الردة أن من تكلم بكلمة الكفر يكفر، وإن لم يقصد معناها ، وهذا دال على أنهم لم يعرفوا حقيقة الإسلام ولا ماهية التوحيد، فصاروا حينئذ كفارا كفرا أصليا، فالله تعالى فرض على عباده إفراده بالعبادة { أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ } وإخلاصها له { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [98 : 5] ومن نادى الله ليلا ونهارا وسرا وجهارا وخوفا وطمعا ثم نادى معه غيره فقد أشرك في العبادة، فإن الدعاء من العبادة، وقد سماه الله تعالى عبادة في قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [40 : 60] بعد قوله : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فإن قلت : فإذا كانوا مشركين وجب جهادهم والسلوك فيهم ما سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في المشركين، قلتُ : إلى هذا ذهب طائفة من أهل العلم، فقالوا : يجب أولا دعاؤهم إلى التوحيد وإبانة أن ما يعتقدونه ينفع ويضر، لا يغني عنهم من الله شيئا وأمهم أمثالهم وأن هذه الاعتقاد منهم فيه شرك لا يتم الإيمان بما جاءت به الرسل إلا بتركه والتوبة منه، وإفراد التوحيد اعتقادا وعملا لله وحده، وهذا واجب على العلماء، أي بيان أن ذلك الاعتقاد الذي تفرعت عنه النذور والنحائر والطواف بالقبور شرك محرم، عين ما كان يفعله المشركون لأصنامهم، فإذا أبان العلماء ذلك للأئمة والملوك وجب على الأئمة والملوك بعث دعاة إلى الناس يدعونهم إلى إخلاص التوحيد لله، فمن رجع وأقر حقن عليه دمه وماله وذراريه، ومن أصر فقد أباح الله منه ما أباح لرسوله صلى الله عليه وسلم من المشركين..
ا ه ثم يقول رحمة الله / ص 30)
(فإن قلت : لا سواء، لأن هؤلاء قد قالوا "لا إله إلا الله" وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها » وقال لأسامة بن زيد : « لم قتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ » وهؤلاء يصلون ويصومون ويزكون ويحجون بخلاف المشركين، قلتُ : قال صلى الله عليه وسلم « إلا بحقها » وحقها إفراد الإلهية والعبودية لله تعالى، والقبوريون لم يفردوا الإلهية والعبادة، فلم تنفعهم كلمة الشهادة، فإنها لا تنفع إلا مع التزام معناها، كما لم ينفع اليهود قولها لإنكارهم بعض الأنبياء وكذلك من جعل غير من أرسله الله نبيا، لم تنفعه كلمة الشهادة، ألا ترى أن بني حنيفة كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويصلون ولكنهم قالوا : إن مسيلمة نبي، فقاتلهم الصحابة وسبوهم، فكيف بمن يجعل للولي خاصة الإلهية ويناديه للمهمات؟ وهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حرق أصحاب عبد الله بن سبأ ، وكانوا يقولون نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولكنهم غلوا في علي رضي الله عنه واعتقدوا فيه ما يعتقد القبوريون وأشباههم، فعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أحدا من العصاة، فإنه حفر لهم الحفائر وأجج لهم نارا وألقاهم فيها وقال :
لما رأيت الأمر أمرا منكرا … أججت ناري ودعوت قنبرا
وقال الشاعر في عصره :
لترم بي المنية حيث شاءت … إذا لم ترم بي في الحفرتين
إذا ما أججوا فيهم نارا … رأيت الموت نقدا غير دين
والقصة في فتح الباري وغيره من كتب الحديث والسير.
وقد وقع إجماع الأمة على أن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال لا إله إلا الله، فكيف بمن يجعل لله ندا؟
فإن قلت قد أنكر صلى الله عليه وسلم على أسامة قتله لمن قال لا إله إلا الله كما هو معروف في كتب الحديث والسير، قلتُ : لا شك أن من قال : "لا إله إلا الله" من الكفار حقن دمه وماله حتى يتبين منه ما يخالف ما قاله، ولذا أنزل الله في قصة محلم بن جثامة آية { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا } .. الآية [4 : 94] فأمرهم الله تعالى بالتثبت في شأن من قال كلمة التوحيد، فإن تبين التزامه لمعناها كان له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، وإن تبين خلافه فلم يحقن دمه وماله بمجرد التلفظ، وهكذا كل من أظهر التوحيد وجب الكف عنه إلى أن يتبين منه ما يخالف ذلك، فإذا تبين لم تنفعه هذه الكلمة بمجردها، ولذلك لم تنفع اليهود ولا نفعت الخوارج مع ما انضم إليها من العبادة التي يحتقر الصحابة عبادتهم إلى جنبها، بل أمر صلى الله عليه وسلم بقتلهم، وقال : « لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد » وذلك لما خالفوا بعض الشريعة وكانوا شر القتلى تحت أديم السماء، كما ثبتت به الأحاديث، فثبت أن مجرد كلمة التوحيد غير مانع من ثبوت شرك من قالها لارتكابه لما يخالفها من عبادة غير الله
فإن قلت : القبور يون وغيرهم من الذين يعتقدون في فسقة الناس وجهالهم من الأحياء يقولون نحن لا نعبد هؤلاء ولا نعبد إلا الله وحده ولا نصلي لهم ولا نصوم ولا نحج، قلتُ : هذا جهل بمعنى العبادة، فإنها ليست منحصرة في ما ذكرتَ، بل رأسها وأساسها الاعتقاد، وقد حصل في قلوبهم ذلك، بل يسمونه معتقدا، ويصنعون له ما سمعته مما تفرع عن الاعتقاد من دعائهم وندائهم والتوسل بهم والاستغاثة والاستعانة والحلف والنذر وغير ذلك.
وقد ذكر العلماء أن من تزي بزي الكفار صار كافرا، ومن تكلم بكلمة الكفر صار كافرا، فكيف بمن بلغ هذه الرتبة اعتقادا وقولا وفعلا).. ا هـ
ومن كلا م الصنعاني يتضح أمور منها
1=من يقع في الشرك الأكبر جاهل أو عالم هو مشرك في أحكام الدنيا
2= وجب دعوته قبل قتله وأخذ ماله وأولا ده وحريمه إلي التوحيد وهو معني لا إله إلا الله التي يجهلها ويقع في الشرك بسبب جهلها ويعادي أهلها جهلا منه بذلك وهذا هو المقصود من كلام كل من يقول لا نكفرهم حتى ندعوهم فالمقصود بالتكفير هو كل ما يتعلق بالقتل وأخذ المال والأولاد والنساء وليس المقصود من كونه لا يكفرهم أنهم مسلمون بل هم مشركون بما وقعوا فيه من الشرك الأكبر بل هم كفار أصليين ليسوا مرتدين لأنهم لم يدخلوا الإسلام بعد لعدم علمهم بمعني التوحيد كما قال الصنعاني أنهم لم يعرفوا حقيقة الإسلام ولا ماهية التوحيد، فصاروا حينئذ كفارا كفرا أصليا) ا هـ
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->
<!--[endif]-->


ثالثا - تميز الصفوف  
  في ديار لكفر اليوم يختلط المسلمون وسط المجتمع الجاهلي حتي انك لا تستطيع ان تعرف المسلم من المشرك ففي هذه الحالة لا يجوز القتال  حتي ندعوا المشركبن للإسلام ونتميز عنهم
فإذا تميزنا عنهم وتزيلنا عنهم عندها يأتي النصر اما عند إختلاط الصفوف في جو من الأمان في هذه الحالة لا يجوز القتال ولا اخذ الاموال  وليس معني ذلك انهم مسلمون  بل هم مشركون بوقعهم في الكفر والشرك
قال تعالي(كما قال تعالى: (وَلَوْلاَ رِجَالٌ مّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مّؤْمِنَاتٌ لّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكمْ مّنْهُمْ مّعَرّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لّيُدْخِلَ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيّلُواْ لَعَذّبْنَا الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) [الفتح: 25]
قال الشوكاني في فتح القدير
("ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم" يعني المستضعفين من المؤمنين بمكة، ومعنى: لم تعلموهم لم تعرفوهم، وقيل لم تعلموا أنهم مؤمنون " أن تطئوهم " يجوز أن يكون بدلاً من رجال ونساء، ولكنه غلب الذكور، وأن يكون بدلاً من مفعول تعلموهم، والمعنى أن تطأوهم بالقتل والإيقاع بهم، يقال وطئت القوم: أي أوقعت بهم، وذلك أنهم لو كسبوا مكة وأخذوها عنوة بالسيف لم يتميز المؤمنون الذين هم فيها من الكفار، وعند ذلك لا يأمنوا أن يقتلوا المؤمنين فتلزمهم الكفارة وتلحقهم سبة، وهو معنى قوله: "فتصيبكم منهم" أي من جهتهم "معرة" أي مشقة بما يلزمهم في قتلهم من كفارة وعيب، وأصل المعرة: العيب مأخوذة من العر، وهو الجرب، وذلك أن المشركين سيقولون: إن المسلمين قد قتلوا أهل دينهم. )ا0هـ
وفي الآية دليل علي أن هناك مسلمون لم يعرف عنهم الإسلام يحكم لهم المسلمون بالكفر لكونهم في ديار كفر أما حكمهم عند الله فهو يعرف حالهم فهم مسلمون فكثير من المسلمين يخفون إسلامهم في ديار الكفر ولا يعرف المسلمون عنهم شيء هؤلاء حكمهم حكم الكفار حتي يعرف المسلمين عنهم الإسلام
أما في حالة قتال بلاد فيها مسلمون بنفس هذه الحالة يجب علي المسلمين دعوة المشركين إلي الإسلام ودعوة المسلمين المستخفين بإسلامهم إلي التميز عن المشركين حتي لا يقتلوا في وسط المشركين 

الفصل الثالث  من نقاتل ؟
اولا نقاتل المشركين كافة  ومنهم علي سبيل المثال
عباد الطواغيت والصالحين ممن يدعون الإسلام  في البلاد التي تدعي الاإسلا م والشيعة المشركون الذين يألهون اهل البيت وينكرون القران والسنة ويكفرون الصحابة 
نقاتل المشركين ممن لا يعترفون بربوبية الله ويدعون ان الحبياة مادة  من الشيوعيين والملاحدة في اسيا واوربا
نقاتل عباد البقر والشمس  وعباد الشيطان  من الهنود والصينيين واليابانيين وغيرهم كثير
قال تعالي({وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) } [التوبة: 36]
جاء في تفسير ابن كثير [4 /149]
وقوله: { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً } أي: جميعكم  { كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً } أي: جميعهم، )ا هـ
وقال تعالي({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)} [التوبة: 123]
جاء في تفسير ابن كثير [4 /237]
(أمر الله تعالى المؤمنين أن يقاتلوا الكفار أولا فأولا الأقرب فالأقرب إلى حوزة الإسلام؛ ولهذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال المشركين في جزيرة العرب، فلما فرغ منهم وفتح الله عليه مكة والمدينة، والطائف، واليمن واليمامة، وهجر، وخيبر، وحضرموت، وغير ذلك من أقاليم جزيرة العرب، ودخل الناس من سائر أحياء العرب في دين الله أفواجا، شرع في قتال أهل الكتاب، فتجهز لغزو الروم الذين هم أقرب الناس إلى جزيرة العرب، وأولى الناس بالدعوة إلى الإسلام لكونهم أهل الكتاب، فبلغ تبوك ثم رجع لأجل جهْد الناس وجَدْب البلاد  وضيق الحال، وكان ذلك سنة تسع من هجرته، عليه السلام.)ا هـ
وفي هذه الاية من الوضوح ان المسلمين يقاتلون المشركين الذين هم اقرب لهم  من عباد الطواغيت وعباد الصالحين وذلك بعد دعوتهم والتميز عنهم وإعداد العدة التي ترهبهم   وفي مسند أحمد - (9 / 123)
، عن حسان بن عطية ، عن أبي منيب الجرشي ، عن ابن عمر ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بالسيف حتى يعبد الله ، لا شريك له ، و جعل رزقي تحت ظل رمحي ، و جعل الذلة و الصغار على من خالف أمري ، و من تشبه بقوم فهو منهم)ا هـ
عن أبي مالك ، عن أبيه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله .
وفي صحيح ابن حبان الجزء الأول وفي المعجم الكبير الجزء الحادي والعشرين ومسند أحمد الجزء الثاني والثلاثين والسادس والخمسين
عن أبي مالك ، عن أبيه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله .

وقال تعالي{قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (16)} [الفتح: 16]
تفسير ابن كثير [7 /339]
وقوله: { تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ } يعني: يشرع لكم جهادهم وقتالهم، فلا يزال ذلك مستمرا عليهم، ولكم النصرة عليهم، أو يسلمون فيدخلون في دينكم بلا قتال بل باختيار.)ا هـ
وقال تعالى: (قُل لِلّذِينَ كَفَرُوَاْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنّةُ الأوّلِينِ وَقَاتِلُوهُمْ حَتّىَ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لله فَإِنِ انْتَهَوْاْ فَإِنّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌوَإِن تَوَلّوْاْ فَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَىَ وَنِعْمَ النّصِيرُ) [سورة: الأنفال38/39/40)
جاء في تفسير ابن كثير
(يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم "قل للذين كفروا إن ينتهوا" أي عما هم فيه من الكفر والمشاقة والعناد ويدخلوا في الإسلام والطاعة والإنابة يغفر لهم ما قدسلف أي من كفرهم, وذنوبهم وخطاياهم كما جاء في الصحيح من حديث أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية, ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والاخر" وفي الصحيح أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الإسلام يجب ما قبله والتوبة تجب ما كان قبلها" وقوله "وإن يعودوا" أي يستمروا على ما هم فيه "فقد مضت سنة الأولين" أي فقد مضت سنتنا في الأولين أنهم إذا كذبوا واستمروا على عنادهم أنا نعاجلهم بالعذاب والعقوبة., وقال الضحاك عن ابن عباس "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة", يعني لا يكون شرك, , وقال محمد بن إسحاق: بلغني عن الزهري عن عروة بن الزبير, وغيره من علمائنا, حتى لا تكون فتنة, حتى لا يفتن مسلم عن دينه, وقوله "ويكون الدين كله لله" قال الضحاك: عن ابن عباس في هذه الاية, قال يخلص التوحيد لله, وقال الحسن وقتادة وابن جريج "ويكون الدين كله لله" أن يقال لا إله إلا الله, وقال محمد بن إسحاق: ويكون التوحيد خالصاً لله, ليس فيه شرك, ويخلع ما دونه من الأنداد.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: "ويكون الدين كله لله", لا يكون مع دينكم كفر,)ا هـ
ثانيا - نقاتل اليهود والنصاري
-قال  تعالى: (قَاتِلُواْ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلاَ يُحَرّمُونَ مَا حَرّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقّ مِنَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتّىَ يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) [التوبة: 29]
جاء في تفسير الواحدي
(" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر " يعني : كإيمان الموحدين ، وإيمانهم غير إيمان إذا لم يؤمنوا بمحمد " ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله " يعني : الخمر والميسر " ولا يدينون دين الحق " لا يتدينون بدين الإسلام " حتى يعطوا الجزية " وهي ما يعطى المعاهد على عهده " عن يد " يعطونها بأيديهم ، يمشون بها كارهين ، ولا يجيئون بها ركبانا ، ولا يرسلون بها " وهم صاغرون " ذليلون مقهورون يجرون إلى الموضع الذي تقبض منهم فيه بالعنف ، حتى يؤدوها من يدهم ).ا هـ
جاء في السيرة النبوية لابن كثير [4 /101]
(ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى نجران قبل أن ينزل عليه طس سليمان " باسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، من محمد النبي رسول الله إلى أسقف نجران أسلم أنتم، فإنى أحمد إليكم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ; أما بعد فإنى أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم آذنتكم بحرب والسلام ".)ا هـ
وللمزيد ارجع إلي كتاب الاسلام وقضية الحكم علي الناس

الباب الثالث عدم الربط بين التكفير والتفجير
بعد ان وضحنا ان مسألة تكفير المشركين امر واجب علي المسلمين وهو من الكفر بالطاغوت ووضحنا من هم المشركون الذين من لم يكفرهم يكون مشركا مثلهم  ووضحنا من نقاتل ومتي نقاتل  يتضح المر أن هناك فرق بين التكفير وبين القتال  واستحلال الاموال والاعراض  واننا في مرحلة دعوة إلي االتوحيد ولا يجوز لنا القتال إلا إذا دعونا الناس إلي التوحيد وتميزنا عنهم واعددنا العدة لقتالهم  وبعد ذلك نقاتل الاقرب فالاقرب
فلا يكون همنا القتال وسفك الدماء بل  يكون   همنا دخول الناس في الإسلام  وان نخرجهم من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد ومن جورالاديان إلي عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلي  سعة الدنيا والأخر وان نكون سبب في دخولهم الجنة لا سبب في دخولهم النار ودعوة الرسول خير دليل
جاء في صحيح البخاري [11 /8]
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ
أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا)ا هـ

وأخيرا نسأل الله ان نكون قد رددنا علي اكثر الشبهات حول التكفير والتفجير وأن نكون من المسلمين الذين لا يبغون غير الله ربا ولا غير الله إلها ولا غير الله وليا ولا غير الله حكما ولا يعبدون غير الله ولا غير الله يتقون ولا غير الله يدعون ولا غير الإسلام دينا يبغون  اللهم آمين
وصلي الله علي محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا



No hay comentarios:

Publicar un comentario