مناط كفر المعذرين ومن ادخل جاهل التوحيد في ملة إبراهيم وجعله محقق لأصل الدين
وبدع مخالفيه من الموحدين ورماهم بأنهم من الخوارج الحروريين المبتدعين كلاب أهل النار
1- المناط الأول :- عدم معرفته ولا فهمه لحقيقة ملة إبراهيم وما عليه الأنبياء والمرسلين
حيث أنه - أي المعذر- لم يعرف ولم يفهم حقيقة ملة إبراهيم ؛ لذلك ادخل المشركين الجاهلين لحقيقة التوحيد وجعلهم من الموحدين .
فجوز وجود مشركين جاهلين حقيقة ملة إبراهيم والتي هي التوحيد وفي نفس الوقت يكونوا موحدين وعلي ملة إبراهيم وفيها داخلين .
وهذا مخالف لملة إبراهيم والتي هي البرأة من الشرك وعدم جعل المشرك الجاهل من الموحدين .
فلم نجد نبي أو رسول توقف في الحكم علي قومه المشركين لجهلهم أو لإدعائهم أنهم موحدين وليسوا مشركين .
هذه هي ملة إبراهيم عدم الشك أو التوقف في أن المشركين غير الموحدين وأنه لا يصح وجود أصل التوحيد في قلب مشرك ابدا .
فلا يجتمع النقيضين في ملة إبراهيم عند من يعلمها ويفهمها .
لذلك فإن الحكم علي المشرك أنه ليس علي ملة إبراهيم هي الدليل القطعي علي معرفة الموحد لملة إبراهيم لذلك هي من أصل الدين وبها يعرف الموحد العالم بالتوحيد وبين مدعي التوحيد الجاهل بملة إبراهيم .
فلا يصح أن تكون ملة إبراهيم تجيز أن يكون فيها ومن أهلها من يجهلها .
فالقول أن من عذر المشركين وجعلهم موحدين أنه برغم ذلك موحد ولا يكفر الا بعد أن يقام عليه الحجة فيكون مناط كفره هو رد الأدلة والجحود لها قول باطل .
فهو لم يكن موحد أصلا حتي ننتظر منه رد وجحود ليكون كافر بعد ذلك
والسبب هو الإجابة علي سؤال مهم .
ما حكم ذلك المعذر إن لم يأتي رسول ولم ينزل كتاب ؟؟؟ما حكمه في زمن الفترة وإنعدام الكتب والرسل ؟؟؟
ما حكمه لو كان مع إنسان موحد حنيف مثل زيد ابن عمرو ابن نفيل ؟؟؟
فزيد ابن عمرو يقول عن المشركين أنهم ليسوا علي ملة إبراهيم ؛
وهذا الرجل الذي يعذرهم بجهلهم يقول بل هم موحدين وعلي ملة إبراهيم لانهم جاهلين أنهم مشركين وجاهلين للتوحيد ؟؟؟ ويتهم زيد أنه مبتدع أو مغالي أو لا يفهم ملة إبراهيم !!!
هل يكون المعذر بذلك القول متأول مخطي ؛ وهو وزيد ابن عمرو علي ملة واحده ؟؟؟
هل يستويان في الحكم ؟؟؟
هل يحتاج الي دليل من كتاب أو سنة لتقوم عليه الحجة بأن جاهل التوحيد لا يمكن بالفطرة والعقل والمنطق أن يكون معتقد للتوحيد ؟؟؟
بل الحق أنه يحتاج الي فطرة سليمة وعقل سليم ليفهم حقيقة ملة إبراهيم .
لان البرأة من المشركين الجاهلين دليل قطعي علي فهم حقيقة ملة إبراهيم وما كان عليه الأنبياء جميعا .
والشهادة لجاهل التوحيد والمشركين بأنهم موحدين وفي ملة إبراهيم داخلين ؛ لهو الدليل القطعي علي عدم فهم ملة إبراهيم .
ومن لم يفهم ملة إبراهيم لا يمكن أن يكون من أهلها .
والمسألة ببساطه لا تحتاج الي جحود وتكذيب لدليل شرعي حتي يكون كفره من هذا الباب .
بل كفره من باب أخر غير الجحود والتكذيب وإن كان هذا مناط أخر يكفر منه المعذر سيأتي الكلام عنه إن شاء الله تعالي .
فحقيقة مناط كفر المعذر أنه جمع بين النقيضين في ملة إبراهيم وادخل جاهل التوحيد في عداد الموحدين مخالفا بذلك الفطرة والعقل وما عليه جميع الأنبياء والمرسلين .
بل العجب أنه لم يكتفي بذلك في حكم الظاهر فقط بل زاد علي ذلك أنه حتي لم يعتبرهم من أهل الفترات الممتحنين بل جعلهم في الجنان مع الأنبياء والصديقين محشورين مأجورين مطمأنين مسرورين علي الارئك ينظرون هل ثوب الموحدين المغالين الخوارج كلاب أهل النار المكفرين المتبرئين منهم بما كانوا يفعلون وبجهلهم التوحيد هل ثوبوا بما كانوا يفعلون علي ظنه ومعتقده الفاسد .
سبحانك ربي العظيم .
فتراه يعذرهم بجهلهم ويجعلهم موحدين وليس مثلا مشركين في الدنيا وفي الأخرة ممتحنين كأهل الفترة .
بل الطامة هو أن جعلهم موحدين في الدنيا وفي الأخرة غير معذبين وليسوا ممتحنين بل في الجنان محشورين مع الأنبياء والموحدين !!!!!!!!
انظر أخي الي هذا الأعوجاج في الفطرة والعقل كيف يصل بصاحبه ؟!
فالمعذر لم يفهم أن جاهل التوحيد حتي بدون أن ينزل كتاب من السماء أو يرسل رسول .
أنه لا يمكن عقلا ولا نقلا أن يكون من أهل عقيدة التوحيد لانه لا يمكن أن يكون جاهل الشئ معتقد به ومن أهله .
ثم بالله عليكم هل يمكن أن يأتي نبي أو رسول ويقول أن جاهل الشئ يكون معتقد به ومن أهله وأن الله يخبر بذلك .
وأن جاهل الشئ ليس معادي له كما قيل " من جهل شئ عاداه ".
بالله عليك من ظن ذلك الظن هل عنده أدني درجات الإيمان وسلامة الفطرة والعقل عنده ؛ فيعرف التحسين والتقبيح للحسن والقبيح قبل ورود الشرع .
هل يمكن أن يكون علي فطرة الله التي فطر الله عليها الموحدين وأعلمهم أن من جهل التوحيد لا يمكن أن يأتي به .
هل من فطرة الله أن المشرك الذي لا يعلم حق الله عليه وعبد معه أو من دونه صنم أونبي أو ملائكة يكون من الموحدين .
دعونا من التماس اعذار للمعذر بأنه متأول بآيات من كتاب الله أو سنة رسوله لأننا سنثبت أن هذا ما هو الا تحريف وتبديل .
الان نتكلم هل بالفطرة والعقل يجوز أن يكون هناك مشرك جاهل حق الله عليه وتوحيده ثم يكون معتقد بحق الله عليه ويوحده .
هل يمكن بالفطرة والعقل والمنطق أن يكون هناك جاهل شئ ويكون معتقد به .
إن كان الجواب* بلا * كما عند أصحاب الفطرة السليمة والعقل الواعي.
فالجواب الأسهل منه كذلك لا يمكن أن يكون هناك دليل من كتاب انزله الله ؛ يصادم الفطرة التي فطر الله عليها الخلق والعقل المسلم العارف حق الله عليه .
هل ممكن أن يأتي كتاب من عند الله يدل علي خلاف ما فطرنا الله وما ركبه في عقولنا .
بالطبع لا .
ومن فهم غير ذلك فالعيب في فطرته وفي عقله الذي لم يفهم به أبسط الأشياء ؛ لذلك أدخل في ملة إبراهيم من ليس منها .
والعيب كما قلنا هو في فهمه لملة إبراهيم وما فسد من فطرته التي فطرها الله عز وجل عليها ولو كان علي ملة إبراهيم وعلي فطرة الله الحق ؛ لعرف أن المشرك الجاهل ليس من ملة إبراهيم ولا علي الحنيفية بل هو في ملة أخري تجمعه هو ومن أدخله معه فيها .
فحين نقول أن المعذر جاهل حقيقة التوحيد بما عنده من انطماس للفطرة والعقل السليم لا يعيب علينا أحد ويقول لنا بل هو محقق للتوحيد ومجتنب للشرك .
فأي توحيد حققه وهو يري أن المشرك الجاهل موحد .
وأي دليل هذا الذي يأتي به من كتاب أو سنة قد تكون مخالفة للفطرة والعقل والمنطق
آالله ينقض ما فطر الخلق عليه من فطرة التوحيد وأن جاهل التوحيد لا يمكن أن يأتي به ؟؟؟
آالله يساوي بين العالم والجاهل والمشرك والموحد ؟؟؟
آالله يرسل الرسل الي أقوام مشركين جاهلين حق الله الأعظم في التوحيد ليخبرهم أنه ليسوا للتوحيد محققين ولا في الملة داخلين ثم ينقض قوله وفعله ويرسل القرآن فيه أن المشركين الجاهلين موحدين ومعذورين وفي الملة داخلين .
هل يعقل هذا ؟؟؟
إن كان لا يعقل بالعقل وبما فطرنا الله عليه فكل ما يأتي به المعذر من شبهات ما هي الا دليل قطعي علي إعوجاج وفساد لفطرته وعقله الذي ساوي فيه بين الضدين وجمع بين النقيضين
هذا هو التوحيد الملفق الذي يسمح بدخول المشرك جاهل التوحيد فيه و من أهله !؛ فهو وتوحيده لكل من جادل عنه وهم م منه وهو منكم طالما تعادوننا وتتدافعون عنه وعن توحيده الملفق .
ولتعلموا شئ مهم أن المعذر حينما يكفر المشركين الجاهلين لا يكفرهم من أجل شركهم بل من أجل عنادهم وتكذيبهم وجحودهم الحجة التي اقامها هو عليهم.
وليس للشرك تأثير في الحكم علي المشرك . فافهموا !!!!
فهو يكفره لانه رد ما عنده من ادلة من الكتاب والسنة علي بطلان الشرك ولما لم يستجيب له المشرك ؛ كفره وتبرأ منه لعناده وجحوده وتكذيبه ؛ لا لانه أشرك بالله .
وإن قال غير ذلك فهو كاذب فلو كان الشرك له قيمة وتأثير في الحكم عنده .
لما إحتاج الي دليل من كتاب أو سنة ليحتج علي بطلان الشرك بل يكفي أن تكون الفطرة والعقل والنظر فيما خلقه الله من ادلة كونية علي وجوده ووحدانيته دليل علي بطلان الشرك .
فلما كان تكفير المشرك عنده يحتاج الي ادلة والي رسول و إلي من يبلغ بعد الرسول كان ذلك دليل علي عدم قبح الشرك لذاته عنده ؛ ودليل علي عدم تأثير دلالة فعل الشرك في الحكم علي المشرك .
فالمشرك لا يكون مشرك عنده الا بعد أن ينزل الله كتاب من عنده ؛ بل لا يكفي ذلك ويجب أن يصل الكتاب الي كل مشرك بنفسه بل ولا يكفي ، ويجب أن يكون هناك رسول وعلماء يناقشون ويجادلون ويزيلون كل شبهة عند المشرك حتي يكون بذلك كافر .
ومناط كفره عند المعذر علم أو لم يعلم ؛ هو جحوده وتكذيبه ورده للأدلة والبراهين بعد أن وصلت اليه وشرحها له بالتفصل من كان يقيم عليه الحجة ولا عبرة لا بالفطرة ولا العقل ولا التمكن من الوصول الي العلم .
كل ذلك لا عبرة له .
ثم تراه يفرق تفريق غريب يدل علي نفس ما قلناه من إعوجاج وفساد في الفطرة والعقل عنده
حيث تراه لا يعذرالمشركين جميعهم .
بل هناك من يكفرهم من المشركين لانهم سمعوا بوجود الرسالة – دين الإسلام – من اليهود والنصاري وغيرهم والسبب هو هو نفس مناط التكفير عنده ليس لشركهم بالله ولكن لأنهم جاحدين مكذبين للأدلة والبراهين التي في دين الإسلام .
والسؤال المهم هنا ما حكم هؤلاء المشركين قبل أن يأتي رسول الله صلي الله عليه وسلم أو ينزل الله الكتاب.
وهل مجرد الشرك عندهم يجعلهم مشركين دون أن يسمعوا برسول أو بكتاب .
تري الإجابة العجيبة ( بنعم ) ! ولماذا ؟
يقول لك لأنهم كان عندهم بقايا من ملة إبراهيم وكانت حجة عليهم !.
أنظر أخي هو هو نفس مناط الكفر عنده وهي أنهم أقيمت الحجة عليهم بتلك البقايا من ملة إبراهيم فهم جاحدون مكذبون للحجة عنده !
فلا تجد للشرك من تأثير في الحكم عليهم !
وتتعجب أكثر لهذا الطمس الغريب للفطرة والعقل عند من يعذر المشركين الجاهلين ويجعلهم موحدين .
حين تسأله وهل قومنا ليس عندهم بقايا من ملة إبراهيم ؟!
اليس عندهم ملة إبراهيم كاملة متمثلة في كتاب الله وسنة نبيه !
تري العجب العجاب منه حيث يقول لك ؛ قومنا يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله والمشركين لم يقولوا ذلك بل هم كفار أصلين .
فسبحان الله وهل هناك في الدنيا كفار أصليين .
الأصل في الدنيا الإسلام والأصل في الناس أنهم كانوا مسلمين .
وأنهم للأدين منتسبين ويكفيهم دعوة الأنبياء والمرسلين فيهم .
ثم أليس المشركين يزعمون انهم علي ملة إبراهيم فيكفي بذلك الإدعاء أن يكونوا متساويين بين من يقول لا اله الا الله ادعاءً وليس حقيقةً .
اليس المشركين كانوا يصلون ويحجون ويصومون وغير ذلك مما كان عندهم من ملة إبراهيم كما يدعون وكذلك أمثالهم من اليهود والنصاري .
فما وجه التفريق .
ثم هل عندك يا من تعذر بالجهل أن دليل عذر المشركين الجاهلين هي أنهم يقولون لا اله الا الله ؟
أم أن الدليل أو الشبهة عندك قول الله " وما كنا معذبين حتي نبعث رسولا *
الا تري أن هذه الآية عامة لكل مخلوق علي الأرض قال أو لم يقل لا اله الا الله ؟
وعلي فهمك المعوج للآية فإن المشركين الجاهلين في كل زمان ومكان معذورين وفي الملة داخلين إن كانوا للإسلام العام منتسبين .
فما وجه التفريق بين المتأسلمين المشركين وغيرهم من المشركين الجاهلين .
تجد العجب العجاب وأنه لا إجابة عنده الا العناد والكبر والجحود والتكذيب للفطرة كل هذا طمس للفطرة والعقل السليم وعدم فهم لحقيقة التوحيد وملة إبراهيم .
فكيف يكون من عنده هذا الطمس وهذا الجهل لحقيقة التوحيد موحد وعلي ملة إبراهيم .
أي ملة إبراهيم هذه التي تجمع النقيضين ؟!
تجمع الموحد والمشرك الجاهل ؟!
تجمع بين طمس للفطرة والعقل والمنطق والدليل وبين العقل والفطرة السليمة والمنطق والدليل ؟!
تجمع بين الظلمات والنور ؟!
تجمع بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟!
هل هذه ملة إبراهيم ،التي هي توحيد رب العالمين والبرأة من الشرك والمشركين ؟!
بل والله هي ملة الشيطان الرجيم وأوليائه من الجاهلين والمعاندين ومن جادل عنهم الي يوم الدين .
يتبع إن شاء الله
بالمناط الثاني لكفر المعذرين.
No hay comentarios:
Publicar un comentario