domingo, 16 de octubre de 2011

احكام التبعية





بسم الله الرحمن الرحيم
لا رب لنا غيره ولا معبود لنا سواه


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى من أتبع هداه .. أما بعد ؛
فهذه  مذاكرة أحد عوام المسلمين  مع الشيخ الكريم أبو مريم :

بارك الله فيك يا شيخ فهذا أصل حق نعتقده ونقره ونعمل به فقد أمرنا بالظاهر والله يتولى السرائر .
                       وستكون مذاكرتنا المتواضعة هذه في تفصيل هذا الأصل .. ألا وهو ؛
      
ماهي الأقوال والإعمال الظاهرة التي إذا فعلها الشخص يكون قد أظهر إسلامه عندنا
        فلا نشق بعدها عن قلبه وسريرته ، ولا نلتفت بعدها لعموم ، ونقبل منه ظاهر إسلامه ولو كان مكرها أو خائفا أو منافقا، ؟ ؟ ؟ .
فهل هذه الدلالات ثابتة مطلقة معتبرة في كل شخص من بني آدم . أم هناك تفصيل لابد من توضيحه وتقريره والإتفاق عليه بإذن الله تعالى ؟؟؟ .
 والله نسأل أن يهدينا ويوفقنا ويرشدنا ويعلمنا ويفقهنا في ديننا وفيما يحب ويرضى ويجمع شملنا






                                              ? -  طالب النجاة  -


الحمد لله العليم الخبير به نستجير وإليه المصير :
      أول مايجدر بالذكرى ههنا هو السبيل التي سلكها أنبياء الله عليهم السلام في الدعوة إلى الله ..
فقد أتفقت دعوتهم إلى توحيد الله والإخلاص في عبادته  ؛ وبلغوا الرسالة و أدوا الأمانة التي كلفوا بها على أكمل وجه و لا تدل استجابة الناس لهم على اختلاف أعدادهم  أو عدمها دليل على تقصير من طرفهم في دعوة الناس و إيصال المعلومة لهم ..
   فالخطاب الذي وجهوه لمن أصبحوا من بعد أنصار الله و أصحاب وحواريون.. هو نفسه الخطاب الذي وجهوه لمن شمروا  لهم بساق العداوة والبغضاء فقال تعالى مجملا دعوتهم جميعا : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }النحل36 .
   وقد كان المكذبين أنواعا شتى : فمنهم من قال ( أنا أحي وأميت ).. ومنهم من عرف الرحمن وكذب رسله فقال ( مأنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون ) ، ومنهم من أنكر ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً ) .. ومنم من أنكر الإخرة ( إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ) ومنهم من شك فيها ( وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً ) .. ومنهم من أرادها ولم يسعى لها سعيها وغفل عنها ...
   ومنهم من دعاء من دون الله بعلا .. وأخرون ودا وغيرهم اللات والعزى ..وبعدهم دعيت من دون الله كل قبة تحتها وثنا ..  ومنهم من غالى في الأنبياء والأحبار والرهبان ( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ومنهم من جافاهم وعاداهم ( أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ )..
   ومنهم من جعل ولائه لغير المسلمين ( وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ومنهم من جادل عنهم وعن إعراضهم ( هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ) ومنهم من فضلهم على الموحدين ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً ) ، ومنهم من ساواهم بالمسلمين ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون ) ، ومنهم ومن حكم بغير مأنزل الله تعالى ، ومنهم من تحاكم للطغاة ومنهم من عبد القبور ومنهم من عبد القصور ...........................
  وهكذا ملل ونحل وشيطان لعين لايعرف الملل يدعوا الناس إلى الزيغ والزلل .. وكل يعمل على شاكلته وماتهواه نفسه أو أنفس من يعبدونهم أو يتبعونهم أو يطيعونهم على غير بصيرة ودليل من الله سبحانه .

   فكانت رحمة الله تعالى بإرسال الرسل عليهم السلام لترجيع من شرد وضل من الناس إلى  الصراط المستقيم .. وعالجوهم كل بحسب أمراض قومه وسبيل الغي التي سلكوها ..  ولما كنت دعوة خاتم المرسلين للناس كافة كان من الطبيعي أن تشمل كل الأصناف ودعوة للرجوع  تخاطب جميع السبل الخارجة عن سبيل الله القويم سبحانه ..
فإستجابمن تاب وتراجعوا كل من الجهة التي زلت قدمه منها .. وطرق الباب الذي خرج هو وقومه منه .
  جاء في أحكام القران للجصاص 5_44 قوله [:" فَعَلِمْنَا أَنَّ قَوْلَ : " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " إنَّمَا كَانَ عَلَمًا لِإِسْلَامِ مُشْرِكِي الْعَرَبِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَعْتَرِفُونَ بِذَلِكَ إلَّا اسْتِجَابَةً لِدُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَصْدِيقًا لَهُ فِيمَا دَعَاهُمْ إلَيْهِ .
أَلَا تَرَى إلَى قَوْله تَعَالَى : { إنَّهُمْ كَانُوا إذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } ، وَالْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يُوَافِقُونَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى إطْلَاقِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَإِنَّمَا يُخَالِفُونَ فِي نُبُوَّةِ النَّبِيِّ ، فَمَتَى أَظْهَرَ مِنْهُمْ مُظْهِرٌ الْإِيمَانَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ مُسْلِمٌ ."اهـ .
 فركّز على مشركي العرب وقريش بدعوتهم إلى نبذ الأصنام و البراءة منهم و إفراد الله بكل ما صرفوه لتلك الأصنام مع الله أو من دونه . لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ) ( وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ )
   .. و ركّز على أهل الكتاب بدعوتهم إلى نبذ عبادة الأحبار و الرهبان.. قال تعالى ": {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64.......................

 وخلاصة الكلام أنه يجب الوقوف و لو للحظة مع واقع الناس قديما وحديثا ومعرفة الطريق التي سلكها القوم فضلوا بها عن الإستقامة .. و كذا دعوة الأنبياء ومن سار على نهجهم و دعوة غيرهم ممن يتصدرون الدعوة في واقعنا و لنطرح بعض التساؤلات حول ذلك :
فهل المتصدرين لدعوة الناس اليوم ساروا وفق النهج المرسوم الذي أراده الله تعالى فبينوا للناس طواغيت عصرهم و أعلموهم انه لا إسلام بدون الكفر بهذه الطواغيت ؟
و هل هؤلاء الدعاة فقهوا حقيقة التوحيد أم هم جماعات و أحزاب مختلفون حتى في تحديد المعنى الحقيقي للطاغوت فضلا على أن يكفروا به أو يبلغوه لغيرهم و فاقد الشيء لا يعطيه ؟  
و أن الأقرب للحق هم القلة القليلة فضلا عن أصحابه وقد عاد الدين غريبا كما بداء ومأكثر نسبة بعث النار نجانا الله منها ومن أهلها ودعاتها ...

هذا من جهة و من جهة أخرى مغايرة لما ذكرناه نتناول فيه المدعوين و أحوالهم بعيدا عن الدعاة ...
    وهذه مجرد مقدم عامة لمذاكرتنا ، وقد نعلم أن مثل هذا على الشيخ لايخفى ولكن ذكرى .

  وقد حان الآن آوان الدخول والحديث عما في قلوبنا يجول .. فعسى مبلّغ أوعى من سامع  والكل مسؤل :

1-  من المعلوم أن الناس يكونوا مسلمين ثم يرتد فريق منهم ثم يصبحوا كفارا أصليين بعد حين ..
فما هو الفرق بين المرتد والكافر الأصلي  ؟ و ماهي المراحل التي تمر بها الطائفة المرتدة حتى يصبحوا كفاراً أصليين ؟

    فالحق الذي نعتقده في هذا هو : أن الردة قد تقع في المسلمين فيكون أبناؤهم مرتدين تبعا لهم ( خصوصا من ولد منهم بعد الردة [1]  ) .. فإذا بلغ الأطفال سن الرشد و استمروا على الكفر صاروا كفارا أصليين لأنهم لم يدخلوا في الإسلام منذ البلوغ.. ويصير أبناء الأبناء كفارا أصليين تبعا لآبائهم وهكذا إذا بلغوا.. حيث لم يدخلوا في الإسلام لا تبعا ولاحين البلوغ .
 فتتحول الطائفة من الإسلام إلى الردة إلى الكفر الأصلي بهذا التسلسل الواضح في المراحل..  إسلام/-  ردة ـ.. كفر أصلي
    وبتقدير كم سنوات مكث الجيل .. وسن البلوغ عند جمهور العلماء خمسة عشر عاما تقديرا .. نستطيع الحكم على طائفة أو أمة ما بأنها كفار أصليين بعدما كان أبأهم أو أجدادهم موحدين ثم  ارتدوا .
 وهذا ضابط واضح لمعرفة الفرق بين المرتدين والكفار الأصليين .
  والناظر في تاريخ الأمم يجد مثلا ؛ أن الناس في بدء الخلق كانوا أمة واحدة على التوحيد.. ثم أغواهم الشيطان اللعين للمعاصي والبدع ثم للشرك فكانت ردة ثم كفرا أصليا مترسخا حتى أرسل الله نوحا عليه السلام إلى قومه .. ثم طهرت الأرض من الشرك بإغراقهم ثم  ارتد أقوام منهم إلى الشرك ثم صاروا كفارا أصليين حتى بعث الله صالحا عليه السلام {( َاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ }) {( وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ }) الأعراف..
    ثم تكررت نفس المراحل في قوم إبراهيم عليه السلام  {( َقالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )} الأنبياء 54 .. فقد كانت ردة في الأجداد والآباء تبعهم عليها الأبناء.. فصارت كفراً أصليا ..فأرسل الله لهم نبيه إبراهيم عليه السلام .. وهكذا سيرة الأمم عبرالسنين ، يتغلب التوحيد ثم يبتعد الناس تدريجيا حتى يتركوا الدين ثم يصروا على ردتهم .. جيلا بعد جيل حتى يصبحوا كفارا أصليين..{(  إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ )}الصافات .
 وهكذا تاريخ اليهود والنصارى ( أصحاب موسى وعيسى عليهما السلام ) حيث تحولوا على مر السنين من الدين الخالص إلى الشرك والتنديد ـ ردة ثم كفراً أصليًا ـ ..
قال تعالى :{( قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ }}الأعراف129 {( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً )}مريم59 {( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ }) الأعراف
{( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ )}الصف14 ..
وها أنت ذا ترى يا شيخ كيف نصف الآن أحفاد أولئك النصارى الحواريين ( بالكفار الأصليين )
ولا نقول إنهم مرتدين لأن أبائهم وسلفهم كانوا مسلمين ؟!!؟.
   وكذلك كفار قريش كان أجدادهم الأوائل موحدين على ملة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام .. إلى حين مجيء طاغية قريش عمر بن لحي في أحد أجيالهم فأرتد معظم العرب ثم أصبحوا كفارا أصليين مع تمسكهم ببقايا وآثار من دين أبيهم إبراهيم عليه السلام إلى حين بعث خاتم المرسلين عليه السلام .. يدعوهم للعودة لملة أبيهم إبراهيم الحقة الحنفية السمحة..{( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ )} الحج . ودخل الناس في دين الله أفواجاً .. ثم مضت قرون فاضلة ثم دب داء الأمم فكثرة المعاصي و البدع ثم دخل الشرك من جديد بأثواب قديمة وجديدة .. فخرج الناس من دين الله أفواجا أجيالا متعاقبة .. وهذا حكم مطرد في كل من يترك إتباع الهدى من الأمم والطوائف السائرة في الضلال والشقاء .. ([2] )
قال الله تعالى ({ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ }) المؤمنون44{( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)}يوسف111

والشاهد من مذاكرة هذا الموضوع هو :   
الرد على زلل من يصف طغاة اليوم بأنهم  ( مرتدين ) ؟؟!!! فياليث شعري متى دخل هؤلاء الإسلام حتى يقال أنهم ارتدوا عنه .. سبحان الله !!؟؟
 اللهم إلا زيادة كفرا بعد كفر بعدما أتاهم الله الملك  .. فلم يكن لهم يوما حال يمكن أن نصف إسلامهم وتوحيدهم  .
وكذا من يقول بأن الأصل في الناس الإسلام .. أفلا إلتزم هؤلاء مذهبهم الباطل هذا وحكموا على اليهود والنصارى وقريش أن الأصل فيهم الإسلام حيث أن الحجة عندهم هي سلفهم وأجدادهم ، فقد توحدت العلة فليصدقوا إذا في القياس ..! فإن كان لقومهم شبهة بعض الدين الذي يؤمنون به فلأولئك بعض الدين من بقايا أنبياؤهم؟؟!!
        أم {( أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ )}القمر43 والله المستعان .
                                    فهل يتفق معنا الشيخ الكريم في هذا ؟

2- ما الفرق بين المنافق والمرتد ؟ وهل يصح لمن يظهر الكفر الأكبر أن يسمى منافقا ؟

فالحق الذي نعتقده في هذا هو : أن المنافق هو من يظهر الإسلام ويبطن الكفر( إما في نفسه وإما حين يخلوا مع شياطينه ومن على شاكلته ) .. فحكمه الظاهر هو الإسلام  ، وعند الله هو كاذب كفّار .. وفي الأخرة يجتاز الصراط  بدون نور ثم يضرب بينه وبين المؤمنين بسور له باب ولايدخل الجنة مع الداخلين ، ويلقى في الدرك الإسفل من النار . والعياذ بالله .
وللمنافقين سمات وعلامات ظاهرة كالتكاسل عن الصلاة وقلة ذكر الله ، والتخلف والتباطيء عن الجهاد ونصرة المسلمين بأعذار ، وأمرهم بالمنكر ونهيهم عن المعروف ، والمسارعة والترحيب لأعداء الله ،..........  .
 فهذه سمات لايحكم بكفرهم بها . ولكنها علامات لأخذ الحذر منهم وعدم الثقة بهم ولا الإعتماد عليهم في المهمات وفي عدم التشبه بهم .. ونحو هذا .
أما المرتد فهو من ظهر منه الكفر .. سواء كان مسلما ظاهرا وباطنا قبل هذا أو منافقا  .
ولهذا لايصح أن يقال للطغاة الظاهرين للكفر البواح الصراح وأتباعهم أنهم ( منافقين ) وأنهم أبناء سلول وووو ) فهذا حكم  ضمنا بإسلامهم الظاهر [3].. ؟!!
اللهم إلا تجاوزا وتعبيرا عما يحسبون هم أنهم عليه من دين وحق وإصلاح . والله أعلم .
                                فهل يتفق معنا الشيخ الكريم في هذا ؟


3- هل هناك خلاف بين أهل السنة والجماعة وبين الفرق الأخرى مثل الخوارج والمرجئة والمعتزلة ... في تكفير المشركين ؟ وهل كان أصل الخلاف بينهم في ( أهل الكبائر والذنوب دون الشرك ) أم فيمن يفعل الشرك الأكبر ؟

  فالذي نعلمه من الحق في هذا هو ؛ أن أصل الخلاف كان على ( عُصاة الموحدين ) أهل الذنوب والكبائر - دون الشرك – ؛
 فالخوارج يخرجونهم من الإسلام بإعتبار دخول الأعمال في الإيمان .. والمرجئة يعتبرونهم كاملي الإيمان بإعتبار خروج الأعمال من الإيمان .. والمعتزلة يعتبرونهم بمنزلة المنافقين ( منزلتين ) .. وأهل السنة والجماعة يعتبرونهم ناقصي الإيمان ماداموا لم يفعلوا مايضاد أصل إيمانهم وهو الكفر والشرك الأكبر ..
ولكن جميع الفرق لم تختلف في تكفير المشركين والبراءة منهم ومما بعبدون من دون الله ..
وإن كان كان بعض أهل السنة في مجادلتهم للفرق قد يلزمون المرجئة وغيرهم في عدم تكفير من يسجد للصنم ونحوه إذا قال أنا مصدقا للتوحيد بقلبي ... ولكن المرجئة يكفرون من يفعل الشرك ولايتوقفون فيه ولايعذرونه بالجهل ... هذا مذهبهم وإنما يقولون فعله للشرك علامة على إنخرام أصل الإيمان في قلبه فهو كافر بتلك العلامة وليس بنفس الفعل !! ولكنه كافر هذا الذي يهمنا نحن الآن في هذه المذاكرة ...... .
وعلى هذا لايصح أبدا قياس  ؛                                                         فرق الأمس التي تجادل عن عصاة الموحدين < > بمن يجادل اليوم عن المشركين والطغاةوعـبّادهم .. ويريد أن يواليهم ويؤاخيهم ويدخل في أحزابهم وجيوشهم ويجمع بين النقيضين .. شتان شتان  ..  سبحان الله !
ومضمون هذا القياس الباطل هو أن فرق اليوم  التي تجادل عن الطغاة والمشركين مبتدعة فقط كمرجئة الأمس .. وليسوا إخوان الكافرين !! والله المستعان .



فهل يوافقنا الشيخ  الكريم في هذا ؟





4-  ماهو الأثرالعملي  الذي يستفاد من معرفة العموم ( أي حكم ماعليه عموم الناس من كفر أو إسلام ) .. أو ماتواتر عن الناس من نواقض للإسلام وأشتهر عنهم ( كما تواتر عن اليهود أنهم ينكرون رسالة محمد أو النصارى بألوهية عيسى ابن مريم عليه السلام أو بأهل اليمن أنهم يصدّقون مسيلمة الكذاب أو بمنع الزكاة ... كذلك ماتواتر وأشتهرعن أقوامنا الآن من شرك القبور والحاكمية والولاء ... ) فمالذي تفيده هذه المعلومة بالنسبة للمسلم في واقع حياته وأثرها في الأحكام الشرعية ؟؟
  

  فالحق الذي نعتقده وندعوا إليه هو : أن ( الواقع ) أحد طرفي الدليل ولابد من إعتباره حتى نتمكن من التوصل للحق والحكم به .. وإنزال مايناسبه من أحكام شرعية ([4] ) .
  وبالتالي فإن واقع من أشتهر عليهم وتواتر ناقض من نواقض الإسلام .. لن تعتبر في حقهم أي دلالة على الإسلام حتى نعرف معتقدهم في ذلك الناقض .
> فمانعي الزكاة مثلاً لن نعتبر في حقهم دلالة النطق بالشهادتين أو الصلاة والحج والجهاد وووو حتى نعرف تراجع الشخص منهم عن منعه للزكاة والإقرار بوجوبها .
> أتباع مسليمة الكذاب لن يعتبر في حقهم أي دلالة أخرى قبل معرفة حكم مسليمة عندهم .
> اليهود في عهد رسول الله معرفة إقرارهم بنبوة محمد عليه السلام .. وعيسى ابن مريم عليه السلام 
> النصارى معتقدهم في عيسى و محمد عليهما السلام .
 ....................................................... الخ .
 فهكذا نتعامل مع الحكم الشرعي في أنزاله على الواقع المناسب له .. لكل أمة وكل طائفة تواترعنها ناقض أو أكثر .. ويكون التعامل مع الأفراد على هذا الأساس أيضا .
وهكذا يكون التعامل مع أقوامنا والطوائف التي يشتهر عنها ناقض ما أو أكثر ويتواتر ..      فليست دلالة إسلام الشيعي كدلالة إسلام مدعي السلفية أو الجهاد أو القبوري من الطوائف المختلفة . وكتب السلف مليئة بشرح إختلاف إعتبارات دلالة الإسلام على حسب إشتهار معتقد الطائفة أو الشخص .
وبهذا الحق والتفصيل المبين يمكننا والحمد لله توضيح كل المتشابهات الواردة  في الأحاديث الصحيحة المطلقة ، عن النطق بالشهادة أو بإلقاء السلام أو الأذان أو بقبول علامة إسلام المكره أو الخائف ... وغيرها من القرائن ..
حيث المطلب هو اعتبار العلامة أو الدلالة وليس في قبول إسلامه .

وهذا أوآن الشروع في توضيح بعض ماأشتبه في هذه المسألة بإذن الله :


الحمد لله ، لا يجوز أبدا لمن أظهر الإسلام أن يقال له أنت كافر ( بل يقال من أظهر الإسلام حكمنا بإسلامه وقبلناه منه ) هذا أصل محكم وحق مبين لا جدال فيه بدأنا به و اتفقنا عليه ..
 
  ولكن نحتاج لتوضيح نوع الردة أو الكفر التي وقع فيها القوم لمعرفة ( الدلالة على الإسلام أولا ) .. والتي تكون من أظهرها منهم تخصيصا لذلك العموم ..
ثم بعدها الكلام كله حق ولا خلاف فيه .

يوضح هذا مثلا : دار مسيلمة الكذاب مثلا  أو مانعي الزكاة قد عرفنا نوع الردة التي وقع فيها القوم وأشتهر معتقدهم وتواتر ..
فالشخص المعين منهم إذا أظهر إسلامه E( بتكذب مسيلمة أو إقراره بالزكاة وتأديتها )     
  يقبل إسلامه ظاهرا ولا يجوز قتله ولو كانت هناك علامات على أنه قالها خوفا أو نفاقا ..[5]

   وأيضا لا يؤثر بعدها كون عموم مسيلمة يحكم تلك الدار أو انتشار تصديقه في أهل اليمن ..   فلا يؤثر ذلك العموم حينما عرفنا أن هذا الشخص المعين يكذّب مسيلمة ويبرأ منه وممن يصدقه . فتكذيبه لمسيلمة تخصيص لعموم ما عليه قومه من ردة بتصديق مسيلمة الكذاب .

  أما إذا رأيناه يصلي أو يحج أو يجاهد في سبيل الله أو يعطي محاضرات في التوحيد وووو فهذه ليست دلالة إظهار الإسلام في حقه لاعقلا ولاشرعا ..!! لأن الدلالة المطلوبة في حقه هي E ( البراءة من مسليمة )
   ولهذا نجد الحوار الذي كان بين خالد بن الوليد ومجاعة -  من قوم مسيلمة الكذاب - عن تبعيته لمسيلمة وعدمها .... وليس عن الصلاة وإلقاء السلام والنطق بالشهادة والآذان...... وإلا لكان الصحابة في معركة اليمامة قد أرتكبوا جرما كبيرا بقتلهم المصلين الذين يشهدون الشهادتين ويلتزمون بجميع شعائر الإسلام الظاهرة من قوم مسيلمة ؟!!!!؟؟ وحاشاهم رضي الله عنهم .
  أما إذا ارتد قوم بترك الصلاة واعتقاد عدم وجوبها عليهم مثلا وأشتهر عنهم ذلك وتواتر... هناك نعم نعم من رأيناه يصلي منهم فقد أظهر إسلامه ولايكشف عن باطنه ولاينظر لعموم ماعليه قومه ولا لخوفه وقد أظهر دلالة معتبرة في حقه .

وعلى هذا نستطيع القول
Cuadro de texto: أن حكم العموم يستفاد منه في معرفة نوع الناقض الذي ارتد به القوم حتى نعرف الدلالة المعتبرة في ( إظهار الإسلام ) . ثم من يأتي بها يكون تخصيص لذلك العموم مما عليه قومه .


                                 وهذا واضح جدا لمن تدبره ............ والحمد لله وحده .

ويتضح أيضا معنى حديث المقداد بن الاسود رضى الله عنه انه حين قال : [ يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدىّ بالسيف فقطعها ثم لاذ عنى بشجرة ، فقال " أسلمت لله " أفاقتله ؟ ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاتقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله و إنك بمنزلته قبل أن يقول الكلمه التى قالها [متفق عليه .
( أسلمت لله ) هذه كانت دلالة وقول معتبر في حق ذلك الرجل من الكفار .. ولكن أي كفار ؟؟ هل ياترى الصحابي يقصد في سؤاله كل الكفار حتى اليهود والنصارى وأي كافر أو يقصد ماعليه قومه والعرب من شرك وهو واقعه المحيط به ؟؟

  هنا لابد من تذكر ؛ أن العرب في عهد رسول الله كان معظمهم على الشرك وعبادة الأصنام مثل قريش تماما حتى إذ أسلمت قريش دخل الناس ( وهم العرب وليس كل الناس ) في دين الله أفواجا - بل الأوس والخزرج على عقيدة الشرك مثل قريش - .. فبإستثناء يهود المدينة ونصارى اليمن ونجران كانت الجزيرة معظمها على الشرك وعلى دين قريش أو دين عمر إبن لحي تخصيصاً .

فالكفار المقصود بهم في هذا الحديث مشركي العرب قطعا .. وقد كانت دلالة إسلام أحدهم النطق بالشهادة ( أو قوله أسلمت لله ) أو الصلاة أو السلام أو الأذان ..
هذا واقع لايمكن إغفاله أبدا لمن أراد فهم الحق في هذه المسألة والحكم به  .                 وقد ذكر هذا معظم شرّاح هذه الأحاديث من السلف فلتراجع بتدبر .
وكذا في حديث الرجل الذي قتله أسامة بعد النطق بالشهادة .. فقد كان الرجل من جهينة
من مشركي العرب .. وكذا قول رسول الله عليه السلام أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم إلاّ بحقها ) الحديث .
فمن هم الناس المقصودين في حديث رسول الله هذا.. ؟؟؟

  قطعا أنهم ليسوا اليهود في المدينة ولا الخوارج الذين أمر بقتلهم قتل عاد ولامانعي الزكاة ولا أتباع مسيلمة ..ولا حتى اليهود في العراق بعد إنتشار الدين الذي ثبت عنهم أنهم يشهدون الشهادتين ولكن يقولون أن محمد رسول للعرب فقط ..!
 فهؤلاء كلهم يقولون لا إله إلاّ الله فلماذا قاتلهم رسول الله عليه السلام وأصحابه من بعده ..؟؟!! ولو كان من عند غير الله لوجدنا فيه اختلافا كثيرا .. ولكنه دين قيم من لدن عليم حكيم خبير سبحانه .

فالناس ههنا هم مشركي العرب لابد من تذكر هذا جيدا لأنه الواقع الذي ينبني عليه الحكم الشرعي وتطبق عليه الأحاديث الصحيحة والآيات ويتوصل به لفهم الحق المراد
وتنسجم به الأدلة وتتجمع أطرافها .. وهو أحد طرفي الدليل ..
 وإلا كان الزيغ والضلال والتيه وأمواج التشابه المتلاطمة وتضارب الأدلة ونقصان أطرافها .
ومعلوم أيضا أن رسول الله عليه السلام قد إكتفى  من عمه وقومه ومشركي العرب  بالنطق بالشهادة .. وحين هاجر للمدينة لم يكتفي من اليهود بها حتى يقروا بأنه رسول الله ([6].).
   ثم حين إنتشر الإسلام بعد عهد الرسول عليه السلام لم يكتفي العلماء من اليهود بالشهادتين حتى يقروا بأن محمداً  رسول الله للناس كافة .. يراجع شروح العلماء للأحاديث ....

 فما سبب هذا التغييرمن رسول الله  في اعتبار القرينة الدالة على الإسلام من قوم إلى قوم .. وماهو الضابط  الشرعي له ؟
       فهذا هو محل الإشتباه وقد تم تفصيل الجواب بفضل الله ولا اختلاف والله أعلم .

                             
                                        فهل يوافقنا الشيخ الكريم في هذا ؟



5-  ماهو الأثرالعملي  الذي يستفاد من معرفة أحكام الديار ( دار كفر أو إسلام ) أو لماذا جعلت الشريعة أحكام التبعية (  تبيعية الدار أو تبعية الأبوين أو السابي )  ؟

والذي نعتقده الحق في هذه المسألة هو :
أن أحكام الديار من الأحكام العملية التي جعلت - حين الحاجة - للتعامل مع من لا يمكن معرفة حاله من الناس .. فيرجع لأحكام التبعية لكي يحكم على الشخص بها تبعاً حتى يتم التعرف على حاله ..
وهو أشبه بحكم إحتياطي بديل في أحوال خاصة تحتم عليك الفصل في حال الشخص ولايمكنك معرفة حالته ..( في الحروب وغيرها ) كالتيمم حين فقد الماء  . وهذا من سعة الشريعة وحكمتها العظيمة .
فالصغير يتبع حكم أبواه أو السابي حتى يعرب عن لسانه .. والكبير يتبع حكم الدار ..
وعليه فلابد من التفريق بين أحاكم التبعية ، وإعتبار القرائن .. فهما مسألتان مختلفتان .
يربط بينهما فقط من لم نعرف حاله ولم تظهر منه قرينة دالة على الإسلام ( في حقه ) ننتقل به لأحاكم التبعية ( الأبوان أو السابي أو الدار ) فيعامل تبعاً لهما في الأحاكم حتى نعرف حاله .

فهل الشيخ الكريم يوافقنا في هذا ؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أسئلة للتوضيح :

 # قوم  تواتر عنهم وأشتهر أنهم إرتدوا بمنع الزكاة .
فوجدنا أحدهم يؤدي زكاته أو يقر بوجوبها .. ووجدنا أخر منهم يصلي .. والأخر حاجاً ...
من من هؤلاء قد أظهر إسلامه ؟ ولايجوز قتله حتى وإن أقر بها خائفاً ، ولا الشق عن قلبه ( أي سريرته وباطنه )؟

#  قوم تواتر عنهم  وأشتهر أنهم إذا ركبوا الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فإذا نزلوا للبر إذا هم يشركون في الدعاء غير الله تعالى  .

فهل يكون مظهرا لإسلامه من رأيناه منهم يدعوا الله مخلصا له الدين فوق السفينة ؟


#  إلتقينا  بثلاثة أشخاص :

* أحدهم من قوم تواتر وأشتهرعنهم إذا قيل لهم لا إله إلاّ الله يستكبرون ويأبون النطق بشهادة التوحيد ..
* والأخر من قوم تواتر وأشتهر عنهم أنهم ينطقون بالشهادة ولكنهم لايقرون بأن  محمد رسول الله ..
* والثالث من قوم يقرون بالشهادتين ولكنهم يقولون محمد رسول للعرب فقط  ..
        فكيف يكون أظهار الإسلام المعتبر لهم ؟

# قوم أشتهرعنهم وتواتر أنهم يصدّقون بنبوة مسيلمة الكذاب .
وجدت أحدهم يصلي .. وأخر يقاتل الفرس في سبيل الله مع جيش مسيلمة ..
وأخر يلقي محاضرة يوضح فيها كذب مسيلمة وختام محمداً للرسل والأنبياء عليهم السلام .
      من سيكون مظهرا لإسلامه عندك من هؤلاء ؟



             ــــــــــــــــــــــــــــــ  والله أعلم وأحكم وهو الحكيم الخبيرــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض نقولات مفيدة في الموضوع :

ï  يقول محمد حسن الشيباني صاحب أبى حنيفة - رحمهما الله - :
[ باب الإسـلام : ذكرعن الحسن رضي الله عنه  قال : قال رسول الله r :{ أُمرت أن أقاتل ( الناس )حتى يقولوا : لا إله إلا الله  ، فإذا قالوها فقد عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها  ، وحسابهم على الله }
         قال : فكان رسول الله r يقاتل عبدة الأوثان ، وهم قوم لا يوحدون الله ، فمن قال منهم : لا إله إلا الله كان ذلك دليلا على إسلامه 
( والحاصل ، أنه يحكم بإسلامه إذا أقر بخلاف ما كان معلوما من إعتقاده ، لأنه لاطريق إلى الوقوف على حقيقة الإعتقاد لنا . ([7])
فنستدل بما نسمع من إقراره على إعتقاده ؛ فإذا أقر بخلاف ماهو معلوم من إعتقاده[8]  إستدللنا على أنه بدّل إعتقاده ) .. وعبدة الاوثان كانوا يقرون بالله تعالى ؛ قال الله تعالى : ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) ، ولكن كانوا لا يقرون بالوحدانية
 قال الله تعالى : ( إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستـكبرون )، وقال فيما أخبر عنهم : ( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عُجاب )
 فمن قال منهم :" لا إله إلا الله " فقد أقر بما هو مخالف لإعتقاده  ، فلهذا جعل ذلك دليل إيمانهم  ،[ فقال : " أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله " ]
 ويقول الشيباني - رحمه الله – [ .. وعلى هذا المانوية  وكل من يدعي إلهين ؛ إذا قال واحد منهم : "لا إله إلا الله  ، فذلك دليل إسلامه  .

   Gفأما اليهود والنصارى فهم يقولو ن  : " لا إله إلا الله ، فلا تكون هذه الكلمة دليل إسلامهم  -...وهم فى عهد رسول الله r  كانوا لايقرون برسالته ، فكان دليل الإسلام فى حقهم الإقرار بأن محمدا  رسول الله ؛   على ما روى عنه أنه دخل على جاره اليهودي يعوده ، فقال :( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ) ، فنظر الرجل إلى أبيه فقال له : أجب أبا القاسم ، فشهد بذلك ومات ، فقال r : " الحمد لله الذى أعتق بى نسمة من النار " ثم قال لأصحابه :" لو أخاكم " ...
  F .. فأما اليهود ببلاد العراق فإنهم يشهدون أن لا إله إلا الله  وأن محمدا رسول الله  ، ولكنهم يزعمون  أنه رسول إلى العرب لا إلى بني إسرائيل ، ويتمسكون بظاهر قوله تعالى :( هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم )
  فمن يقر منهم بأن محمد ا رسول الله - لا  يكون  مسلما - حتى يتبراء من دينه مع ذلك ، أو يقر  بأنه  دخل فى الإسلام ، حتى إذا قال اليهودى أو النصرانى  : أنا مسلم  أو أسلمت ([9])  - لايحكم بأسلامه  ،  لأنهم يدعون ذلك  ، فإن المسلم هو { المستسلم  للحق المنقاد إليه ، وهم يزعمون أن الحق ما هم عليه ،                                          
فلا يكون مطلق هذا  اللفظ فى حقهم دليل الإسلام  حتى يتبرأ من دينه مع ذلك ..
.. ولو قال المجوسي : أسلمت  أو أنا مسلم  ، يحكم بإسلامه  ، لأنهم لا يدّعون هذا الوصف لأنفسهم ويعدونه شتيمة ، يشتم الواحد منهم بها ولده  ، فيكون ذلك دليل الإسلام فى حقه  ] إنتهى
                                                              [كتاب السير الكبير- للشيبانى- بشرح الإمام محمد السرخسي ج1]
قال الإمام إبن رجب رحمه الله في شرحه لحديث من صلى صلاتنا وإستقبل قبلتنا ....
[ وقد دل هذا الحديث على أن الدم لا يعصم بمجرد الشهادتين ، حتى يقوم بحقوقهما ،
وآكد حقوقهما الصلاة ؛ فلذلك خصها بالذكر . وفي حديث آخر أضاف إلى الصلاة الزكاة
وذكر استقبال القبلة إشارة إلى أنه لا بد من الإتيان بصلاة المسلمين المشروعة في كتابهم المنزل على
نبيهم وهي الصلاة إلى الكعبة ، وإلا فمن صلى إلى بيت المقدس بعد نسخه كاليهود أو إلى المشرق
كالنصارى فليس بمسلم ، ولو شهد بشهادة التوحيد .
وفي هذا دليل على عظم موقع استقبال القبلة من الصلاة ؛ فإنه لم يذكر من شرائط الصلاة غيرها ،
كالطهارة وغيرها .
وذكره أكل ذبيحة المسلمين ، فيه إشارة إلى أنه لا بد من التزام جميع شرائع الإسلام الظاهرة ، ومن
أعظمها أكل ذبيحة المسلمين ، وموافقتهم في ذبيحتهم ، فمن امتنع من ذلك فليس بمسلم .
   وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمتحن أحيانا من يدخل في الإسلام ، وقد كان يرى في دينه الأول الامتناع من أكل بعض ذبيحة المسلمين ، بإطعامه مما كان يمتنع من أكله ؛ ليتحقق بذلك إسلامه ...  فروي أنه عرض على قوم - كانوا يمتنعون في جاهليتهم من أكل القلب ، ثم دخلوا في الإسلام - أكل القلب ، وقال لهم : ((أن إسلامكم لا يتم إلا بأكله)) .
فلو أسلم يهودي ، وأقام ممتنعا من أكل ذبائح المسلمين ، كان ذلك دليلا على عدم دخول الإسلام في
قلبه ، وهذا الحديث يدل على أنه لا يصير بذلك مسلما . ] إبن رجب فتح الباري شرح صحيح البخاري
أورد الإمام البغوي هذا الحديث بمصنفه القيم شرح السنة في الجزء العاشر تحت عنوان ( تحريم قتله إذا أسلم على أي دين كان ) وقال رحمه الله : [ هذا حديث متفق على صحته ...وفيه دليل على أن الكافر إذا تكلم بالتوحيد وجب الكف عن قتله .
قال الإمام : وهذا في الوثني الذي لا يعتقد التوحيد إذا أتى بكلمة التوحيد يحكم بإسلامه ثم يجبر على سائر شرائط الإسلام ..
F فأما من يعتقد التوحيد لكنه ينكر الرسالة فلا يحكم بإسلامه بمجرد كلمة التوحيد حتى يقول : محمد رسول الله فإذا قالها كان مسلما ً، إلا أن يكون من الذين يقولون محمد مبعوث للعرب خاصة فحينئذ لا يحكم بإسلامه بمجرد الإقرار بالرسالة حتى يقر أنه مبعوث إلى كافة الخلق ثم يستحب أن يمتحن بالإقرار بالبعث والتبرؤ من كل دين يخالف الإسلام وكذلك المرتد يعود إلى الإسلام عن الدين الذي انتقل إليه ) أهـ.(1)
                                                                                                  
وفي هذا كفاية والحمد لله



[1] - قال الإمام إبن قدامة رحمه الله [ فأما أولاد المرتدين فإن كانوا ولدوا قبل الردة فإنهم محكوم بإسلامهم تبعا لآبائهم ‏,‏ ولا يتبعونهم في الردة لأن الإسلام يعلو وقد تبعوهم فيه فلا يتبعونهم في الكفر‏,‏ فلا يجوز استرقاقهم صغارا لأنهم مسلمون ولا كبارا لأنهم إن ثبتوا على إسلامهم بعد كفرهم فهم مسلمون وإن كفروا فهم مرتدون ‏,‏ حكمهم حكم آبائهم في الاستتابة وتحريم الاسترقاق وأما من حدث بعد الردة فهو محكوم بكفره‏ ,‏ لأنه ولد بين أبوين كافرين ويجوز استرقاقه لأنه ليس بمرتد نص عليه أحمد وهو ظاهر كلام الخرقي وأبي بكر ] المغني كتاب المرتد ..
 فأ بناء الأبناء لاشبهة في كفرهم وأنهم ليسوا مرتدين لاتبعا ولاحكما  .
[2] - قال الإمام أبن قدامة بعد ما ذكر أنواع الدلالات على الإسلام وإعتباراتها في الأقوام قال > [ .. ولا فرق بين الأصلى والمرتد في هذا لأن ما حصل به الإسلام في الأصلي‏  ,‏ حصل به في حق المرتد كالشهادتين فعلى هذا لو مات المرتد فأقام ورثته بينة أنه صلى بعد ردته حكم لهم بالميراث‏,‏
   إلا أن
يثبت أنه ارتد بعد صلاته أو تكون ردته بجحد فريضة أو كتاب أو نبي‏,‏ أو ملك أو نحو ذلك من البدع التي ينتسب أهلها إلى الإسلام فإنه لا يحكم بإسلامه بصلاته لأنه يعتقد وجوب الصلاة ‏,‏ ويفعلها مع كفره فأشبه فعله غيرها والله أعلم‏.‏ ] المغني كتاب المرتد .
 والعجب أن كثيرا من الناس يحاولون التفريق يين المرتد والكافر الأصلي في  نوع الدلالة التي يدخل بها الشخص للإسلام  ؟!! . فلو إستمرأحفاد مانعي الزكاة منذ عهد أبوبكر رضي الله عنه إلى اليوم على نفس الناقض فهل سيبقوا مرتدين أم كفارا أصليين ؟؟ وماهي الدلالة على دخول أحدهم للإسلام ؟!
نعم هناك بعض الأحكام  التي يختلف فيها  المرتد على الكافر الأصلي  .. كعدم أخذ الجزية ونحوها  ... ولكن ليس في  إعتبار دلالة إسلام أحدهم  !

[3] - وقد طرحنا هذا السؤال على أحد الشباب المتحمس  : متى أرتد أؤلئك الطغاة ؟؟!! فقال : بعد إعانة الإمريكان على طالبان !! . فقلنا له هذا يعني أن التحاكم لمحكمة الظلم الدولية ومنظمتها  وإقرار قوانينها والتشريع والحكم بالقوانين الوضعية بدل الشريعة الإسلامية وإعتناق دين الديمقراطية ونحوه....
 كل هذا عندك إسلام لأن هؤلاء الطغاة يدينون به ويخلصون له من دون الله تعالى  منذ  بلوغهم  ؟؟!! فبهت .
[4] -  قال الإمام الشاطبى رحمه الله :[ كل دليل شرعى مبنى على مقدمتين :  *  أحدهما راجعة إلى تحقيق مناط الحكم                  *   *                                                           والأخر ترجع إلى نفس الحكم الشرعى ٍ] الموافقات الجزء الثالث .
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:[ ولايتمكن المفتى ولاالحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلاّ بنوعين من الفهم ؛
أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ماوقع بالقرائن والإمارات والعلامات حتى يحيط به علماً ..                            النوع الثانى : وهو فهم حكم الله  الذى حكم به فى كتابه أو على لسان رسوله فى هذا الواقع ثم يطبق أحدهما على الأخر ]  اعلام الموقعين .           

           
[5] - قال الإمام إبن قدامة رحمه الله [ وأجمع أهل العلم على أن الذ مي - إذا أقام على ما عوهد عليه -‏,‏ والمستأمن لا يجوز نقض عهده ولا إكراهه على ما لم يلتزمه ولأنه أكره على ما لا يجوز إكراهه عليه فلم يثبت حكمه في حقه‏,‏ كالإقرار والعتق .
   وفارق الحربى والمرتد
فإنه يجوز قتلهما وإكراههما على الإسلام بأن يقول‏:‏ إن أسلمت وإلا قتلناك فمتى أسلم‏,‏ حكم بإسلامه ظاهرا وإن ما ت قبل زوال الإكراه عنه فحكمه حكم المسلمين لأنه أكره بحق فحكم بصحة ما يأتى به‏ ,‏ كما لو أكره المسلم على الصلاة فصلى .
   وأما في
الباطن فيما بينهم وبين ربهم‏ ,‏ فإن من اعتقد الإسلام بقلبه وأسلم فيما بينه وبين الله تعالى فهو مسلم عند الله‏ ,‏ موعود بما وعد به من أسلم طائعا ، ومن لم يعتقد الإسلام بقلبه فهو باق على كفره‏ ,‏ لا حظ له في الإسلام سواء في هذا من يجوز إكراهه ومن لا يجوز إكراهه ‏,‏ فإن الإسلام لا يحصل بدون اعتقاده من العاقل بدليل أن المنافقين كانوا يظهرون الإسلام ويقومون بفرائضه ‏,‏ ولم يكونوا مسلمين ] المغني - كتاب المرتد.                   وهذا يوضح تماما معنى حديث المقداد إبن الأسود رضي الله عنه في سؤاله عن قبول إسلام الخائف .... سياتي  . 

[6] -  يمكنك  ملاحظة  الفرق  واضحا  في حالة إحتضار عمه  أبو طالب وإحتضار إبن  جاره اليهودي  في إختلاف إعتبار الدلالة  على الإسلام  . فلو قال اليهودي     لا إله إلا الله لم تكن دليلا على إسلامه .. ولو قالها أبو طالب لأعتبرت ؟!
[7] - هذه النتيجة مهمة مهمة مهمة جدا في الموضوع فمن تدبرها فهم المقصد وعرف الحق المبين .
[8] - وهذه المعلومة قد تكون مما أشتهر على القوم وتواتر ..وهذا مايدل عليه سياق الكلام بعدها ... أو قد تكون معلومة عن ذلك الشخص بعينه .. وهذا أيضا يشمل ماقررناه ولاتعارض بين معرفة حال المعين أو ماتواتر عن قومه من نواقض الذي هو منهم .. فالمعلومة تفيد عدم إعتبار أي دلالة أخرى قبل هذا الناقض .
[9]  - نقارن هذا الكلام القيم للإمام ..بحديث المقداد رضي الله عنه حين سال رسول الله عليه السلام عن من قطع يده وقال ( أسلمت لله ) سنعرف أن لواقع القوم أهمية في إنزال وأعتبار الدلالة . والله الهادي لكل مهتد .
(1) شرح السنة – البغوي جـ 10 .

No hay comentarios:

Publicar un comentario