لا عذر بالجهل في أصل الدين
![]() | ![]() | |
من الشبه التي يستدل بها المضلون وما أكثرهم شبهة العذر بالجهل ومن جملة ما يقولون كيف تكفرون الناس وهي جاهلة أنها تفعل الشرك؟ فهي تفعله بدون علم ويستدلون بالمتشابه من النصوص والأحاديث فيأتون بالحديث الذي في الصحيحين (عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل خيبر ونحن حديثوا عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله اكبر كما قالت بنوا إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) ويأتون أيضا بالحديث المشهور (عن سجود الصحابي الجليل معاذ ابن جيل رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم وقد سأله الرسول صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا يا معاذ؟ فقال إني رايتهم يسجدون لأساقفتهم وأنت أحق أن يسجد لك يا رسول الله فقالوا فهذا شرك صدر من صحابي وقد عذره فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالجهل فيه ولم يكفره) وايضا ياتون بالحديث المذكور في الصحيحين في الرجل الذي قال لأبنائه:((إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني، ثم ذروني في اليم، فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين، ففعلوا به ذلك؛ فقال الله له: ما حملك على ما فعلت؟ قال: خشيتك، فغفر له)). خرجه البخاري ومسلم. | ||
![]() | ![]() |
ما هو معنى الجهل؟
وما هي الأدلة من الكتاب والسنة على عدم العذر بالجهل في مسائل التوحيد؟

الجهل هو عدم المعرفة وينقسم إلى قسمين جهل بسيط وجهل مركب
فالجهل البسيط هو الذي يجهل التوحيد بالكلية ويحتاج إلى من يعلمه كي يفهمه
والجهل المركب هو الشخص الذي يظن انه على علم وهدى ويستدل على ما عنده من شبهات فهذا لابد أن يبين له أولا حقيقة الإسلام الحق والرد على شبهاتهم.
وما هي الأدلة من الكتاب والسنة على عدم العذر بالجهل في مسائل التوحيد؟

الجهل هو عدم المعرفة وينقسم إلى قسمين جهل بسيط وجهل مركب
فالجهل البسيط هو الذي يجهل التوحيد بالكلية ويحتاج إلى من يعلمه كي يفهمه
والجهل المركب هو الشخص الذي يظن انه على علم وهدى ويستدل على ما عنده من شبهات فهذا لابد أن يبين له أولا حقيقة الإسلام الحق والرد على شبهاتهم.
الأدلة على عدم العذر بالجهل:
1.الأدلة الكونية او العقلية : |
كلها آيات واضحة على ربوبية الله عز وجل ووحدانيته الذي خلق الكون ودبره وصور الخلق ورزقه هو وحده الذي يجب أن يعبد وقد عيب الله سبحانه وتعالى في أكثر من آية في القران على أهل الشرك ودعاهم إلى استخدام عقولهم
كما قال تعالى
( أيشركون مالا يخلق شيئا وهم يخلقون)
وقال تعالى
(والذين تدعون من دونه لا يملكون من قطمير)
وقال تعالى
(ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون).
كما قال تعالى
( أيشركون مالا يخلق شيئا وهم يخلقون)
وقال تعالى
(والذين تدعون من دونه لا يملكون من قطمير)
وقال تعالى
(ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون).
2.آية الميثاق: |
(وإذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم؟قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون)
وهذه الآية ميثاق أخذه سبحانه وتعالى على بني ادم حين استخرجهم من ظهر أبيهم ادم فاخذ علينا الميثاق بان لا نشرك به شيئا.
قال الطبري :
-" يقول تعالى ذكره
(شَهِدْنَا عليكم أيها المقرون بأن الله ربكم كي لا تقولوا يوم القيامة :
إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
إنا كنا لا نعلم ذلك وكنا في غفلة منه
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ
لك اتبعنا مناهجهم على جهل منا بالحق وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ اهـ...

وقال البغوي :
-"…. فان قيل كيف تلزم الحجة على أحد لا يذكر الميثاق ؟
قيل :
- قد أوضح الله الدلائل على وحدانيته وصدق رسله فيما أخبروا فمن أنكره كان معانداً ناقضاً للعهد ولزمته الحجة , وبنسيانهم عدم حفظهم لا يسقط الاحتجاج بعد إخبار المخبر الصادق صاحب المعجزة.
قوله تعالى
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ
يقول :
- إنما أخذ الميثاق عليكم لئلا تقولوا أيها المشركون إنما أشرك آباؤنا من قبل ونقضوا العهد وكنا ذرية من بعدهم
أي كنا أتباعاً لهم فاقتدينا بهم . فتجعلوا هذا عذراً لأنفسكم وتقولوا : أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
أفتعذبنا بجناية آبائنا المبطلين ؟
فلا يمكنهم أن يحتجوا بمثل هذا الكلام بعد تذكير الله - تعالى- بأخذ الميثاق على التوحيد
وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ
أي نبين الآيات ليتدبرها العباد
وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"
من الكفر إلى التوحيد .
يقول ابن القيم في تعليقه على آية الميثاق:
وهذا يقتضي أن نفس العقل الذي به يعرفون التوحيد حجة في بطلان الشرك لا يحتاجون في ذلك إلى رسول.
التي فطرنا الله عليها على وحدانيته
يقول تعالى
( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها)
قال صلى الله عليه وسلم
( يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه
وفي الحديث القدسي
إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم فحرمت عليهم ما أحللت لهم)
فالعقل والميثاق والفطرة هي كلها حجج علة بني ادم لكي يوحدوا الله تعالى ولا يشركون به شيئا
وفي قصة زيد بن عمر بن نفيل عبرة فقد حقق التوحيد دون أن يأتي له رسول خاص بزمانه وذلك قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان من القوم الذي قال الله تعالى فيهم
( لتنذر قوما ما أتاهم من نذير)
من قبلك ومع ذلك فقد اهتدى زيد إلى التوحيد بفطرته وعقله فكان يبرا من طواغيت قومه ويتجنب عبادتها ونصرتها وقد رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة وقد قدمت له سفرة مذبوحة على نصبهم فأبى أن يأكلها وقال يا معشر قريش الشاة يخلقها الله وينزل لها المطر من السماء وينبت لها الكلأ من الأرض ثم انتم تذبحونها لغيره..
وفي حديث عمرو بن عبسة قال
( كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان)
رواه مسلم.
فانظر كيف أن هذا الرجل أدرك التوحيد بفطرته وتبرا من المشركين ومن عبادتهم
وقد سئل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
انه يبعث يوم القيامة امة وحده
فهو قد نجا بتحقيقه للتوحيد وعذر بتفاصيل الشريعة والعبادات التي لا تعرف إلا عن طريق الحجة الرسالية كالصلاة والصيام..وغير ذلك
وهذه الآية ميثاق أخذه سبحانه وتعالى على بني ادم حين استخرجهم من ظهر أبيهم ادم فاخذ علينا الميثاق بان لا نشرك به شيئا.
قال الطبري :
-" يقول تعالى ذكره
(شَهِدْنَا عليكم أيها المقرون بأن الله ربكم كي لا تقولوا يوم القيامة :
إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
إنا كنا لا نعلم ذلك وكنا في غفلة منه
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ
لك اتبعنا مناهجهم على جهل منا بالحق وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ اهـ...

وقال البغوي :
-"…. فان قيل كيف تلزم الحجة على أحد لا يذكر الميثاق ؟
قيل :
- قد أوضح الله الدلائل على وحدانيته وصدق رسله فيما أخبروا فمن أنكره كان معانداً ناقضاً للعهد ولزمته الحجة , وبنسيانهم عدم حفظهم لا يسقط الاحتجاج بعد إخبار المخبر الصادق صاحب المعجزة.
قوله تعالى
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ
يقول :
- إنما أخذ الميثاق عليكم لئلا تقولوا أيها المشركون إنما أشرك آباؤنا من قبل ونقضوا العهد وكنا ذرية من بعدهم
أي كنا أتباعاً لهم فاقتدينا بهم . فتجعلوا هذا عذراً لأنفسكم وتقولوا : أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
أفتعذبنا بجناية آبائنا المبطلين ؟
فلا يمكنهم أن يحتجوا بمثل هذا الكلام بعد تذكير الله - تعالى- بأخذ الميثاق على التوحيد
وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ
أي نبين الآيات ليتدبرها العباد
وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"
من الكفر إلى التوحيد .
يقول ابن القيم في تعليقه على آية الميثاق:
وهذا يقتضي أن نفس العقل الذي به يعرفون التوحيد حجة في بطلان الشرك لا يحتاجون في ذلك إلى رسول.
الفطرة |
يقول تعالى
( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها)
قال صلى الله عليه وسلم
( يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه
وفي الحديث القدسي
إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم فحرمت عليهم ما أحللت لهم)
فالعقل والميثاق والفطرة هي كلها حجج علة بني ادم لكي يوحدوا الله تعالى ولا يشركون به شيئا
وفي قصة زيد بن عمر بن نفيل عبرة فقد حقق التوحيد دون أن يأتي له رسول خاص بزمانه وذلك قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان من القوم الذي قال الله تعالى فيهم
( لتنذر قوما ما أتاهم من نذير)
من قبلك ومع ذلك فقد اهتدى زيد إلى التوحيد بفطرته وعقله فكان يبرا من طواغيت قومه ويتجنب عبادتها ونصرتها وقد رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة وقد قدمت له سفرة مذبوحة على نصبهم فأبى أن يأكلها وقال يا معشر قريش الشاة يخلقها الله وينزل لها المطر من السماء وينبت لها الكلأ من الأرض ثم انتم تذبحونها لغيره..
وفي حديث عمرو بن عبسة قال
( كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان)
رواه مسلم.
فانظر كيف أن هذا الرجل أدرك التوحيد بفطرته وتبرا من المشركين ومن عبادتهم
وقد سئل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
انه يبعث يوم القيامة امة وحده
فهو قد نجا بتحقيقه للتوحيد وعذر بتفاصيل الشريعة والعبادات التي لا تعرف إلا عن طريق الحجة الرسالية كالصلاة والصيام..وغير ذلك
فهذا لا يدركه الإنسان إلا عن طريق الحجة الرسالية فقد ورد انه كان يقول يارب لو اعرف طريقة ترضيك أعبدك بها لفعلت.
4.إرسال الرسل: |
وإضافة إلى دليل العقل وآية الميثاق والفطرة
انزل الله سبحانه وتعالى مع الرسل الكتب تدعوا إلى توحيد الله عز وجل فكان خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم قد بعث بالقران العظيم الذي تكفل الله بحفظه من التحريف إلى يوم الدين ومن تدبر آيات الله سبحانه وتعالى وجد أن الله عز وجل في كثير من الآيات نسب الشرك إلى مرتكبه سواء عن جهل أو عناد وسواء قبل الرسالة أو بعدها
أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل من اجل هذه الغاية العظيمة
(ولقد بعثنا في كل امة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)
(رسلا مبشرين لئلا يكون على الله حجة بعد الرسل )
فمن لم تصله رسالة ذلك النبي سمع بغيره إذ جميعه وان تنوعت شرائعهم إلا أن دعوتهم إلى تحقيق التوحيد والبراءة من الشرك وأهله.
(ولقد بعثنا في كل امة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)
(رسلا مبشرين لئلا يكون على الله حجة بعد الرسل )
فمن لم تصله رسالة ذلك النبي سمع بغيره إذ جميعه وان تنوعت شرائعهم إلا أن دعوتهم إلى تحقيق التوحيد والبراءة من الشرك وأهله.
5.إنزال الكتب: |
فان اسم الشرك ثابت لمن تلبس به وفعله
بعض الأدلة من القران | ||
![]() | ![]() |
قال تعالى
( ما كان للنبي والذين امنوا أن يستغفروا للمشركين)
وقال تعالى
(وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم )
وقال تعالى
( وإن احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله
( ما كان للنبي والذين امنوا أن يستغفروا للمشركين)
وقال تعالى
(وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم )
وقال تعالى
( وإن احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله
فسماه مشركا قبل سماع الحجة.
قال الإمام الطبري :-
" يقول - تعالى ذكره - لنبيه :
وان استأمنك يا محمد من المشركين الذين أمرتك بقتالهم وقتلهم بعد انسلاخ الأشهر الحرم أحد ليسمع كلام الله منك ، وهو القرآن الذي أنزله الله عليك فَأَجِرْهُ يقول :
- فأمّنه حتى يسمع كلام الله وتتلوه عليه ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ يقول :
- ثم رده بعد سماع كلام الله إن هو أبى أن يسلم ولم يتعظ بما تتلوه عليه من كلام الله فيؤمن ، إلى مأمنه ...
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ
يقول :
- تفعل ذلك بهم من إعطائك إياهم الأمان ليسمعوا القرآن ، وردك إياهم إذا أبوا الإسلام إلى مأمنهم من أجل انهم قوم جهلة لا يفقهون عن الله حجة ولا يعلمون ما لهم بالإيمان بالله لو آمنوا ، وما عليهم من الوزر والإثم لتركهم الإيمان بالله

وقال البغوي:
فيما له وعليه من الثواب والعقاب حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ
- فأمّنه حتى يسمع كلام الله وتتلوه عليه ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ يقول :
- ثم رده بعد سماع كلام الله إن هو أبى أن يسلم ولم يتعظ بما تتلوه عليه من كلام الله فيؤمن ، إلى مأمنه ...
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ
يقول :
- تفعل ذلك بهم من إعطائك إياهم الأمان ليسمعوا القرآن ، وردك إياهم إذا أبوا الإسلام إلى مأمنهم من أجل انهم قوم جهلة لا يفقهون عن الله حجة ولا يعلمون ما لهم بالإيمان بالله لو آمنوا ، وما عليهم من الوزر والإثم لتركهم الإيمان بالله

وقال البغوي:
فيما له وعليه من الثواب والعقاب حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ
أي : لا يعلمون دين الله وتوحيده
فهم محتاجون إلى سماع كلام الله .
ومن هذا يتبين أن من تلبس بالشرك فهو مشرك قبل قيام الحجة
فمن صرف نوع من أنواع العبادات لغير الله تعالى فقد أشرك بالله وهذا هو معنى الشرك يعبد الله في أمور ويشرك معه في أمور أخرى فهناك من لا يدعوا غير الله ولا يستغيث غير الله ولكن يتحاكم إلى غير شريعة الله تعالى
فهذا أيضا مشرك سواء علم ذلك أو لم يعلم .
ذكر الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن الإجماع علي كفر أهل الفترة .
قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن:
من رسالة حكم تكفير المعين
وقال الحسن : هذه الآية محكمة إلى قيام الساعة
وقال تعالى
( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) ومعنى منفكين أي زائلين عن الشرك
فقد تلبس بهم اسم الشرك قبل البينةثم عرف الله تعالى البينة بقوله
رسولا من الله يتلو صحفا مطهرة
فمن بلغه هذا القران فقد قامت عليه النذارة والحجة
ويقول تعالى
(فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون)
وقال تعالى
( أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل)
وقال تعالى عن مشركي العرب
فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد أبائهم من قبل فسمى أبائهم عابدين لغير الله قبل قيام الحجة عليهم.
وقال تعالى حاكيا عن هدهد سليمان عليه السلام حينما وجد امرأة تحكم قوما يعبدون الشمس
كما قال تعالى
(وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله)
وقال عن حكمها
( وصدها ما كنت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين)
فلحقها اسم الكفر قبل قيام الحجةأي قبل أن تصلها دعوة سليمان عليه السلام وقد أسلمت مع سليمان لما دعاها إلى الإسلام .
ومن الأدلة أيضا الحديث المذكور عن انس
(أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي؟ قال في النار فلما قفي دعاه فقال إن أبي وأباك في النار)
رواه مسلم(1: 132-133) وأبو داود(4718) وأحمد(3: 268) زأبو يعلى(3516) وابن حبان(578- الإحسان.
مع أنهم من القوم الذين قال فيهم الله تعالى
لتنذر قوما ما أُنذِر آباؤهم فهم غافلون
فرغم أن أب الرسول صلى الله عليه وسلم وأب الرجل كانوا في فترة و الفترة معناها كثرة الجهل وقلة العلم ورغم انه لم يكن لا رسول ولا قران فانه لم يعذرمنهم احد
ومن الأدلة أيضا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال
استأذنت ربي لاستغفر لامي فلم يأذن لي واستأذنت أن ازور قبرها فأذن لي لان الله نهانا عن كثير من الأحكام بخصوص المشركين :
*عدم الاستغفار لهم يقول تعالى
(ما كان للنبي والذين امنوا أن يستغفروا للمشركين).
*عدم نكاحهم يقول تعالى
( ولا تنكحوا المشركات حتى يومن)
-عدم قتلهم أي اباحة دمائهم حتى تقوم عليه الحجة يقول تعالى
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)

يقول عبد الله وحسن أبناء الشيخ محمد ابن عبد الوهاب
(من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة إليه فالذي يحكم عليه انه إذا كان معروفا بعمل الشرك ويدين به ومات على ذلك فهذا ظاهره انه مات على الكفر فلا يدعى له ولا يضحى له ولا يتصدق عنه وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فان قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن وان لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله تعالى وأما سبه ولعنه فلا يجوز)
الدرر10
فيتبن من هذا كله أن من فعل الشرك فهو مشرك قبل الرسالة وبعدهافالجهل ليس عذرا أو مانعا من إطلاق اسم الشرك على من فعله فهو مشرك قبل الرسالة وبعدها
فالجهل ليس عذرا أو مانعا من إطلاق اسم الشرك على من تلبس به
وسبب هذا الأمر هو الخلط بين الأسماء والأحكام في القران
فمعنى أسماء الدين هي
مسلم مؤمن, مشرك, ظالم, سارق...إلى غير ذلك
ومعنى أحكام الدين
هي الموالاة, المحبة, البغض, القتل...إلى غير ذلك من أحكام الدين.
فاغلب من لهم هذه الشبهة لم يفرقوا بين الأسماء والأحكام ودليل ذلك استدلالهم بقوله تعالى
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )
فنفوا اسم الشرك على من تلبس به وحجتهم الآية وقالوا انه من فعل الشرك لا يكفر إلا بعد قيام الحجة فلم يفرقوا بين الاسم والحكم فالله سبحانه وتعالى نفى في الآية الحكم أي التعذيب فقال
(وما كنا معذبين)
ولم ينفي الاسم ولو كان ذلك لقال
( وما كنا مكفرين)
فتأمل هذا يرحمك الله فالله سبحانه وتعالى لا يعذب امة إلا بعد قيام الحجة
كما قال تعالى
(وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا) وقال تعالى
( إنا أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى).
فمن تلبس بالشرك فهو مشرك يلحقه الاسم ولا يلحقه الحكم أي القتل حتى تقوم عليه الحجة الرساليةومثال هذا السارق إذا سرق فهو سارق سواء كان يجهل أن ما فعله سرقة أو لا فان الاسم يتبث عليه أما الحكم الذي هو قطع يد سارق لا يتبث إذا وجد مانع كالجهل مثلا
وكذلك الزاني وغير ذلك فمن فعل صفة الفعل يلحقه كالمشرك إذا فعل الشرك فهو مشرك قبل قيام الحجة وبعدها
فإذا قامت عليه الحجة وبقي مصرا على شركه فهذا كافر معاند كالمغضوب عليهم من اليهود وغيرهم عرفوا الحق وكفروا به.

والمشكل المطروح أيضا هو المفهوم الخاطئ لبلوغ الحجة
يقول ابن تيمية
( أن القران حجة على من بلغه..فكل من بلغه القران من انسي وجني فقد انذره الرسول صلى الله عليه وسلم)
الفتاوى16.
وقال على قوله تعالى
(لاتسعوا لهذا القران والغوا فيه)
( والحجة قامت بوجود الرسول المبلغ وتمكنهم من الاستماع والتدبر لا بنفس الاستماع ففي الكفار من تجنب سماع القران واختار غيره)
الفتاوى 16.
وقال
(حجة الله برسله قامت بالتمكن من العلم فليس من شرط حجة الله علم المدعوين بها ولهذا لم يكن إعراض الكفار عن استماع القران وتدبره مانع من قيام حجة الله عليهم)
كتاب الرد على المنطقتين ص113 في المقام الثالث.
وقال أيضا
( ليس من شرط تبليغ الرسالة أن يصل إلى كل مكلف في العالم بل الشرط أن يتمكن المكلفون من وصول ذلك إليهم ثم إذا فرطوا فلم يسعوا في وصوله إليهم مع قيام فاعله بما يجب عليه كان التفريط منهم لا منه)
الفتاوى 28.
إذن فتواجد موحد بين المشركين فقد أقام عليهم الحجة
وليس المراد كما قال الشيخ بإقامة الحجة أن يؤتى كل واحد في مكانه فتقام عليه الحجة فهو ما أنكره الله تعالى في قوله تعالى
(فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة )
فإذا تواجد موحد في مكان فقد قامت عليهم الحجة وهذا ما يفسر قوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي سأله عن أبيه فقال صلى الله عليه وسلم أبي وأباك في النار
فقد كان بين القوم موحدين كزيد بن عمروا بن نفيل وورقة بن نوفل عم خديجة رضي الله عنها فقد قامت الحجة على قومهم بتواجد هؤلاء الحنفاء بينهم لذلك هم كفار في الدنيا وفي الآخرة في النار كما في الحديث
(ما أتيت عليه من قبر قرشي أو عامري مشرك فقل أرسلني إليك محمد فابشر بما يسوؤك تجر على وجهك وبطنك في النار)
رواه عبد الله بن احمد.
فانظر كيف عين رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من عامر وقريش لأنه كان حنفاء قامت بهم الحجة فاستحقوا العقاب في الآخرة.
فالقران والأحاديث لا تضرب بعضها البعض فمن بذل الوسع لطلب الحق ولم يصل إليه ومات على الشرك والعياذ بالله فانه لا يعذب حتى يمتحن كما جاء في حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه مرفوعا
أربعة يمتحنون يوم القيامة فذكر الأصم والأحمق ورجلا مات في فترة .
ومن الغريب أيضا التفرقة بين امة محمد صلى الله عليه وسلم والنصارى وعذر امة محمد صلى الله عليه وسلم وعدم عذر النصارى أو اليهود..
فإذا سالت واحد عن نصراني جاهل للإسلام وقلت له ما حكمه لا يتردد ويجيب بسرعةكافر
وإذا سألته عن واحد يشرك مع الله بدعاء ولي أو غيره وقلت له ما حكمه يقول هو مسلم جاهل؟؟؟
فيا سبحان الله
( أفلا تعقلون)
كيف يعذر من أشرك مع الله برجل لا نعلم لا أصله ولا نعذر من أشرك مع الله بنبي مرسل؟؟
كيف نعذر رجلا يتكلم بلغة القران ولا نعذر رجلا أعجمي لا يفهم من لغة القران شيء؟
كيف نعذر من عنده القران ولا نعذر من ليس عنده؟؟..
وقال تعالى
( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) ومعنى منفكين أي زائلين عن الشرك
فقد تلبس بهم اسم الشرك قبل البينة
رسولا من الله يتلو صحفا مطهرة
فمن بلغه هذا القران فقد قامت عليه النذارة والحجة
ويقول تعالى
(فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون)
وقال تعالى
( أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل)
وقال تعالى عن مشركي العرب
فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد أبائهم من قبل فسمى أبائهم عابدين لغير الله قبل قيام الحجة عليهم.
وقال تعالى حاكيا عن هدهد سليمان عليه السلام حينما وجد امرأة تحكم قوما يعبدون الشمس
كما قال تعالى
(وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله)
وقال عن حكمها
( وصدها ما كنت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين)
فلحقها اسم الكفر قبل قيام الحجة
وكل هؤلاء المذكورين كانوا في فترة فلم يعذرهم الله سبحانه وتعالى وسماهم مشركين. |
ومن الأدلة أيضا الحديث المذكور عن انس
(أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي؟ قال في النار فلما قفي دعاه فقال إن أبي وأباك في النار)
رواه مسلم(1: 132-133) وأبو داود(4718) وأحمد(3: 268) زأبو يعلى(3516) وابن حبان(578- الإحسان.
مع أنهم من القوم الذين قال فيهم الله تعالى
لتنذر قوما ما أُنذِر آباؤهم فهم غافلون
فرغم أن أب الرسول صلى الله عليه وسلم وأب الرجل كانوا في فترة و الفترة معناها كثرة الجهل وقلة العلم ورغم انه لم يكن لا رسول ولا قران فانه لم يعذرمنهم احد
ومن الأدلة أيضا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال
استأذنت ربي لاستغفر لامي فلم يأذن لي واستأذنت أن ازور قبرها فأذن لي لان الله نهانا عن كثير من الأحكام بخصوص المشركين :
*عدم الاستغفار لهم يقول تعالى
(ما كان للنبي والذين امنوا أن يستغفروا للمشركين).
*عدم نكاحهم يقول تعالى
( ولا تنكحوا المشركات حتى يومن)
-عدم قتلهم أي اباحة دمائهم حتى تقوم عليه الحجة يقول تعالى
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)

يقول عبد الله وحسن أبناء الشيخ محمد ابن عبد الوهاب
(من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة إليه فالذي يحكم عليه انه إذا كان معروفا بعمل الشرك ويدين به ومات على ذلك فهذا ظاهره انه مات على الكفر فلا يدعى له ولا يضحى له ولا يتصدق عنه وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فان قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن وان لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله تعالى وأما سبه ولعنه فلا يجوز)
الدرر10
فيتبن من هذا كله أن من فعل الشرك فهو مشرك قبل الرسالة وبعدها
فالجهل ليس عذرا أو مانعا من إطلاق اسم الشرك على من تلبس به
وسبب هذا الأمر هو الخلط بين الأسماء والأحكام في القران
فمعنى أسماء الدين هي
مسلم مؤمن, مشرك, ظالم, سارق...إلى غير ذلك
ومعنى أحكام الدين
هي الموالاة, المحبة, البغض, القتل...إلى غير ذلك من أحكام الدين.
فاغلب من لهم هذه الشبهة لم يفرقوا بين الأسماء والأحكام ودليل ذلك استدلالهم بقوله تعالى
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )
فنفوا اسم الشرك على من تلبس به وحجتهم الآية وقالوا انه من فعل الشرك لا يكفر إلا بعد قيام الحجة فلم يفرقوا بين الاسم والحكم فالله سبحانه وتعالى نفى في الآية الحكم أي التعذيب فقال
(وما كنا معذبين)
ولم ينفي الاسم ولو كان ذلك لقال
( وما كنا مكفرين)
فتأمل هذا يرحمك الله فالله سبحانه وتعالى لا يعذب امة إلا بعد قيام الحجة
كما قال تعالى
(وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا) وقال تعالى
( إنا أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى).
فمن تلبس بالشرك فهو مشرك يلحقه الاسم ولا يلحقه الحكم أي القتل حتى تقوم عليه الحجة الرسالية
وكذلك الزاني وغير ذلك فمن فعل صفة الفعل يلحقه كالمشرك إذا فعل الشرك فهو مشرك قبل قيام الحجة وبعدها
فإذا قامت عليه الحجة وبقي مصرا على شركه فهذا كافر معاند كالمغضوب عليهم من اليهود وغيرهم عرفوا الحق وكفروا به.

والمشكل المطروح أيضا هو المفهوم الخاطئ لبلوغ الحجة
يقول ابن تيمية
( أن القران حجة على من بلغه..فكل من بلغه القران من انسي وجني فقد انذره الرسول صلى الله عليه وسلم)
الفتاوى16.
وقال على قوله تعالى
(لاتسعوا لهذا القران والغوا فيه)
( والحجة قامت بوجود الرسول المبلغ وتمكنهم من الاستماع والتدبر لا بنفس الاستماع ففي الكفار من تجنب سماع القران واختار غيره)
الفتاوى 16.
وقال
(حجة الله برسله قامت بالتمكن من العلم فليس من شرط حجة الله علم المدعوين بها ولهذا لم يكن إعراض الكفار عن استماع القران وتدبره مانع من قيام حجة الله عليهم)
كتاب الرد على المنطقتين ص113 في المقام الثالث.
وقال أيضا
( ليس من شرط تبليغ الرسالة أن يصل إلى كل مكلف في العالم بل الشرط أن يتمكن المكلفون من وصول ذلك إليهم ثم إذا فرطوا فلم يسعوا في وصوله إليهم مع قيام فاعله بما يجب عليه كان التفريط منهم لا منه)
الفتاوى 28.
إذن فتواجد موحد بين المشركين فقد أقام عليهم الحجة
وليس المراد كما قال الشيخ بإقامة الحجة أن يؤتى كل واحد في مكانه فتقام عليه الحجة فهو ما أنكره الله تعالى في قوله تعالى
(فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة )
فإذا تواجد موحد في مكان فقد قامت عليهم الحجة وهذا ما يفسر قوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي سأله عن أبيه فقال صلى الله عليه وسلم أبي وأباك في النار
فقد كان بين القوم موحدين كزيد بن عمروا بن نفيل وورقة بن نوفل عم خديجة رضي الله عنها فقد قامت الحجة على قومهم بتواجد هؤلاء الحنفاء بينهم لذلك هم كفار في الدنيا وفي الآخرة في النار كما في الحديث
(ما أتيت عليه من قبر قرشي أو عامري مشرك فقل أرسلني إليك محمد فابشر بما يسوؤك تجر على وجهك وبطنك في النار)
رواه عبد الله بن احمد.
فانظر كيف عين رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من عامر وقريش لأنه كان حنفاء قامت بهم الحجة فاستحقوا العقاب في الآخرة.
فالقران والأحاديث لا تضرب بعضها البعض فمن بذل الوسع لطلب الحق ولم يصل إليه ومات على الشرك والعياذ بالله فانه لا يعذب حتى يمتحن كما جاء في حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه مرفوعا
أربعة يمتحنون يوم القيامة فذكر الأصم والأحمق ورجلا مات في فترة .
فإذا كان الذي مات في فترة مسلم معذور بالجهل فلماذا يمتحن فتنبه لهذه جيدا يرحمك الله.
ومن الغريب أيضا التفرقة بين امة محمد صلى الله عليه وسلم والنصارى وعذر امة محمد صلى الله عليه وسلم وعدم عذر النصارى أو اليهود..
فإذا سالت واحد عن نصراني جاهل للإسلام وقلت له ما حكمه لا يتردد ويجيب بسرعةكافر
وإذا سألته عن واحد يشرك مع الله بدعاء ولي أو غيره وقلت له ما حكمه يقول هو مسلم جاهل؟؟؟
فيا سبحان الله
( أفلا تعقلون)
كيف يعذر من أشرك مع الله برجل لا نعلم لا أصله ولا نعذر من أشرك مع الله بنبي مرسل؟؟
كيف نعذر رجلا يتكلم بلغة القران ولا نعذر رجلا أعجمي لا يفهم من لغة القران شيء؟
كيف نعذر من عنده القران ولا نعذر من ليس عنده؟؟..
ولكن كل هذا لسبب واحد أن الناس جهال لحقيقة الإسلام
وان دعوة محمد صلى الله عليه وسلم للناس عامة ودعوته للعرب والنصارى وغيرهم فالأمة انقسمت إلى قسمين امة إجابة وهي التي أجابت الدعوة ودخلت إلى الإسلام ودعوة.
فالله سبحانه وتعالى لم يعذر النصارى رغم جهلهم سماهم ضالين لأنهم ضلوا الطريق عن جهل لا عن علم
فالله سبحانه وتعالى لم يعذر النصارى رغم جهلهم سماهم ضالين لأنهم ضلوا الطريق عن جهل لا عن علم
ولم يعذروا بالجهل. |
فمن صرف نوع من أنواع العبادات لغير الله تعالى فقد أشرك بالله وهذا هو معنى الشرك يعبد الله في أمور ويشرك معه في أمور أخرى فهناك من لا يدعوا غير الله ولا يستغيث غير الله ولكن يتحاكم إلى غير شريعة الله تعالى
فهذا أيضا مشرك سواء علم ذلك أو لم يعلم .
![]() | ![]() | |
ولتوضيح مسالة الفرق بين الاسماء والاحكام ننقل بعض اقوال اهل العلم ان شاء الله | ||
![]() | ![]() |
قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن:
أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقرآن وماتوا على الجاهلية لا يُسمون مسلمين بالإجماع .."-أ هـ.
من رسالة حكم تكفير المعين
فاختلاف العلماء كان في حكم الاخرة |
يقول بن القيم رحمه الله:
نعم لا بد في هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال
كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه
وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه والقسمان واقعان في الوجود
فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله
وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضا
أحدهما
مريد للهدى مؤثر له محب له غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة
والثاني
معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هوعليه
فالأول
يقول يا رب لو أعلم لك دينا خيرا مما أنا عليه لدنت به وتركت ماأنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي
والثاني
راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولافرق عنده بين حال عجزه وقدرته وكلاهما عاجز ؛وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهمامن الفرق
فالأول
كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزا وجهلا .
والثاني
فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله
وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضا
أحدهما
مريد للهدى مؤثر له محب له غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة
والثاني
معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هوعليه
فالأول
يقول يا رب لو أعلم لك دينا خيرا مما أنا عليه لدنت به وتركت ماأنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي
والثاني
راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولافرق عنده بين حال عجزه وقدرته وكلاهما عاجز ؛وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهمامن الفرق
فالأول
كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزا وجهلا .
والثاني
كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه
ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض فتأمل هذا الموضع .
أهـ من طريق الهجرتين
أما بخصوص الشبهة الثانية وهي استدلالهم بالحديث الذي في الصحيحين (عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل خيبر ونحن حديثوا عهد بكفر وللمشركين و سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله اكبر كما قالت بنوا إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) | ||
![]() | ![]() |
فانقل ان شاء رد احد احد الاخوة

يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد عند تفسيره لهذا الحديث كلاماً واضحاً لمن نور الله بصيرته وهداه إلى صراطاً مستقيم دين قيماً ملة ابراهيم حنيفاً وماكان من المشركين أسأل الله أن يثبتنا عليها يقول الشيخ عليه رحمة الله
((التوحيد [ جزء 1 - صفحة 128 ]
الحادية عشرة : أن الشرك فيه أكبر وأصغر لأنهم لم يرتدوا بهذا
الثانية عشرة : قولهم ونحن حدثاء عهد بكفر فيه أن غيرهم لا يجهل ذلك
الثالثة عشرة : التكبير عند التعجب خلافاً لمن كرهه
الرابعة عشرة : سد الذرائع
الخامسة عشرة : النهي عن التشبة بأهل الجاهلية ))انتهى
أريدك أخي القاريء أن ترى كيف فهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب هذا الحديث هل ترى ماذا قال ؟
قال إن الشرك فيه أكبر وأصغر ولهذا لم يرتد هؤلاء الناس
وإلا لكانوا ارتدوا من ساعتهم هكذا يكون الفهم عن الله ورسوله أسأل الله أن يرزقنا فهماً مثل فهومهم.
وأما من يحتج بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(قلتم كما قال قوم موسى)
فهذا رد عليه الشاطبي رحمه الله قائلاًالإعتصام [ جزء 1 - صفحة 464 ]
قال إن الشرك فيه أكبر وأصغر ولهذا لم يرتد هؤلاء الناس
لأن شركهم أصغر |
وأما من يحتج بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(قلتم كما قال قوم موسى)
فهذا رد عليه الشاطبي رحمه الله قائلاًالإعتصام [ جزء 1 - صفحة 464 ]
((إلا أنه لا يتعين في الإتباع لهم أعيان بدعهم بل قد تتبعها في أعيانها وتتبعها في أشباهها فالذي يدل على الأول قوله :
[ لتتبعن سنن من كان قبلكم ]
[ لتتبعن سنن من كان قبلكم ]
الحديث
فإنه قال فيه :
[ حتى لو دخلوا في جحر ضب خرب لاتبعتموهم ]
والذي يدل على الثاني قوله :
[ فقلنا يا رسول الله : اجعل لنا ذات أنواط فقال عليه السلام : هذا كما قالت بنو إسرائيل : {إسرائيل البحر فأتوا} ]
الحديث
انتهى
وهكذا ترى أن الحديث يرد على نفسه فمن ذكر الحديث وضح فيه السبب من الطلب وهو التشبه بموضوع ان يكون لهم شجرة يعكفون عليها ويعلقون عليها أسلحتهم
وأما نهي الرسول لهم فهو من باب سد الذرائع المؤدية للشرك
وعجباً من قولهم على رسول الله إنه لم يكفر من طلب الشرك وهل بعث الرسول الكريم إلا من أجل القضاء على الشرك وأهله ؟؟!!
يقول ابن تيمية : في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيمج 2 ص 117
ومن أراد أن يعلم كيف كانت أحوال المشركين في عبادة أوثانهم ، ويعرف حقيقة الشرك الذي ذمه الله ، وأنواعه ، حتى يتبين له تأويل القرآن ، ويعرف ما كرهه الله ورسوله ، فلينظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأحوال العرب في زمانه ، وما ذكره الأزرقي (1) في أخبار مكة ، وغيره من العلماء .
ولما كان للمشركين شجرة يعلقون عليها أسلحتهم ، ويسمونها ذات أنواط ، فقال بعض الناس :
يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط .
فقال :
« الله أكبر ، قلتم كما قال قوم موسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم » (2) .
فإنه قال فيه :
[ حتى لو دخلوا في جحر ضب خرب لاتبعتموهم ]
والذي يدل على الثاني قوله :
[ فقلنا يا رسول الله : اجعل لنا ذات أنواط فقال عليه السلام : هذا كما قالت بنو إسرائيل : {إسرائيل البحر فأتوا} ]
الحديث
فإن اتخاذ ذات أنواط يشبه اتخاذ الآلهة من دون الله لا أنه هو بنفسه فلذلك لا يلزم الاعتبار بالمنصوص عليه ما لم ينص عليه مثله من كل وجه والله أعلم)))
انتهى
وهكذا ترى أن الحديث يرد على نفسه فمن ذكر الحديث وضح فيه السبب من الطلب وهو التشبه بموضوع ان يكون لهم شجرة يعكفون عليها ويعلقون عليها أسلحتهم
وأما نهي الرسول لهم فهو من باب سد الذرائع المؤدية للشرك
وعجباً من قولهم على رسول الله إنه لم يكفر من طلب الشرك وهل بعث الرسول الكريم إلا من أجل القضاء على الشرك وأهله ؟؟!!
يقول ابن تيمية : في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيمج 2 ص 117
ومن أراد أن يعلم كيف كانت أحوال المشركين في عبادة أوثانهم ، ويعرف حقيقة الشرك الذي ذمه الله ، وأنواعه ، حتى يتبين له تأويل القرآن ، ويعرف ما كرهه الله ورسوله ، فلينظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأحوال العرب في زمانه ، وما ذكره الأزرقي (1) في أخبار مكة ، وغيره من العلماء .
ولما كان للمشركين شجرة يعلقون عليها أسلحتهم ، ويسمونها ذات أنواط ، فقال بعض الناس :
يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط .
فقال :
« الله أكبر ، قلتم كما قال قوم موسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم » (2) .
فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم مجرد مشابهتهم للكفار في اتخاذ شجرة يعكفون عليها ، معلقين عليها سلاحهم .
فكيف بما هو أعظم من ذلك من مشابهتهم المشركين
أو هو الشرك بعينه ؟! |
وقال السيوطي : في الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع ج1 ص9
وفي رواية أخرى :
خرجنا مع رسول الله (قبل حنين ، ونحن حديثو عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عليها ، وينيطون بها أسلحتهم ، يقال لها: ذات أنواط ، فمررنا بسدرة ، فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا " ذات أنواط " كما لهم " ذات أنواط " فقال رسول الله
خرجنا مع رسول الله (قبل حنين ، ونحن حديثو عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عليها ، وينيطون بها أسلحتهم ، يقال لها: ذات أنواط ، فمررنا بسدرة ، فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا " ذات أنواط " كما لهم " ذات أنواط " فقال رسول الله
: " سبحان الله الله أكبر!! " كما قال قوم موسى لموسى : (اجعل لنا إلهاً كما لهم الهة) قال : " والذي نفسي بيده لتركبنّ سنة من كان قبلكم "
فأنكر النبي ( مجرد مشابهتهم للكفار .
يقول صاحب كتاب القول السديد شرح كتاب التوحيد ج1.ص 54
فإن نصوص الكتاب والسنة صريحة في الأمر بالذبح لله ، وإخلاص ذلك لوجهه ، كما هي صريحة بذلك في الصلاة ، فقد قرن الله الذبح بالصلاة في عدة مواضع من كتابه .
وإذا ثبت أن الذبح لله من أجل العبادات وأكبر الطاعات ، فالذبح لغير الله شرك أكبر مخرج عن دائرة الإسلام .
فإن حد الشرك الأكبر وتفسيره الذي يجمع أنواعه وأفراده :
(أن يصرف العبد نوعاً من أفراد العبادة لغير الله) .
فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص ، وصرفه لغيره شرك وكفر .
فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص ، وصرفه لغيره شرك وكفر .
فعليك بهذا الضابط للشرك الأكبر الذي لا يشذ عنه شيء .
كما أن حد الشرك الأصغر هو:
(كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة) .
فعليك بهذين الضابطين للشرك الأكبر والأصغر ، فإنه مما يعينك على فهم الأبواب السابقة واللاحقة من هذا الكتاب ، وبه يحصل لك الفرقان بين الأمور التي يكثر اشتباهها والله المستعان .
يقول بن تيمية في مجموع الفتاوى ج3 ص247
فَصْلٌ : وَأَمَّا الْأَشْجَارُ ، وَالْأَحْجَارُ ، وَالْعُيُونُ ، وَنَحْوُهَا مِمَّا يَنْذِرُ لَهَا بَعْضُ الْعَامَّةِ أو يُعَلِّقُونَ بِهَا خِرَقًا أو غَيْرَ ذَلِكَ ، أو يَأْخُذُونَ وَرَقَهَا يَتَبَرَّكُونَ بِهِ ،
أو يُصَلُّونَ عِنْدَهَا ، أو نَحْوُ ذَلِكَ فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ وَهُوَ مِنْ عَمَلِ أهل الْجَاهليَّةِ وَمِنْ أَسْبَابِ الشِّرْكِ بِاَللَّهِ تَعَإلى ،وَقَدْ كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ شَجَرَةٌ يُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُسَمُّونَهَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ ، كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ .فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، قُلْتُمْ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى اجْعَلْ لَنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ، إنَّهَا السُّنَنُ ، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ ، وَحَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ جَامَعَ امْرَأَتَهُ فِي الطَّرِيقِ لَفَعَلْتُمُوهُ " .
وَقَدْ بَلَغَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ قَوْمًا يَقْصِدُونَ الصَّلَاةَ عِنْدَ الشَّجَرَةِ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَهَا بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ الَّتِي بَايَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَهَا ، فَأَمَرَ بِتِلْكَ الشَّجَرَةِ فَقُطِعَتْ)
انتهى.

والآن نلخص ما نقلناه سابقاً حتى نعرف ما نقول .
أولاً :
أن ما طلبه الصحابة هو التشبه بالكفار في اتخاذهم شجرة يعلقون عليها أسلحتهم ويريحون عندها وهذا منهي عنه لأنه ذريعة للشرك الأكبر
ثانيا ً:
إن هذا الحديث واضح من حيث أنه يتكلم على حديث العهد بالكفر
الثالث :
إن النبي لم يقرهم عليه إنما زجرهم ونهرهم على مجرد طلبهم التشبه بالمشركين فما بالك لو طلبوا منه والعياذ بالله الشرك الأكبر .
رابعاً :
يجب التمييز بين نوعين من الشرك وهما الشرك الأكبر وهو مخرج من الملة والشرك الأصغر وهو ليس مخرج من الملة .
كما أن حد الشرك الأصغر هو:
(كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة) .
فعليك بهذين الضابطين للشرك الأكبر والأصغر ، فإنه مما يعينك على فهم الأبواب السابقة واللاحقة من هذا الكتاب ، وبه يحصل لك الفرقان بين الأمور التي يكثر اشتباهها والله المستعان .
يقول بن تيمية في مجموع الفتاوى ج3 ص247
فَصْلٌ : وَأَمَّا الْأَشْجَارُ ، وَالْأَحْجَارُ ، وَالْعُيُونُ ، وَنَحْوُهَا مِمَّا يَنْذِرُ لَهَا بَعْضُ الْعَامَّةِ أو يُعَلِّقُونَ بِهَا خِرَقًا أو غَيْرَ ذَلِكَ ، أو يَأْخُذُونَ وَرَقَهَا يَتَبَرَّكُونَ بِهِ ،
أو يُصَلُّونَ عِنْدَهَا ، أو نَحْوُ ذَلِكَ فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ وَهُوَ مِنْ عَمَلِ أهل الْجَاهليَّةِ وَمِنْ أَسْبَابِ الشِّرْكِ بِاَللَّهِ تَعَإلى ،وَقَدْ كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ شَجَرَةٌ يُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُسَمُّونَهَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ ، كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ .فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، قُلْتُمْ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى اجْعَلْ لَنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ، إنَّهَا السُّنَنُ ، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ ، وَحَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ جَامَعَ امْرَأَتَهُ فِي الطَّرِيقِ لَفَعَلْتُمُوهُ " .
وَقَدْ بَلَغَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ قَوْمًا يَقْصِدُونَ الصَّلَاةَ عِنْدَ الشَّجَرَةِ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَهَا بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ الَّتِي بَايَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَهَا ، فَأَمَرَ بِتِلْكَ الشَّجَرَةِ فَقُطِعَتْ)
انتهى.

والآن نلخص ما نقلناه سابقاً حتى نعرف ما نقول .
أولاً :
أن ما طلبه الصحابة هو التشبه بالكفار في اتخاذهم شجرة يعلقون عليها أسلحتهم ويريحون عندها وهذا منهي عنه لأنه ذريعة للشرك الأكبر
ثانيا ً:
إن هذا الحديث واضح من حيث أنه يتكلم على حديث العهد بالكفر
الثالث :
إن النبي لم يقرهم عليه إنما زجرهم ونهرهم على مجرد طلبهم التشبه بالمشركين فما بالك لو طلبوا منه والعياذ بالله الشرك الأكبر .
رابعاً :
يجب التمييز بين نوعين من الشرك وهما الشرك الأكبر وهو مخرج من الملة والشرك الأصغر وهو ليس مخرج من الملة .
فإن حد الشرك الأكبر
(أن يصرف العبد نوعاً من أفراد العبادة لغير الله) .
كما أن حد الشرك الأصغر هو:
(كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة)
انتهى من رسالة الإطفاء
أما الشبهة الأخرى التي يأتون بها وهي سجود الصحابي الجليل معاذ ابن جبل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وان الرسول عذره ولم يكفره بسبب وجود مانع الجهل. | ||
![]() | ![]() |

أولا
هذا طعن في الصحابي الجليل معاذ ابن جبل وان دلت شبهتهم على شيء فإنها تدل على جهلهم ليس إلا
فمعاذ بن جبل هذا رضي الله عنه أسلم وهو في سن الثامنة عشر, وشهد العقبة مع السبعين, وشهد بدراًوالمشاهد كلها مع رسول الله , وتوفي في سن الثالثة والثلاثون في خلافة عمربن الخطاب رضي الله تعالى عنهما في طاعون عمواس.
معاذ ابن جبل الإمام المقدم في علم التحليل والتحريم
خذوا القران من أربعة من ابن مسعود وأبي ومعاذ ابن جبل وسالم مولى أبي حذيفة
وقال عنه أيضا
(ارحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر وأصدقها حياء عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ ..)
رواه احمد.
وعن شهر ابن حوسب قال :
قال عمر بن الخطاب :
لو استخلفت معاذ ابن جبل فسألني عنه ربي عزوجل : ما حملك على ذلك ؟ لقلت : سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول :
إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل كان بين أيديهم – أي معاذ – رتوة حجر . أي يتقدم عليهم بمقدار رمية حجر .
وعن الشعبي قال : حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال : قال ابن مسعود :
إن معاذ بن جبل كان أمة قانتاًلله حنيفاً.
* ومعاذ بن جبل هو الشاب الذي ائتمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمة اليمن حين بعثه إليها معلماً وقاضياً بعدغزوة تبوك, وشيعه ماشياً صلى الله عليه وسلم في مخرجه وهو راكب رضي الله عنه.
قال أبي بحرية:
دخلت مسجد حمص فإذا بفتي حوله الناس جعد قطط , فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ , فقلت من هذا ؟ قالوا :
معاذ بن جبل |
*وعن أبي مسلم الخولاني قال : أتيت مسجد دمشق فإذا حلقة فيها كهولمن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وإذاشاب فيهم أكحل العين براق الثنايا , كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى قال : قلت لجليس لي : من هذا؟ قال
معاذ بن جبل |
وعن محمد بن كعب القرظي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن معاذ ابن جبل أمام العلماء رتوة) والرتوة هي الدرجة والمنزلة.
ومن خلال هذه الأحاديث كيف يطعن في هذا الصحابي الجليل ويقال له انه فعل شركا وعذر بالجهل؟؟
(سبحانك هذا بهتان عظيم).
والرد على هاته الشبهة
أن قصد معاذ بن جيل رضي الله عنه من السجود لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو سجود تحية لا سجود عبادة والعياذ بالله
وقد كان ذلك في شرع من قبلنا ونسخ في شرعنا ومعلوم أن جميع الرسل وان تنوعت شرائعهم إلا أن دعوتهم إلى تحقيق التوحيد ونبذ الشرك واحدة فسجود التحية والإكرام لو كان شركا لما كان في شرع من قبلنا فقد ثبت أن إخوة يوسف عليه السلام وأبوه لما دخلوا عليه سجدوا له فكان سجودهم سجود تحية لا عبادة فيستحيل أن يسجد النبي الكريم للنبي ابن الكريم يوسف عليه السلام ولا ينكر هو أيضا عليه وإنما كان ذلك سجود تحية
يقول تعالى
( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ)
وَقَوْله
" وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْش"
قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد
يَعْنِي السَّرِير أَيْ أَجْلَسَهُمَا مَعَهُ عَلَى سَرِيره
" وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا"
أَيْ سَجَدَ لَهُ أَبَوَاهُ وَإِخْوَته الْبَاقُونَ وَكَانُوا أَحَد عَشَر رَجُلًا
" وَقَالَ يَا أَبَت هَذَا تَأْوِيل رُؤْيَايَ مِنْ قَبْل"
أَيْ الَّتِي كَانَ قَصَّهَا عَلَى أَبِيهِ مِنْ قَبْل
" إِنِّي رَأَيْت أَحَد عَشَر كَوْكَبًا "
الْآيَة
وَقَدْ كَانَ هَذَا سَائِغًا فِي شَرَائِعهمْ إِذَا سَلَّمُوا عَلَى الْكَبِير يَسْجُدُونَ لَهُ وَلَمْ يَزَلْ هَذَا جَائِزًا مِنْ لَدُنْ آدَم إِلَى شَرِيعَة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَحُرِّمَ هَذَا فِي هَذِهِ الْمِلَّة وَجُعِلَ السُّجُود مُخْتَصًّا بِجَنَابِ الرَّبّ سُبْحَانه وَتَعَالَى هَذَا مَضْمُون قَوْل قَتَادَة وَغَيْره وَفِي الْحَدِيث
أَنَّ مُعَاوِيَة قَدِمَ الشَّام فَوَجَدَهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ فَلَمَّا رَجَعَ سَجَدَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا هَذَا يَا مُعَاذ ؟
فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتهمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَأَنْتَ أَحَقّ أَنْ يُسْجَد لَك يَا رَسُول اللَّه فَقَالَ لَوْ كُنْت آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُد لِأَحَدٍ لَأَمَرْت الْمَرْأَة أَنْ تَسْجُد لِزَوْجِهَا لِعِظَمِ حَقّه عَلَيْهَا
وَفِي حَدِيث آخَر :
أَنَّ سَلْمَان لَقِيَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْض طُرُق الْمَدِينَة وَكَانَ سَلْمَان حَدِيث عَهْد بِالْإِسْلَامِ فَسَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَا تَسْجُد لِي يَا سَلْمَان وَاسْجُدْ لِلْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوت وَالْغَرَض أَنَّ هَذَا كَانَ جَائِزًا فِي شَرِيعَتهمْ وَلِهَذَا خَرُّوا لَهُ سُجَّدًا فَعِنْدهَا قَالَ يُوسُف" يَا أَبَت هَذَا تَأْوِيل رُؤْيَايَ مِنْ قَبْل قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا
وكما سجد الملائكة أيضا لآدم عليه السلام لما أمرهم الله بذلك
كما قال تعالى
( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس..)
فقد كان سجدوهم لآدم عليه السلام سجود إكرام وتحية فتأمل هذا يرحمك الله.
فالسجود ينقسم الى قسمين سجود عبادة وسجود تحية:
سجود العبادة : |
" ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر,لا تسجدوا للشمس ولا للقمرواسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون "
فصلت 37.
فمن سجد لغيرالله – على نحو العبادة – كان مشركاً كافراً بالله كائنا من كان .
وفي حديث عمرو بنعبسة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال :
( صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاةحتى تطلع الشمس وترتفع, فإنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ثم أقصر عن الصلاة فإن حينئذ تسجرجهنم فإذا أقبل الفئ فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصرثم أقصر عن الصلاةحتى تغرب فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكافر ).
وهذا النوع من السجود من الشرك المحرم منذ الأزل , لم يختلف تحريمه, ومن عصر إلى عصر , أو منأمة إلى أمة ,أو من رسالة نبي إلى آخر.
وعلامة هذا النوع من السجود أن يبذل على سبيل التدين والقربى للإله.
2.سجود التحية: |
وهذا النوع من السجود لم يكن محرماً قبل بعثة رسول الله صلى الله عليهوسلم , بل ذكر القرآن الكريم في مواضع عديدة منه نماذج لها مشيراً إلى كونه كان مشروعاً , لا شيء فيه , ولا حرج
قال تعالى :
" وإذ قلناللملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين "
البقرة 34.
وقال تعالى عن يوسف وإخوته :
" ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً "
يوسف 100.
وبهذا يتبين خطأ منقال أن السجود كله كفراً ما دام لغير الله .هذا هو سجود التحية وحكمه :
أنه كان مشروعاً في الأمم السابقة بدليل الآيات المشار إليها :
ثم نهي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمن بذله على نحو التحية بعد نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مرتكباً لمعصية الله عزوجل .

قال الجصاص رحمه الله في تفسيرقوله تعالى
(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا)
وقد كان السجود جائزاً في شريعة آدم عليه السلام للمخلوقين ويشبه أن يكون قد كان باقياً إلى زمان يوسف عليه السلام فكان بينهم لمن يستحق ضرباً منالتعظيم ويراد إكرامه وتبجيله بمنزلة المصافحة والمعانقة فيما بيننا وبمنزلة تقبيل اليد وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في إباحة تقبيل اليد أخبار وقد روىالكراهة
إلا أن السجود لغير الله على وجه التكريم والتحية ونسوخ بما روت عائشةوجابر ابن عبد الله وأنس أن النبي عليه السلام قال:
ما ينبغي لبشر أن يسجد لبشرولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرآة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها .)
لفظ حديث أنس بن مالك.) أ.هـ
وعلامة هذا النوع من السجود أن يبذل على نحوالتوقير والتحية لا على سبيل التدين وقد وقع في تاريخ الإسلام مثل هذه الأمورمن بعض ملوك المسلمين على سبيل التحية, المنهى عنها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فسجود معاذ رضي الله عنه كان على سبيل التحية واليك اخي القارئ ما يبين لك هذا اكثر:
أخرج البزار عن معاذ بن جبل أنه أتى الشام فرأى النصارى يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم ورهبانهم
ورأى اليهود يسجدون لأحبارهم وعلمائهم وفقهائهم
فقال لأي شيء تفعلون هذا ؟
قالوا: هذه تحية الأنبياء |
فلما قدم على نبي الله صلى الله عليه وسلم سجد له. فقال: ما هذا يا معاذ ؟ فقال:
إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لأساقفتهم وقسيسيهم ورهبانهم وبطارقتهم.
ورأيت اليهود يسجدون لأحبارهم وفقهائهم وعلمائهم
فقلت : لأي شيء تصنعون هذا ؟ أو تفعلون هذا ؟
قالوا هذه تحيةالأنبياء.
قلت فنحن أحق أن نصنع بنبينا صلى الله عليه وسلم.
فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
إنهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم.
لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرآة أن تسجد لزوجها من عظم حقه ). الحديث.
فسجود معاذ رضي الله عنه كان سجود تحية لا عبادة والعياذ بالله لأنه من صرف أي نوع من أنواع العبادات لغير الله يكفر سواء علم ذلك أو لم يعلم.
![]() | ![]() | |
الشبهة الثالثة حديث الرجل الذي ذر رماده | ||
![]() | ![]() |
أما ما يتعلق بتأويله وفهمه، فقد تعددت في ذلك الأقوال، وما كان ينبغي لها أن تتعدد إلا بسبب كونه حديثاً متشابهاً مشكلاً.
وقد أورده أصحاب الحديث في (مشكل الحديث) لما كان ظاهره معارضاً للمحكمات.
والحديث في الصحيحين في الرجل الذي قال لأبنائه:
((إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني، ثم ذروني في اليم، فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين، ففعلوا به ذلك؛ فقال الله له: ما حملك على ما فعلت؟ قال: خشيتك، فغفر له)).
خرجه البخاري ومسلم.
قال أصحاب القول بالعذر بالجهل في التوحيد أن:
هذا الرجل جهل قدرة الله تعالى على إحياء الموتى وقد عذره الله تعالى بالجهل في ذلك وغفر له.
وقالوا:
أن هذا الحديث دليلاً على مبدأ العذر بالجهل في التوحيد.
والحقيقة:
أن هذا الاستدلال منهم مجافي للحقائق الشرعية والنصوص الصريحة مجافاة تصل إلى حد التكذيب والمعاندة للنص الصريح المحكم الناص على المبدأ:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ﴾
الآية.
ثم إن هذا الحديث الشريف ليس قاطعاً بهذا الفهم لهم، ولا سلم بهذا أهل العلمبالحديث، ويؤكد ذلك وجوه متعددة، منها:
الوجه الأول |
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾
[الرحمن: 46].
قال ابن كثير رحمه الله: قال ابن أبي حاتم بسنده عن عطية بن قيس:
نزلت في الذي قال: احرقوني بالنار لعلي أضل الله، قال: تاب يوماً وليلة بعد أن تكلم بهذا، فقبل الله منه وأدخله الجنة أ.هـ
ومثل هذا لا يقال بالاجتهاد، وقد نقله السلف.
ولعل أصحاب العذر بالجهل لا يقبلونه، ولكنه يقطع عليهم ادعاء قطعية الدلالة التي تمسكوا بها لينقل الحديث إلى مرتبة الظنية أو المتشابه الذي لا يرقى إلى مرتبة المحكمات الحاكمة في قضية التوحيد وما يناقضه من الشرك.
[الرحمن: 46].
قال ابن كثير رحمه الله: قال ابن أبي حاتم بسنده عن عطية بن قيس:
نزلت في الذي قال: احرقوني بالنار لعلي أضل الله، قال: تاب يوماً وليلة بعد أن تكلم بهذا، فقبل الله منه وأدخله الجنة أ.هـ
ومثل هذا لا يقال بالاجتهاد، وقد نقله السلف.
ولعل أصحاب العذر بالجهل لا يقبلونه، ولكنه يقطع عليهم ادعاء قطعية الدلالة التي تمسكوا بها لينقل الحديث إلى مرتبة الظنية أو المتشابه الذي لا يرقى إلى مرتبة المحكمات الحاكمة في قضية التوحيد وما يناقضه من الشرك.
الوجه الثاني |
(لئن قدر الله علي)
قد شابهت النص الوارد في سورة الأنبياء عن نبي الله يونس، وكما ورد في قوله تعالى:
﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ﴾ الآية.
فقوله تعالى:
﴿ فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ﴾
قد يحمل ظاهرها معنى رديئاً يتعارض مع المبدأ الأصيل في النبوات من عصمة الأنبياء عن الشرك، وقد كان ذلك دليلاً كافياً على اعتبار هذا النص متشابهاً أو مشكلاً لا بد فيه من التأويل حتى لا يعارض أصل عقيدي كبير يتعلق بركن من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالرسل
ولذا اجتهد أهل العلم والتفسير في تأويله، وقد أشار كثير منهم بأن هذا النص من سورة الأنبياء مشابه لحديث وقول الرجل الذي ذر رماده.
فإما أن يكونوا جميعاً من المتشابهات لمعارضتهما قواعد الدين الأساسية، وفي هذا تكاثرت أقوال أهل العلم بالحديث والتفسير في تأويلهما، وإما أن يجعلا من المحكمات (عنوة وتضليلاً) وهذا ما فعله المحدثون من قومنا، وعارضوا به المحكمات الأساسية بغير حق، وهو الفعل الذي ذمه الله وقال فيه:
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾
[آل عمران: 7].
وأما السلف الصالح والراسخون في العلم فقد قالوا في تأويل الآية الكريمة أقوالاً منها ما ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره؛ حيث أورد لهذه المقالة تأويلين كالتالي:
أ- فظن أن لن نقدر عليه: أي نضيق عليه في بطن الحوت
ويروى هذا عن ابن عباس ومجاهد والضحاك وغيرهم، واختاره ابن جرير الطبري، واستشهد عيه بقوله تعالى:
﴿ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ ﴾
الآية.
ب- وقال عطية العوفي:
أي: فظن أن لن نقدر عليه
أي: نقضي عليه، كأنه جعل ذلك بمعنى التقدير، فإن العرب تقول: قدر وقدّر بمعنى واحد
ومنه قوله تعالى:
(فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ﴾
الآية أ.هـ
وقد ذكر القرطبي رحمه الله هذه التأويلات بذاتها لحديث الرجل الذي ذر رماده بصدد تفسيره للآية من سورة الأنبياء لتشابه المقامين.
قد شابهت النص الوارد في سورة الأنبياء عن نبي الله يونس، وكما ورد في قوله تعالى:
﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ﴾ الآية.
فقوله تعالى:
﴿ فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ﴾
قد يحمل ظاهرها معنى رديئاً يتعارض مع المبدأ الأصيل في النبوات من عصمة الأنبياء عن الشرك، وقد كان ذلك دليلاً كافياً على اعتبار هذا النص متشابهاً أو مشكلاً لا بد فيه من التأويل حتى لا يعارض أصل عقيدي كبير يتعلق بركن من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالرسل
ولذا اجتهد أهل العلم والتفسير في تأويله، وقد أشار كثير منهم بأن هذا النص من سورة الأنبياء مشابه لحديث وقول الرجل الذي ذر رماده.
فإما أن يكونوا جميعاً من المتشابهات لمعارضتهما قواعد الدين الأساسية، وفي هذا تكاثرت أقوال أهل العلم بالحديث والتفسير في تأويلهما، وإما أن يجعلا من المحكمات (عنوة وتضليلاً) وهذا ما فعله المحدثون من قومنا، وعارضوا به المحكمات الأساسية بغير حق، وهو الفعل الذي ذمه الله وقال فيه:
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾
[آل عمران: 7].
وأما السلف الصالح والراسخون في العلم فقد قالوا في تأويل الآية الكريمة أقوالاً منها ما ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره؛ حيث أورد لهذه المقالة تأويلين كالتالي:
أ- فظن أن لن نقدر عليه: أي نضيق عليه في بطن الحوت
ويروى هذا عن ابن عباس ومجاهد والضحاك وغيرهم، واختاره ابن جرير الطبري، واستشهد عيه بقوله تعالى:
﴿ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ ﴾
الآية.
ب- وقال عطية العوفي:
أي: فظن أن لن نقدر عليه
أي: نقضي عليه، كأنه جعل ذلك بمعنى التقدير، فإن العرب تقول: قدر وقدّر بمعنى واحد
ومنه قوله تعالى:
(فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ﴾
الآية أ.هـ
وقد ذكر القرطبي رحمه الله هذه التأويلات بذاتها لحديث الرجل الذي ذر رماده بصدد تفسيره للآية من سورة الأنبياء لتشابه المقامين.
وما حمل أهل العلم على هذه التأويلات لهذه النصوص من الآية أو الحديث إلا لمعارضة هذه الكلمات وظاهرها المتبادر لقواعد الدين الأساسية وأصوله الكلية
غير أن الهوى زاغ بمن أراد الله زيغه، فتمسك بهذه الظواهر المشكلة والمتشابهة، وعارض بها المحكمات من النصوص والأصول الكلية والقواعد الأساسية، ووجد أن هذه المحكمات والأصول الثابتة، والقواعد الحاكمة لا تقوم ولا تقوى على معارضة الرجل الذي ذر رماده.
وكما قال ابن كثير عن المتبع للمتشابهات والمعارض بها للمحكمات:
ومن عكس انعكس أ.هـ
ومن عكس انعكس أ.هـ
الوجه الثالث |
ما حملك على هذا؟
قال خشيتك يارب، فغفر له
فهذا الظاهر يتنافى مع ادعاء أن الرجل كان يجهل قدرة الله، حيث لا تجتمع الخشية من الله مع الجهل بقدرة الله، وإنما المنصوص عليه:
أن الخشية ثمرة العلم بالله
وكما قال تعالى:
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾
فادعاء الجهل ونسبته إلى هذا الرجل الذي صرح الحديث بأنه من أهل الخشية لله تبارك وتعالى، وقد صدق الله تعالى قوله، وغفر له، مما يؤكد بطلان هذا الادعاء (الجهل) وهذا الاستدلال، كما أن هذا الظاهر يفيد معنى آخر كريماً ذكره أهل العلم في مصنفاتهم نسوقه لمن أراد علم السلف الصالح، بعيداً عن الأهواء المضلة والأماني الكاذبة:
وأصل ذلك أن الكلمة التي تخرج من المرء عن محبة وتعظيم وتشريف وتكريم قد تغفر لصاحبها، بل يحمد عليها، وإن كان مثلها لو صدر بدون ذلك لاستحق صاحبها النكال والمؤاخذة، وكذلك الأفعال.
ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لأبي بكر؛ حيث أراد أن يتأخر عن موقفه في الصلاة لما أحس بالنبي مكانك)
فتأخر أبو بكر، فقال له النبي ما منعك أن تثبت مكانك وقد أمرتك؟
فقال:
ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي النبي، صلى الله عليه وسلم
فظاهر الموقف معصية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقيقته: تعظيمه وتوقيره وإجلاله.
*ويدخل في هذا الباب حديث أبي هريرة في فتح مكة، قال:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له:
((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن))
فقالت الأنصار: أما الرجل - النبي - فقد أدركته رغبة في قرابته، ورأفة بعشيرته.
قال أبو هريرة: وجاء الوحي، وكان إذا جاء لا يخفى علينا، فإذا جاء فليس أحد منا يرفع طرفه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ينقضي الوحي، قال رسول الله:
((يا معشر الأنصار))
قالوا: لبيك يا رسول الله، قال:
((قلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته، قالوا: قد كان ذلك، قال: كلا، أنا عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، المحيى محياكم، والممات مماتكم))
فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا إلا لضن بالله ورسوله
فقال رسول الله:
((إن الله ورسوله يصدقونكم ويعذرونكم)).
رواه مسلم.
قال ابن تيمية رحمه الله بعد أن ساق هذه النصوص الشريفة:
وذلك أن الأنصار لما رأوا النبي قد أمن أهل مكة، وأقرهم على أموالهم ودماءهم، مع دخوله عليهم عنوة وقهراً، وتمكنه من قتلهم، وأخذ أموالهم إن شاء، خافوا أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يستوطن مكة، ويستبطن قريش، لأن البلد بلده، والعشيرة عشيرته، وأن يكون نزاع النفس إلى الوطن والأهل يوجب انصرافه عنهم، فقال: من قال منهم ذلك ولم يقله الفقهاء وأولوا الألباب الذين لا يعلمون أنه لم يكن له سبيل إلى استيطان مكة
فقالوا ذلك لا طعناً ولا عيباً
ولكن ضنَّاً بالله ورسوله،وعذرهم فيما قالوا لما رأوا وسمعوا، ولأن مفارقة الرسول صلى الله عليه وسلم شديد على مثل أولئك المؤمنين، الذين هم شعار وغيرهم دثار.
والكلمة التي تخرج عن محبة وتعظيم وتشريف وتكريم تغفر لصاحبها، بل يحمد عليها، وإن كان مثلها لو صدر بدون ذلك لاستحق صاحبها النكال أ.هـ )
قال خشيتك يارب، فغفر له
فهذا الظاهر يتنافى مع ادعاء أن الرجل كان يجهل قدرة الله، حيث لا تجتمع الخشية من الله مع الجهل بقدرة الله، وإنما المنصوص عليه:
أن الخشية ثمرة العلم بالله
وكما قال تعالى:
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾
فادعاء الجهل ونسبته إلى هذا الرجل الذي صرح الحديث بأنه من أهل الخشية لله تبارك وتعالى، وقد صدق الله تعالى قوله، وغفر له، مما يؤكد بطلان هذا الادعاء (الجهل) وهذا الاستدلال، كما أن هذا الظاهر يفيد معنى آخر كريماً ذكره أهل العلم في مصنفاتهم نسوقه لمن أراد علم السلف الصالح، بعيداً عن الأهواء المضلة والأماني الكاذبة:
وأصل ذلك أن الكلمة التي تخرج من المرء عن محبة وتعظيم وتشريف وتكريم قد تغفر لصاحبها، بل يحمد عليها، وإن كان مثلها لو صدر بدون ذلك لاستحق صاحبها النكال والمؤاخذة، وكذلك الأفعال.
ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لأبي بكر؛ حيث أراد أن يتأخر عن موقفه في الصلاة لما أحس بالنبي مكانك)
فتأخر أبو بكر، فقال له النبي ما منعك أن تثبت مكانك وقد أمرتك؟
فقال:
ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي النبي، صلى الله عليه وسلم
فظاهر الموقف معصية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقيقته: تعظيمه وتوقيره وإجلاله.
*ويدخل في هذا الباب حديث أبي هريرة في فتح مكة، قال:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له:
((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن))
فقالت الأنصار: أما الرجل - النبي - فقد أدركته رغبة في قرابته، ورأفة بعشيرته.
قال أبو هريرة: وجاء الوحي، وكان إذا جاء لا يخفى علينا، فإذا جاء فليس أحد منا يرفع طرفه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ينقضي الوحي، قال رسول الله:
((يا معشر الأنصار))
قالوا: لبيك يا رسول الله، قال:
((قلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته، قالوا: قد كان ذلك، قال: كلا، أنا عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، المحيى محياكم، والممات مماتكم))
فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا إلا لضن بالله ورسوله
فقال رسول الله:
((إن الله ورسوله يصدقونكم ويعذرونكم)).
رواه مسلم.
قال ابن تيمية رحمه الله بعد أن ساق هذه النصوص الشريفة:
وذلك أن الأنصار لما رأوا النبي قد أمن أهل مكة، وأقرهم على أموالهم ودماءهم، مع دخوله عليهم عنوة وقهراً، وتمكنه من قتلهم، وأخذ أموالهم إن شاء، خافوا أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يستوطن مكة، ويستبطن قريش، لأن البلد بلده، والعشيرة عشيرته، وأن يكون نزاع النفس إلى الوطن والأهل يوجب انصرافه عنهم، فقال: من قال منهم ذلك ولم يقله الفقهاء وأولوا الألباب الذين لا يعلمون أنه لم يكن له سبيل إلى استيطان مكة
فقالوا ذلك لا طعناً ولا عيباً
ولكن ضنَّاً بالله ورسوله،وعذرهم فيما قالوا لما رأوا وسمعوا، ولأن مفارقة الرسول صلى الله عليه وسلم شديد على مثل أولئك المؤمنين، الذين هم شعار وغيرهم دثار.
والكلمة التي تخرج عن محبة وتعظيم وتشريف وتكريم تغفر لصاحبها، بل يحمد عليها، وإن كان مثلها لو صدر بدون ذلك لاستحق صاحبها النكال أ.هـ )
فإذا كان نص حديث الرجل الذي ذر رماده قد أجاب عن هذا أصرح إجابة عندما سأله المولى تبارك وتعالى:
ما حملك على ما فعلت؟
قال: خشيتك، فغفر له.
فكيف فهم أصحاب القول بالعذر بالجهل عن الرجل أن مقالته كانت عن جهل، مع تصريح لفظ الحديث بأنها ما كانت إلا عن خشية الله تعالى.
فأصحاب العذر بالجهل أثبتوا للرجل معاني لم ينص عليها ألفاظ الحديث من الجهل أو ما شابهه
وما أثبتته ألفاظ النص صراحة من الخشية، ولا تكون إلا عن علم حقيقي بقدرة الله أغفلوه وتاهوا عنه، ثم عارضوا بفهمهم القاصر للحديث المحكمات من النصوص وقواعد الدين الأساسية.
أليس ذلك مصداق قوله تعالى:
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾
الآية.وما ذكره أهل العلم الكرام في تفسيرها. وبالله التوفيق.
انتهى كلام الاخ

قال: خشيتك، فغفر له.
فكيف فهم أصحاب القول بالعذر بالجهل عن الرجل أن مقالته كانت عن جهل، مع تصريح لفظ الحديث بأنها ما كانت إلا عن خشية الله تعالى.
فأصحاب العذر بالجهل أثبتوا للرجل معاني لم ينص عليها ألفاظ الحديث من الجهل أو ما شابهه
وما أثبتته ألفاظ النص صراحة من الخشية، ولا تكون إلا عن علم حقيقي بقدرة الله أغفلوه وتاهوا عنه، ثم عارضوا بفهمهم القاصر للحديث المحكمات من النصوص وقواعد الدين الأساسية.
أليس ذلك مصداق قوله تعالى:
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾
الآية.وما ذكره أهل العلم الكرام في تفسيرها. وبالله التوفيق.
انتهى كلام الاخ

وايضا فان هذا الحديث لا يستدل به لما فيه من اشكال فلا يعد دليلا يستدل به على العذر بالجهل
قال الامام الشوكاني رحمة الله عليه
( ووقائع الأحوال إذا تطرق إليها الاحتمال سلبها الاستدلال لما يبقي فيها عن الإجمال ) نيل الاوطار (2/59
ويقول ايضا
ً (والمحتمل لا يكون حجة على الخصم ) نيل الاوطار (1/62)
قال الامام المباركفوري رحمة الله عليه :
وإذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال. تحفة الأحوذي في شرح الترمذي (1/174)
قال الشاطبي رحمه الله تعالى:
وقد علم العلماء أنَّ كلَّ دليل فيه اشتباهٌ وإشكالٌ ليس بدليل في الحقيقة؛ حتى يتبين معناه ويظهر المراد منه، ويشترط في ذلك أن لا يعارضه أصلٌ قطعيٌّ؛ فإذا لم يظهر معناه لإجمال أو اشتراك، أو عارضه قطعيٌّ؛ كظهور تشبيه؛ فليس بدليل؛ لأن حقيقة الدليل أن يكون ظاهراً في نفسه، ودالاًّ على غيره؛ وإلا احتيج إلى دليل عليه؛ فإن دلَّ الدليل على عدم صحته؛ فأحرى أن لا يكون دليلاَّ . اهـ الاعتصام 1/320 ط المنار بتحقيق محمد رشيد رضا
قال الامام الشاطبي:
تحت المسألة الرابعة " الاعتراض على الظواهر غير مسموع" الموافقات (4/324)
قال الامام شهاب الدين القرافي :
أما الاحتمال المرجوح فلا عبرة به ولا يقدح في صحة الدلالة ولا يصير اللفظ به مجملا إجماعا، فإن الظواهر كلها كذلك فهنا احتمال مرجوح ولا يقدح في دلالتها. اهـ العقد المنظوم في الخصوص والعموم".(2/)81
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
إذا تطرق إليها الاحتمال سقط الاستدلال بها .
الفتاوى الكبرى (2/121)
([1]) الصارم المسلول على شاتم الرسول. ابن تيمية. صـ197/189.
ويقول ايضا
ً (والمحتمل لا يكون حجة على الخصم ) نيل الاوطار (1/62)
قال الامام المباركفوري رحمة الله عليه :
وإذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال. تحفة الأحوذي في شرح الترمذي (1/174)
قال الشاطبي رحمه الله تعالى:
وقد علم العلماء أنَّ كلَّ دليل فيه اشتباهٌ وإشكالٌ ليس بدليل في الحقيقة؛ حتى يتبين معناه ويظهر المراد منه، ويشترط في ذلك أن لا يعارضه أصلٌ قطعيٌّ؛ فإذا لم يظهر معناه لإجمال أو اشتراك، أو عارضه قطعيٌّ؛ كظهور تشبيه؛ فليس بدليل؛ لأن حقيقة الدليل أن يكون ظاهراً في نفسه، ودالاًّ على غيره؛ وإلا احتيج إلى دليل عليه؛ فإن دلَّ الدليل على عدم صحته؛ فأحرى أن لا يكون دليلاَّ . اهـ الاعتصام 1/320 ط المنار بتحقيق محمد رشيد رضا
قال الامام الشاطبي:
تحت المسألة الرابعة " الاعتراض على الظواهر غير مسموع" الموافقات (4/324)
قال الامام شهاب الدين القرافي :
أما الاحتمال المرجوح فلا عبرة به ولا يقدح في صحة الدلالة ولا يصير اللفظ به مجملا إجماعا، فإن الظواهر كلها كذلك فهنا احتمال مرجوح ولا يقدح في دلالتها. اهـ العقد المنظوم في الخصوص والعموم".(2/)81
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
إذا تطرق إليها الاحتمال سقط الاستدلال بها .
الفتاوى الكبرى (2/121)
([1]) الصارم المسلول على شاتم الرسول. ابن تيمية. صـ197/189.
و سانقل ردود لبعض الشبه الاخرى

قالوا :
فمع قولها ما هو كفر إلا أن النبي لم يكفرها ، وعذرها بجهلها .
قلت :
وهذا من أفسد ما يكون الإحتجاج ، ولا أرى لهم وجهاً للإستدلال يصح في هذه الحادثة ، وبيان ذلك من وجهين .
عدم ثبوت شرط التكليف في الحادثة فلفظ الجارية عند العرب على منازل ثلاثة ، الفتاة حديثة السن ، والمرأة الفتية هذه فيبطلا الإحتجاج بالحديث حتى يثبت لنا ـ من حيث الأصل ـ إن هذه الجارية كانت إمرأة بالغةمكلفة شرعاً بأحكام الدين ، لثبوت الإحتمال وقيامه بالحادثة.
:
أن هذه الجارية لم تنطق بما هو كفر مجرد ، فكون النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ما في غد ، فهذا حق بما يطلعه الله عليه سبحانه
قال تعالى :
{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدا ً* إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً}26
/27 الجـن
![]() | ![]() | |
إحتجوا بما ورد في الصحيح من حديث الربيع بنت مسعود ، وفيه أن جارية كانت تنشد " وفينا نبي يعلم ما في غد " فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : [ لا تقولي هذا وارجعي إلى ما كنت تقولي | ||
![]() | ![]() |

قالوا :
فمع قولها ما هو كفر إلا أن النبي لم يكفرها ، وعذرها بجهلها .
قلت :
وهذا من أفسد ما يكون الإحتجاج ، ولا أرى لهم وجهاً للإستدلال يصح في هذه الحادثة ، وبيان ذلك من وجهين .
الأول: |
الثاني |
أن هذه الجارية لم تنطق بما هو كفر مجرد ، فكون النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ما في غد ، فهذا حق بما يطلعه الله عليه سبحانه
قال تعالى :
{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدا ً* إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً}26
/27 الجـن
![]() | ![]() | |
احتجوا بسؤال عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم : [ مهما يكتم الناس يعلمه الله ...] | ||
![]() | ![]() |
أقول :
أيها الناس :
اتقوا الله في دينكم ، ولا يدفعنكم الإنتصار للرأي المذهب إلى التطاول الفاحشوالحجج الباطلة ، مما نخشى عليكم أن تؤولوا إليه
ثم أنا سائلكم :
إذا كانت عائشةالصديقة أم المؤمنين التي نشأت في بيت العقيدة ، وتتلمذت على الداعية الأول من الصحابة أبى بكر والدها ، ثم إنتقلت إلى بيت النبوة ، مهبط الوحي ، ثم كانت أقرب نساء النبي إلى نفسه ، ثم كانت أحفظ نساء النبي للسنة ، ثم كانت أفقه نساء النبي وأُمهات المؤمنين علماً وأفصحهم بياناً .
أقول : شارحاً
إذا كانت عائشة رضي الله عنها ، وهذه صفتها ومكانتها تجهل أن الله تعالى يعلم السر وأخفى ، وهو ما يعرفه الطفل الحدث الذي لم يدر كيف يتنـزه من بوله بعد ، فكيف الظن بمن دونها ؟
أريدأن أقول :
أن من نسب هذا التصور والشك إلى عائشة رضي الله عنها ، فليعلم أن هذا قدح مباشر في بيان النبي صلى الله عليه وسلم بحيث كان أهل بيته يجهلون أبسط معاني دعوتهـ حاشا لله ـ
أن من نسب هذا التصور والشك إلى عائشة رضي الله عنها ، فليعلم أن هذا قدح مباشر في بيان النبي صلى الله عليه وسلم بحيث كان أهل بيته يجهلون أبسط معاني دعوتهـ حاشا لله ـ
بل الظن الصادق أن النبي بلغ فأتم البلاغ ، وبين فأحكم البيان ، وظن الصدق بالصديقة أم المؤمنين عائشة يرفعها بمفاوز بعيدة أن نرميها بمثل هذا الإفك وسوء الظن ، وكل عاقل منصف دين يعلم أن عائشة إما قالت هذا الكلام على سبيل التدبروالتأمل والتعجب من قدرة الله تعالى وإحاطة علمه إظهاراً للخشية
و إما على وجهالإستنفار لحديث النبي صلى الله عليه وسلم طلبا لمزيد علم وفقه ، كقول العربي لصاحبه " أغشيت عكاظ بالأمس " وهو يعلم أنه ذهب إليها ، ولكنه يستنفره ليحدثه عن تفاصيل ما حدث هناك -
وللعلماء مذاهب أخرى في تأويل قول عائشة فليراجعها من شاء في الإختيارات العلمية .
هذا الكلام ليس كفراً وشركاً يخرج عن الملة ، والحمد لله على توفيقه .
و إما على وجهالإستنفار لحديث النبي صلى الله عليه وسلم طلبا لمزيد علم وفقه ، كقول العربي لصاحبه " أغشيت عكاظ بالأمس " وهو يعلم أنه ذهب إليها ، ولكنه يستنفره ليحدثه عن تفاصيل ما حدث هناك -
وللعلماء مذاهب أخرى في تأويل قول عائشة فليراجعها من شاء في الإختيارات العلمية .
هذا الكلام ليس كفراً وشركاً يخرج عن الملة ، والحمد لله على توفيقه .
إحتجوا بقول الله سبحانه وتعالى حاكيا مقولة الحواريين لعيسى بن مريم عليه السلام : {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} المائدة112 | ||
![]() | ![]() |

قالوا :
فهذا دليل على أن الحواريين شكوا في أن الله قادراً ولم يكفروا بهذا الشك ، مع أنه كفر لأن الله تعالى عذرهم بجهلهم
قلت :
لقد عز الحياء والله وكلامهم هذا من أوضح البراهين على سيطرة الهوى على منهاجهم في الإستدلال ، وهذا الذي نسبوه للحواريين وإحتجوا به هو من أفسد ما يكون الإحتجاج وهو ظاهر البطلان لذي عقل وقلب ، وبداية أعجب كيف يجهل الحواريون وهم خلصاء رسول عيسى بن مريم عليه السلام وبطانته وأئمة الهدى والعلم في أمته

أقول :
كيف ينسب إليهم جهل أبسط معنى العقيدة وأعظم صفات الباري سبحانه وهي القدرة وقد قدمنا أن صفةالقدرة بالذات لا ينكرها أو يشك فيها إلا كافر سفيه العقل .
وهل كانوا يعبدون الذي خلق السماوات بغير عمد وسخر فيهاالشمس والقمر والنجوم السيارة ، والأرض وما بث فيها من آيات ودلائل تشهد أدناهابعظمة خالقها وقدرته وجبروته ، والذي خلقهم ولم يكونوا شيئاً مذكورا ، ثم يميتهم ثم يحييهم و يبعثهم بصيحة واحدة
وهو الذي يرزق الطير والدواب ، وكل نفس منفوشة ، بل إني أعجب كيف آمنوا بأن الله قادر على أن ينـزل الملائكة من السماء بالروح من أمره على من يشاء من عباده ، ومنهم عيسى ـ عليه السلام ـ رسولهم الذي آمنوا به وبمايتنزل عليه ، ثم هم يشكون في أن الله قادراً على أن ينـزل مع الملائكة مائدة علىالحواريين ؟
اللهم إليك نشكو فساد العقول والألباب ، وسيطرة الهوى و عماية الرأي ،ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
ورحم الله القرطبي حيث يقول عند تفسير هذه الآية في كتابه جامع أحكام القرآن ( ج 7 ص 364 )
" إن الحواريين خلصاءالأنبياء ودخلاؤهم وأنصارهم
كما قال تعالى :
{نَحْنُ أَنصَارُ اللَّه}
ومعلوم أن أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم جاءوا بمعرفة الله تعالى وما يجب له وما يجوزوما يستحيل عليه وان يبلغوا ذلك أممهم ، فكيف يخفى ذلك على باطنهم ، وإختص بهم حتىيجهلوا قدرة الله تعالى " أهـ .

أقول :
ومن ثم فقد أجمع أهل التفسير على أن قول الحواريين لم يخرج مخرج الشك في قدرة الله تعالى
وقد خرجوا الآية على مخارج شتى ، غالبها راجع على حمل الآية على إحدى رواياتها .فالآية وردت بروايتين ، الأولــــى بلفظ
( هل تستطيع ربك )
بالتاء وهي قراءة الكسائي ، وأيضاً قراءة علي بن أبي طالب وعائشة ومعاذ وبن عباس وجماعة من الصحابة وسعيد بن جبير ومجاهد من التابعين ( أنظر تفسير بن جرير الطبري/ج 11 ص 218) .والقرطبي ( ج 6 ص 364 ) .
والثانية بلفظ
( هل يستطيع ربك )
بالياء وكلاهما حق ،وكلاهم من عند الله فأما من قرأها بقراءة الكسائي فقد ذهب الإشكال وإستقام المعنى الظاهر للآية ، ويصبح معناها :
هل تستطيع سؤال ربك أو : هل يجيبك الله إن سألته
و أما من قرأها بالثانية فقد حمل معناها على ظاهر القراءة الأولى وبما لا يتعارض معها ، وحقوقها حسب مقتضيات لغة العرب المتنزل بها القرآن ، فكان لهم تأويلات عدة ،مجمعة كلها على تنـزيه الحواريين وتبرئتهم من نسبة الشك إلى قدرة الله إليهم ومنأراد استزادة مراجعة ما ذكره العلماء فيها ، فليراجع القرطبي عند تفسير سورةالمائدة ، وكذا الطبري ـ مجمع البيان .
اقوال العلماء في العذر بالجهل
![]() | ![]() | |
هذه بعض اقوال العلماء لازالة الخلط الذي وقع في فهم اقوال ابن تيمية ومحمد ابن عبد الوهاب فهناك من اخذبعض اقوال الشيخين حجة على العذربالجهل وهناك من اخذا قول الشيخين ايضا لتكفيرهماوالعياذبالله.. | ||
![]() | ![]() |

( فيمن يظن ويعتقدأن كلام أهل العلم وتقييدهم لقيام الحجة وبلوغ الدعوة ينفي اسم الكفر والشرك والفجورونحو ذلك من الأفعال والأقوال التي سماها الشارع بتلك الأسماء وقال إن عدم قيام الحجة لا يغيرمن الأسماء الشرعية بل يسمى ما سماه الشارع كفرا أو شركا أو فسقاباسمه الشرعي ولاينفي عنه وان لم يعاقب فاعلها إذا لم تقم عليه الحجة .
قال الشيخ سليمان ابن عبد الله ابن محمد ابنعبد الوهاب
إن النطق بها من غير معرفة معناها ولا عمل بمقتضاها من التزام التوحيدوترك الشرك والكفر بالطاغوت فان ذلك غير نافع بالإجماع
( في كتابه التيسير)
وقال الشيخ محمد بن حسن ابن محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله
(اجمع العلماء سلفا وخلفا من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع أهل السنة
أن المرء لا يكون مسلما إلا بالتجرد من الشرك الأكبر والبراءة منه)
الدرر11.
وقال ابن القيم في تعليقه على آية الميثاق
وهذا يقتضي أن نفس العقل الذي به يعرفون التوحيد حجة في بطلان الشرك لا يحتاجون فيذلك إلى رسول وهذالا يناقض
[وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا]
وقال فكون ذلك فاحشةوإثما وبغيا بمنزلةكون الشرك شركا فهو في نفسه قبل النهي وبعده فمن قال إن الفاحشةوالآثام إنما صاركذلك بعد النهي بمنزلة من يقول الشرك إنما صار شركا بعد النهي وليس قبل ذلك ومعلوم أن هذا مكابرة صريحة للعقل والفطرة )
مدارج السالكين1.
نقل القاضي عياض في الشفاء في فصل ما هو من المقالات كفر
( على أن كل مقالة نفت الوحدانية أو صرحت بعبادة احد غير الله أو مع الله فهي كفر بإجماع المسلمين.
قال الشيخ محمدابن عبدالوهاب في تاريخ نجد قال
أن الشرك عبادة غير الله و الذبح والنذر لهودعاؤه قالولا اعلم أن أحدا من أهل العلم يختلف في ذلك)
بتصرف.
أن الشرك عبادة غير الله و الذبح والنذر لهودعاؤه قالولا اعلم أن أحدا من أهل العلم يختلف في ذلك)
بتصرف.
وقال الشيخ إسحاق ابن عبد الرحمن رحمه
(دعاء أهل القبور وسؤالهم والاستغاثة لهم لم يتنازع فيها المسلمون بل هي مجمع علىأنها من الشرك المكفر)
رسالة تكفير المعين
وقال الشيخ سليمان في التيسير
إجماع المفسرين على أن الطاعة في تحليل ماحرم الله أو تحليل ما احل الله انه عبادة لهم وشرك طاعة
وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى4
ولهذا كان كل من لم يعبد الله فلابد أن يكون عابد لغيره فيكون مشركا وليس في بني ادم قسم ثالث بل إما موحد وإما مشرك أو من خلط هذا بهذاكالمبدلين من أهل الملل والنصارى ومن أشبههم من الضلال المنتسبين إلى الإسلام
ولهذا كان كل من لم يعبد الله فلابد أن يكون عابد لغيره فيكون مشركا وليس في بني ادم قسم ثالث بل إما موحد وإما مشرك أو من خلط هذا بهذاكالمبدلين من أهل الملل والنصارى ومن أشبههم من الضلال المنتسبين إلى الإسلام
وقال الشيخ عبد الرحمن في شرحه لأصل الإسلام وقاعدته وعبد اللطيف في المنهاج قالا
من فعل الشرك فقد ترك التوحيد فانهما ضدان لا يجتمعان ونقيضان لايجتمعان ولايرتفعان.

وقال الشيخ أبا بطين تعليق على حديث
(اتخذوا احبارهم وأربابهم من دون الله)
( قال ذمهم الله وسماهم مشركين مع كونهم لم يعلموا ان فعلهم هذا عبادة لهم فلم يعذروابالجهل )
الدرر10.
(اتخذوا احبارهم وأربابهم من دون الله)
( قال ذمهم الله وسماهم مشركين مع كونهم لم يعلموا ان فعلهم هذا عبادة لهم فلم يعذروابالجهل )
الدرر10.
وقال الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن
( بل إن أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقران وماتوا على الجاهلية لايسمون مسلمين بالإجماع ولا يستغفر لهم وإنما اختلف أهل العلم في تعذيبهم في الآخرة .
قال أبناء الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وحمد بن ناصر آل معمر
( إذا كان يعمل بالكفر والشرك لجهله أو عدم من ينبهه لا نحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة ولكن لانحكم بأنه مسلم)
الدرر10.
وقال عبد الله وحسن أبناء الشيخ محمد ابن عبدالوهاب
من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة فالذي يحكم عليه انه إذاكان معروفا بفعل الشرك ويدين به ومات على ذلك
فهذا ظاهره انه مات على الكفر
فلا يدعى لهولا يضحى له ولا يتصدق عنه وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فان قامت عليهالحجةفأمره إلى الله تعالى)
الدرر10.
ونقل الأخوين عبد اللطيف وإسحاق ابني عبدالرحمن وابن سحمان نقلوا عن ابن القيمالإجماع
على أن أصحاب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة أن كلا النوعين لا يحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضةأصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا اله إلاالله.
وقال عبد الرحمن بن حسن
(الذي عليه شيخ الإسلام وإخوانه من أهل السنة والجماعة من إنكار الشرك الأكبرالواقع في زمانه هوذكرهم الأدلة من الكتاب والسنة على كفر من فعل هذا الشرك أواعتقده)
فتاوى الأئمةالنجدية3.
وقال
( والعلماء رحمهم الله تعالى سلكوامنهج الاستقامة وذكروا باب حكم المرتد ولم يقل احد منهم انه إذا قال كفرا أو فعل كفراوهو لا يعلم انه يضاد الشهادتين انه لا يكفر بجهله
وقد بين الله في كتابه أن بعض المشركين جهال مقلدون فلم يرفع عنهم عقاب الله بجهلهم كما قال تعالى
( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد إلى قوله عذاب السعير)
الدرر11.
قال ابن تيمية
( اسم الشرك يثبت قبل الرسالةلأنه يشرك بربه ويعدل به )الفتاوى20.
على أن أصحاب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة أن كلا النوعين لا يحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضةأصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا اله إلاالله.
وقال عبد الرحمن بن حسن
(الذي عليه شيخ الإسلام وإخوانه من أهل السنة والجماعة من إنكار الشرك الأكبرالواقع في زمانه هوذكرهم الأدلة من الكتاب والسنة على كفر من فعل هذا الشرك أواعتقده)
فتاوى الأئمةالنجدية3.
وقال
( والعلماء رحمهم الله تعالى سلكوامنهج الاستقامة وذكروا باب حكم المرتد ولم يقل احد منهم انه إذا قال كفرا أو فعل كفراوهو لا يعلم انه يضاد الشهادتين انه لا يكفر بجهله
وقد بين الله في كتابه أن بعض المشركين جهال مقلدون فلم يرفع عنهم عقاب الله بجهلهم كما قال تعالى
( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد إلى قوله عذاب السعير)
الدرر11.
قال ابن تيمية
( اسم الشرك يثبت قبل الرسالةلأنه يشرك بربه ويعدل به )
قال الشيخ أبا بطين في تعليقه على كلام ابن تيمية قال
فقدجزم أي ابن تيمية في مواضيع كثيرة تكفير من فعل ما ذكره من أنواع الشرك وحكى إجماع المسلمين على ذلك ولم يستثنى الجاهل ونحوه فمن خص الوعيد بالمعاند فقط واخرج الجاهل والمتاول والمقلد فقد شاق الله ورسوله وخرج عن المؤمنين
والفقهاء يصدرون باب حكم المرتد بمن أشرك بالله ولم يقيدوا ذلك بالمعاندوهذا أمر واضح ولله الحمد)
رسالةالانتصار
فقدجزم أي ابن تيمية في مواضيع كثيرة تكفير من فعل ما ذكره من أنواع الشرك وحكى إجماع المسلمين على ذلك ولم يستثنى الجاهل ونحوه فمن خص الوعيد بالمعاند فقط واخرج الجاهل والمتاول والمقلد فقد شاق الله ورسوله وخرج عن المؤمنين
والفقهاء يصدرون باب حكم المرتد بمن أشرك بالله ولم يقيدوا ذلك بالمعاندوهذا أمر واضح ولله الحمد)
رسالةالانتصار
انتهى بفضل الله
ام مريم
طالبة علم
منقول منتدى دعوة الحق
قال تعالى
ResponderEliminar(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)
[سورة فصلت ]
صححوا لم يكتب الميم
قال تعالى ذاكرا ما قال المشركي
لا تسمعوا
وكتب المؤلف
لا تسعوا